| تاهتْ على درْبِ الزَّمانِ خُطايا |
| وضَلَلْتُ وحْدي في الظلامِ هُدايا |
| وأنا الغريبُ على الطّريقِ ولم أَجِدْ |
| في غُربتي رغْمَ الزِّحامِ مُنايا |
| يا ألفَ حُلْمٍ في الضَّمِيرِ غَرَسْتُها |
| ورَوَيْتُها مِنْ دمْعِ عَيْنِ صِبايا |
| أهديْتُها زَهْرَ الشّبابِ وَيَنْعَهُ |
| ووهبْتُها في التِّيهِ كُلَّ حَشايا |
| ومَضيْتُ وثبًا في الطّريقِ لعلّني |
| أَلْقى الذي قد كانَ فيهِ هَوايا |
| و طَويْتُ عُمرًا في الزَّمانِ ولم أزَلْ |
| أحْيا الذي قد كان مِنهُ ضَنايا |
| تلك الجِراحُ مِنَ الجراحِ تهُزُّني |
| وتُذيبُ قلبًا عاشَ مِنهُ بقايا |
| تلك الوجوهُ مِنَ الأنامِ بَغيضةٌ |
| لمْ يَكفِها كُلُّ الأنامِ ضحايا |
| تاهَ الطّريقُ معَ الصّديقِ وبُغْيَتي |
| ما عُدتُ أرْقُبُ في الفضاءِ سِوايا |
| يا غُربَتِي لا للظّلامِ ووَحْشتِي |
| هل مِن وَنيسٍ لو يكونُ عِدايا |
| وأظلُّ أصرُخُ في الفضاءِ وغُربتِي |
| فَيُجيبُني طيَّ الفضاءِ صدايا |
| وكأنّ صوتًا في السّماءِ يرُدُّني |
| كلُّ الخلائقِ تزْدريكَ حَشايا |
| فأنا المُغيثُ أنا الأنيسُ ورحْمتي |
| وسِعتْ عبادًا تحْتمي بِحِمايا |
| أُعْطيكَ عبدي ما رَجوْتَ وعِزّتِي |
| لا تَنْفَدَنْ في الغَيْبِ أيُّ عطايا |
| رُحماكَ ربّي ما سلَوْتَ عِبادَكَ |
| ما خابَ ربّي فيكَ قطُّ رجايا |
من حكايا الزمان
| مأساتُنا أقوى من النسيان |
| أحزانُنّا لا تُشبه الأحزان |
| لا نَنّتَمي لأي ….. مكان |
| نحن قوماً من خارج الأزمان |
في رحاب البردة
| يَا دَوحَةَ الشُّعَرَاءِ مَنْ يَسْقِي الظَّمَى | مِنْ بَعدِ مَنْ أَربَوا رَأَيتُ ظِلالِيْ |
| فَسُعَادُ مَا بَانَتْ عَلَيَّ وَ ما أَرَى | رِيْماً عَلَى قاعٍ وَ ما أَوْمَى لِيْ |
| ذَهَبَ الَّذِي جِبْرِيلُ أَيَّدَ قَوْلَهُ | وَ بَقِيتُ أَرثِي بِالحُرُوفِ مَقَالِيْ |
| وَ أَهِيمُ فِي حَيٍّ رَجَوتُ جِوَارَهُ | عَلِّيْ بِذِيْ سَلَمٍ أُصِيبُ سُؤَالِيْ |
| ٱهٍ رَسُولَ اللهِ هَلَّا جُدْتَ لِيْ | قَلبِيْ يَئِنُّ عَلَيكَ لَا أَقْوَالِيْ |
| مَا لِلفَضَائِل دُونَ نَفْسِيَ قَدْ عَلَتْ | إِلَّا بِحُبِّكَ تَرْتَقِي لِمَعَالِ |
| يا سيِّدي أنتَ المُرادُ و هَدْيُكم | دِينِي و عِزِّي مَا خَلاكَ زَوَالي |
| أرجو لِقاءَكَ و الشَّفاعةُ غايتي | و الوَجْدُ فيكَ لِقَدْرِكَ المُتَعالي |
| رُؤياكَ حَقٌّ كَمْ أريدُ بُلوغَها | و يَصُدُّنِي عنها قليلُ فِعَالِي |
| أَتُراكَ تَعذُرُ مَنْ بِبَابِكَ قَدْ بَكَى | بُعْدَ المَرَام و قِلَّةَ الأعْمَالِ |
| أَتُراكَ تَرضَى عنْ فُؤاديَ بُرْدَةً | و السَّتْرُ مِنْكَ فحالهُ مِنْ حالِي |
| يَا رَبِّ أَصْلِحنِيْ لَعَلَّكَ تَرْتَضِيْ | وَ ارفَعْ أَذَىً جَافَاهُ أَيُّ زَوَالِ |
| يا ربِّ هَبْ ليٰ مِنْ لَدُنكَ بصيرةً | وَ مَحَبَّةً فالوَجْدُ مِنٰ آمَالِيْ |
| سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ إنَّكَ خَالِقِي | و مُعَذِّبِيْ أو مُكْرِمِي بِمٱلي |
| مَا كُنْتُ إلَّا مِنْ عبِيدِكَ ظَالِما | وَ دُعاءُ يُونُسَ جُنَّتِيْ وَ حِبَالِي |
| وَ مِنَ الصَّلاةِ على الحَبٍيبِ سَكِينَتِي | وَ بَراءَتِيْ مِنْ جَفْوَتِيْ وَ خَيَالِي |
| أَكْرِم ْ بِمَنْ أَوفَى وَ صَانَ رِسَالةً | بِالحَقِّ و التَّوحِيدِ وَ الإِجلالِ |
دق وأنت ساكت
| علامات ما تحت العينين تحكي قصصًا عن جُلِّ ما مر بي. |
| أرق الليالي أذاق القلب مرًّا أتعبني عدد الليالي لا فرق للبحر من قُطَرِ، |
| وإن زادت فمالها غارة ولا ألمُ غريق البحر لا يعطي للبلل همُّ . |
| في ليلة من تلك الليالي آرِقَتِي سمع الجسد للأعضاء ما يُهَمُّ. |
| سمعَ القلب يبكي ويقول يا حزني، والعقل يحكي كعادته بمنطق القلمِ |
| أيا قلب ما لك للبكاء من فَصْلٍ بعيد القمر لا يهوى له قربا |
| أما علمت أن الحب للجسد مرا. قل شيئا يا جسد أقنعه كرا |
| قال الجسد ما للقلب من عيب، فقد حزن وهذا حاله اقتربا |
| أيا عقل دعه إنَّ الوقت شافيه، وصبِّره لا تخمده بكلامك فيه |
| قالت الروح ويحك يا جسد ما فيك، ما للوقت لذا مرض بشافيه |
| كذبت إن قلت ينسى أو يتغاضَى، كل عضوٍ ينسى إلا القلب حتَّايَ |
| رد العقل زادت الروحُ الطينَ بلة. قالوا غريقا قالت اسقوه شربة |
| تب العقل لها وقال اصرفيها فكرة الحب أنسيها للقلب مرة |
| ما ظننت أن الجرح بمثل العمق (,)مددا، ما اعتقدت ان الأثر بالغَ الوصلِ |
| قلب الجسد فكر معي نجد حلا يناسبك ويرجع موازين الانضباط |
| صاح القلب أن اخسأ عقلاً بالغ الفكر ما للقلب تفكيرٌ ولا عَقَدُ |
| تمنيت لو أن الحب إرادة العقل، ولكن إرادة الله مالها رد |
| اشعر يا عقل بداخلي أرجوك. اوقف منطق التفكير لحظة. |
| قائد الجسد أنى لك التفكير. هيهات هيهات عمَّا مالهُ فِكْرُ. |
| دع القلب والروح بندوبهما. ولا تعط لنا همًّا ولا فكرا. |
| لا يشفي الزمن ندوب القلب يا جسد. أوقد شفى ندوب الجسد. |
| اعمل يا قائد بدون قلبٍ. ما للقلب غير ضخ الدم عَوزا. |
| سكت العقل وجيزًا ثم قال. إذا أيتها الروح امضي نحو الضبابِ |
| أيها الجسد اعمل بصمت. ضخ الدم يا قلبَ الجسدِ المسكينِ |
أنافعي عند ليلى فرط حبيها
| أَنافِعي عِندَ لَيلى فَرطُ حُبّيها | وَلَوعَةٌ لِيَ أُبديها وَأُخفيها |
| أَم لا تُقارِبُ لَيلى مَن يُقارِبُها | وَلا تُداني بِوَصلٍ مَن يُدانيها |
| بَيضاءُ أَوقَدَ خَدَّيها الصِبا وَسَقى | أَجفانَها مِن مُدامِ الراحِ ساقيها |
| في حُمرَةِ الوَردِ شَكلٌ مِن تَلَهُّبِها | وَلِلقَضيبِ نَصيبٌ مِن تَثَنّيها |
| قَد أَيقَنَت أَنَّني لَم أُرضِ كاشِحَها | فيها وَلَم أَستَمِع مِن قَولِ واشيها |
| وَيَومَ جَدَّ بِنا عَنها الرَحيلُ عَلى | صَبابَةٍ وَحَدا الأَظعانَ حاديها |
| قامَت تُوَدِّعُني عَجلى وَقَد بَدَرَت | سَوابِقٌ مِن تُؤامِ الدَمعِ تُجريها |
| وَاِستَنكَرَت ظَعَني عَنها فَقُلتُ لَها | إِلى الخَليفَةِ أَمضى العيسَ مُمضيها |
| إِلى إِمامٍ لَهُ ما كانَ مِن شَرَفٍ | يُعَدُّ في سالِفِ الدُنيا وَباقيها |
| خَليفَةَ اللَهِ ما لِلمَجدِ مُنصَرَفٌ | إِلّا إِلى أَنعُمٍ أَصبَحتَ توليها |
| فَلا فَضيلَةَ إِلّا أَنتَ لابِسُها | وَلا رَعِيَّةَ إِلّا أَنتَ راعيها |
| مُلكٌ كَمُلكِ سُلَيمانَ الَّذي خَضَعَت | لَهُ البَرِيَّةُ قاصيها وَدانيها |
| وَزُلفَةٌ لَكَ عِندَ اللَهِ تُظهِرُها | لَنا بِبُرهانِ ما تَأتي وَتُبديها |
| لَمّا تَعَبَّدَ مَحلُ الأَرضِ وَاِحتَبَسَت | عَنّا السَحائِبُ حَتّى ما نُرَجّيها |
| وَقُمتَ مُستَسقِياً لِلمُسلِمينَ جَرَت | غُرُّ الغَمامِ وَحَلَّت مِن عَزاليها |
| فَلا غَمامَةَ إِلّا اِنَهَلَّ وابِلُها | وَلا قَرارَةَ إِلّا سالَ واديها |
| وَطاعَةُ الوَحشِ إِذ جاءَتكَ مِن خَرِقٍ | أَحوى وَأُدمانَةٍ كُحلٍ مَآقيها |
| كَالكاعِبِ الرودِ يَخفى في تَرائِبِها | رَدعُ العَبيرِ وَيَبدو في تَراقيها |
| أَلفانِ جاءَت عَلى قَدرٍ مُسارِعَةٍ | إِلى قَبولِ الَّذي حاوَلتَهُ فيها |
| إِن سِرتَ سارَت وَإِن وَقَّفتَها وَقَفَت | صوراً إِلَيكَ بِأَلحاظٍ تُواليها |
| يَرِعنَ مِنكَ إِلى وَجهٍ يَرَينَ لَهُ | جَلالَةً يُكثِرُ التَسبيحَ رائيها |
| حَتّى قَطَعتَ بِها القاطولَ وَاِفتَرَقَت | بِالحَيرِ في عَرصَةٍ فيحٍ نَواحيها |
| فَنَهرُ نَيزَكَ وِردٌ مِن مَوارِدِها | وَساحَةُ التَلِّ مُغنىً مِن مَغانيها |
| لَولا الَّذي عَرَفَتهُ فيكَ يَومَإِذٍ | لَما أَطاعَكَ وَسطَ البيدِ عاصيها |
| فَضلانِ حُزتَهُما ضونَ المُلوكِ وَلَم | تُظهِر بِنَيلِهِما كِبراً وَلا تيها |
بين النفس و الروح
| رِدِي يا نَفسُ وَجْدِيَ قَبْل رَمْسِي | فَدِرسُكِ لنْ يَدُومَ عَلَيهِ وُرْسِي |
| دَعِي مَا كانَ مِنْ أَيَّامِ زَهْوٍ | فَزَهوُ الوَردِ يَترُكُهُ وَ يُمْسِي |
| وَ خَلِّي لِي بَقَايَا مِنْ صَنِيعٍ | سَلاكِ فِيهِ فِي سَعيٍ وَ مِرْسِ |
| وَ كُنْتِ فِي الرَّغائِبِ ذاتَ رأيٍ | فإنْ خِفتِ الهزيمةَ عُدْتِ يَأسِي |
| و لكنِّي هَزَمتُ اليأسَ دوما ً | بِوِردٍ لا يُحِيلُ القلبَ مَنْسِي |
| و شِعرٍ فيهِ مِنْ ذِكْرٍ و رأيٍ | يُغَذِّي الرُّوح إيماناً كَغَرْسِ |
| فَرُحتُ الوَجدَ أطلبُهُ دواءً | ليُصلِحَ خَافِقِي وَ يُعِيدَ دَرْسِي |
| فلي فِي العِشْقِ رُومِيٌّ إِمَامٌ | وَ فِي الأشعارِ آوي لابنِ عَبْسِ |
| فَمَا رُومِيَّةُ العِشْقِ سَلَتنِي | وَ لا ذِكرُ المَشَاهِدِ كانَ تُرسِي |
| و لكنِّي على عِشقِي مُغِيرٌ | وَ عِشقِي للإغارةِ صَانَ نَفْسِي |
| لِيومٍ عاثَتِ الحُدثَاءُ فيهِ | فَطَوَّفتُ المَدَائِنَ مِثْلَ عُنْسِ |
| فَلا أَمسَيتُ فِي شِعري مُغِيرٌ | وَ لا عِشْقِي تَجَلَّى مِثْلَ أمْسِي |