| أبَا عَبْدِ الإل?هِ مُعاذُ: إنّي | خَفيٌّ عَنْكَ في الهَيْجا مَقامي |
| ذكَرْتُ جَسيمَ ما طَلَبي وإنّا | نُخاطِرُ فيهِ بالمُهَجِ الجِسامِ |
| أمِثْلي تأخُذُ النّكَباتُ مِنْهُ | وَيَجزَعُ مِنْ مُلاقاةِ الحِمامِ |
| ولو بَرَزَ الزّمانُ إليّ شَخصاً | لخَضّبَ شعرَ مَفرِقِهِ حُسامي |
| وما بَلَغَتْ مَشيئَتَها اللّيالي | ولا سَارَتْ وفي يَدِها زِمَامي |
| إذا امتَلأتْ عُيُونُ الخَيْلِ مني | فَوَيْلٌ في التّيَقّظِ والمَنَامِ |
إذا ما شربت الخمر صرفا مهنأ
| إذا ما شرِبْتَ الخَمرَ صِرْفاً مُهَنّأً | شرِبْنا الذي من مثلهِ شرِبَ الكَرْمُ |
| ألا حَبّذا قَوْمٌ نُداماهُمُ القَنَا | يُسَقّونَها رِيّاً وساقيهِمِ العَزْمُ |
وأخ لنا بعث الطلاق ألية
| وَأخٍ لَنَا بَعَثَ الطّلاقَ ألِيّةً | لأُعَلَّلَنّ بِهَذِهِ الخُرْطُومِ |
| فَجَعَلْتُ رَدّي عِرْسَهُ كَفّارَةً | مِنْ شُرْبِها وَشَرِبْتُ غيرَ أثيمِ |
ملامي النوى في ظلمها غاية الظلم
| ملامي النّوى في ظُلْمِها غايةُ الظّلمِ | لَعَلّ بها مِثْلَ الذي بي من السُّقْمِ |
| فَلَوْ لم تَغَرْ لم تَزْوِ عني لِقاءَكُم | ولَوْ لم تُرِدكم لم تكن فيكمُ خصْمي |
| أمُنْعِمَةٌ بالعَوْدَةِ الظّبْيَةُ التي | بغَيرِ وَليٍّ كانَ نائِلُها الوَسمي |
| تَرَشّفْتُ فاهَا سُحْرَةً فكأنّني | تَرَشّفْتُ حرّ الوَجدِ من بارِدِ الظَّلمِ |
| فَتاةٌ تَساوَى عقدُها وكَلامُها | ومَبسِمُها الدُّرّيُّ في الحسنِ والنّظمِ |
| ونَكْهَتُها والمَنْدَليُّ وقَرْقَفٌ | مُعَتَّقَةٌ صَهباءُ في الرّيحِ والطّعمِ |
| جَفَتْني كأنّي لَستُ أنْطَقَ قَوْمِها | وأطعنَهم والشُّهبُ في صورةِ الدُّهمِ |
| يُحاذِرُني حَتْفي كأنّيَ حَتْفُهُ | وتَنْكُزُني الأفعَى فيَقتُلُها سُمّي |
| طِوالُ الرُّدَيْنِيّاتِ يَقْصِفُها دَمي | وبِيضُ السُّرَيجيّاتِ يَقطَعُها لحمي |
| برَتْني السُّرَى برْيَ المُدى فرَدَدْنَني | أخَفَّ على المركوبِ من نَفَسي جِرْمي |
| وأبصرَ من زرقاءِ جَوٍّ لأنّني | متى نَظَرَتْ عَينايَ ساواهما عِلمي |
| كأنّي دحوْتُ الأرضَ من خبرتي بها | كأنّي بَنى الإسكَندرُ السدّ من عزْمي |
| لألقَى ابنَ إسحقَ الذي دَقّ فَهْمُهُ | فأبْدَعَ حتى جَلّ عن دِقّةِ الفَهْمِ |
| وأسْمَعَ مِنْ ألفاظِهِ اللّغَةَ التي | يَلَذّ بها سمعي ولَوْ ضُمّنتْ شَتمي |
| يَمينُ بني قَحْطانَ رأسُ قُضاعَةٍ | وعِرْنينُها بدرُ النّجُومِ بَني فَهْمِ |
| إذا بَيّتَ الأعداءَ كانَ سَمَاعُهُمْ | صَريرَ العَوَالي قَبلَ قَعقَعَةِ اللُّجمِ |
| مُذِلُّ الأعزّاءِ المُعِزُّ وإنْ يَئِنْ | بهِ يُتْمُهُمْ فالمُوتِمُ الجابرُ اليُتْمِ |
| وإنْ تُمْسِ داءً في القُلُوبِ قَنَاتُهُ | فمُمْسِكُها منْهُ الشّفاءُ منَ العُدمِ |
| مُقَلَّدُ طاغي الشّفرَتَينِ مُحَكَّمٍ | على الهامِ إلاّ أنّهُ جائرُ الحُكْمِ |
| تَحَرّجَ عن حَقْنِ الدّماءِ كأنّهُ | يرَى قتل نفس ترْكَ رَأسٍ على جسْمِ |
| وَجَدْنا ابنَ إسحقَ الحُسينَ كحَدّهِ | على كَثْرَةِ القَتلى بَريئاً من الإثْمِ |
| مَعَ الحَزْمِ حتى لوْ تَعَمّدَ تَرْكَهُ | لألحَقَهُ تَضييعُهُ الحَزْمَ بالحَزْمِ |
| وفي الحَرْبِ حتى لوْ أرادَ تأخّراً | لأخّرَهُ الطّبْعُ الكَريمُ إلى القُدْمِ |
| لَهُ رَحمَةٌ تُحيي العِظامَ وغَضْبَةٌ | بها فَضلَةٌ للجُرْمِ عن صاحبِ الجُرْمِ |
| ورِقّةُ وجْهٍ لوْ خَتَمْتَ بنَظرَةٍ | على وَجْنَتَيْهِ ما انمَحَى أثرُ الخَتمِ |
| أذاقَ الغَواني حُسنُهُ ما أذَقْنَني | وعَفّ فجازاهنّ عني على الصَّرْمِ |
| فِدًى مَنْ على الغَبراءِ أوّلُهُمْ أنَا | لهذا الأبيّ المَاجِدِ الجائِدِ القَرْمِ |
| لقد حالَ بينَ الجِنّ والأمنِ سَيفُهُ | فما الظنّ بعد الجنّ بالعُرْبِ والعُجمِ |
| وأرْهَبَ حتى لوْ تَأمّلَ دِرْعَهُ | جَرَتْ جَزَعاً من غَيرِ نارٍ ولا فَحمِ |
| وجَادَ فَلَوْلا جُودُهُ غيرَ شارِبٍ | لَقُلْنا كَريمٌ هَيّجَتْهُ ابنَةُ الكرْمِ |
| أطَعْناكَ طوْعَ الدّهرِ يابنَ ابنِ يوسُفٍ | بشَهْوَتِنا والحاسِدُو لكَ بالرّغْمِ |
| وَثِقْنا بأنْ تُعْطي فَلَوْ لم تَجُدْ لَنا | لخلناكَ قد أعطَيتَ من قوّةِ الوَهْمِ |
| دُعيتُ بتَقْرِيظيكَ في كلّ مَجلِسٍ | فَظَنّ الذي يَدعو ثَنائي عليكَ اسمي |
| وأطْمَعْتَني في نَيْلِ ما لا أنالُهُ | بما نِلْتُ حتى صِرْتُ أطمَعُ في النجمِ |
| إذا ما ضَرَبْتَ القِرْنَ ثمّ أجَزْتَني | فَكِلْ ذَهَباً لي مَرّةً منهُ بالكَلْمِ |
| أبَتْ لكَ ذَمّي نَخْوَةٌ يَمَنِيّةٌ | ونَفسٌ بها في مأزِقٍ أبَداً تَرْمي |
| فكَمْ قائِلٍ لو كانَ ذا الشخصُ نفسه | لكانَ قَراهُ مكمَنَ العسكرِ الدَّهْمِ |
| وقائِلَةٍ والأرْضَ أعْني تَعَجّباً | عليّ امرُؤ يمشي بوَقري من الحلْمِ |
| عَظُمْتَ فَلَمّا لم تُكَلَّمْ مَهابَةً | تواضَعتَ وهوَ العُظمُ عُظماً من العُظمِ |
أحق عاف بدمعك الهمم
| أحَقُّ عافٍ بدَمْعِكَ الهِمَمُ | أحدَثُ شيءٍ عَهداً بها القِدَمُ |
| وإنّما النّاسُ بالمُلُوكِ ومَا | تُفْلِحُ عُرْبٌ مُلُوكُها عَجَمُ |
| لا أدَبٌ عِندَهُمْ ولا حَسَبٌ | ولا عُهُودٌ لهُمْ ولا ذِمَمُ |
| بكُلّ أرْضٍ وطِئْتُها أُمَمٌ | تُرْعَى بعَبْدٍ كأنّها غَنَمُ |
| يَسْتَخشِنُ الخَزّ حينَ يَلْمُسُهُ | وكانَ يُبْرَى بظُفْرِهِ القَلَمُ |
| إنّي وإنْ لُمْتُ حاسدِيّ فَمَا | أُنْكِرُ أنّي عُقُوبَةٌ لَهُمُ |
| وكَيفَ لا يُحْسَدُ امْرُؤٌ عَلَمٌ | لَهُ على كلّ هامَةٍ قَدَمُ |
| يَهابُهُ أبْسأُ الرّجالِ بِهِ | وتَتّقي حَدّ سَيْفِهِ البُهَمُ |
| كَفانيَ الذّمَّ أنّني رَجُلٌ | أكْرَمُ مالٍ مَلَكْتُهُ الكَرَمُ |
| يَجْني الغِنى لِلِّئَامِ لَوْ عَقَلُوا | ما لَيس يَجني عَلَيهِمِ العُدُمُ |
| هُمُ لأمْوالهِمْ ولَسْنَ لَهُمْ | والعارُ يَبقَى والجُرْحُ يَلْتَئِمُ |
| مَن طَلَبَ المجدَ فَليَكُنْ كعَلِـ | ـيّ يَهَبُ الألْفَ وهوَ يَبْتَسِمُ |
| ويَطْعَنُ الخَيْلَ كُلَّ نافِذَةٍ | لَيسَ لهَا مِنْ وَحائِهَا ألَمُ |
| ويَعْرِفُ الأمْرَ قَبْلَ مَوْقِعِهِ | فَما لَهُ بعدَ فِعْلِهِ نَدَمُ |
| والأمْرُ والنّهْيُ والسّلاهبُ والـ | ـبيضُ لَهُ والعَبيدُ والحَشَمُ |
| والسّطَواتُ التي سَمِعْتَ بها | تكادُ منها الجِبالُ تَنقَصِمُ |
| يُرْعيكَ سَمعاً فيهِ استِماعٌ إلى الـ | ـدّاعي وفيهِ عنِ الخَنى صَمَمُ |
| يُريكَ مِنْ خَلْقِهِ غَرائِبَهُ | في مَجْدِهِ كيفَ تُخلَقُ النّسَمُ |
| مِلْتُ إلى مَنْ يَكادُ بَيْنَكُما | إنْ كُنتُما السّائِلَينِ يَنْقَسِمُ |
| مِنْ بَعدِ ما صِيغَ من مَواهِبِهِ | لمَنْ أُحبُّ الشُّنُوفُ والخَدَمُ |
| ما بَذَلَتْ ما بهِ يَجُودُ يَدٌ | ولا تَهَدّى لِمَا يَقُولُ فَمُ |
| بَنُو العَفَرْنَى مَحَطّةَ الأسَدِ الـ | أُسْدُ ولكِنْ رِماحُها الأجَمُ |
| قَوْمٌ بُلُوغُ الغُلامِ عِنْدَهُمُ | طَعنُ نُحورِ الكُماةِ لا الحُلُمُ |
| كأنّما يُولَدُ النّدَى مَعَهُمْ | لا صِغَرٌ عاذِرٌ ولا هَرَمُ |
| إذا تَوَلّوا عَداوَةً كَشَفُوا | وإنْ تَوَلوا صَنيعَةً كَتَمُوا |
| تَظُنّ من فَقْدِكَ اعْتِدادَهُمُ | أنّهُمُ أنْعَمُوا ومَا عَلِمُوا |
| إنْ بَرَقُوا فالحُتُوفُ حاضِرَةٌ | أو نَطَقُوا فالصّوابُ والحِكَمُ |
| أو حَلَفُوا بالغَمُوسِ واجتَهَدوا | فَقَوْلُهُمْ خابَ سائِلي القَسَمُ |
| أو رَكِبُوا الخَيْلَ غَيرَ مُسرَجَةٍ | فإنّ أفْخاذَهُمْ لهَا حُزُمُ |
| أوْ شَهِدوا الحَرْبَ لاقِحاً أخَذوا | من مُهَجِ الدّارِعينَ ما احتكموا |
| تُشرِقُ أعْرَاضُهُمْ وأوْجُهُهُمْ | كأنّها في نُفوسِهِمْ شِيَمُ |
| لَوْلاكَ لم أترُكِ البُحَيرَةَ والـ | ـغَوْرُ دَفيءٌ وماؤها شَبِمُ |
| والمَوْجُ مِثْلُ الفُحولِ مُزْبدَةً | تَهْدِرُ فيها وما بِها قَطَمُ |
| والطّيرُ فَوْقَ الحَبابِ تَحسَبُها | فُرْسانَ بُلْقٍ تَخُونُهَا اللُّجُمُ |
| كأنّها والرّياحُ تَضْرِبُهَا | جَيْشا وَغًى هازِمٌ ومُنْهَزِمُ |
| كأنّها في نَهارِهَا قَمَرٌ | حَفّ بهِ مِنْ جِنانِها ظُلَمُ |
| تَغَنّتِ الطّيرُ في جَوانِبِها | وجادَتِ الأرْض حَوْلَها الدّيَمُ |
| فَهْيَ كَمَاوِيّةٍ مُطَوَّقَةٍ | جُرّدَ عَنها غِشاؤها الأدَمُ |
| يَشينُها جَرْيُها عَلى بَلَدٍ | تَشينُهُ الأدْعِياءُ والقَزَمُ |
| أبا الحُسَينِ اسْتَمعْ فمَدْحُكُمُ | بالفِعْلِ قَبلَ الكَلامِ مُنْتَظِمُ |
| وقَد تَوالى العِهادُ مِنْهُ لكُم | وجادَتِ المَطْرَةُ التي تَسِمُ |
| أُعيذُكمْ من صُرُوفِ دَهْرِكُمُ | فإنّهُ في الكِرامِ مُتّهَمُ |
فؤاد ما تسليه المدام
| فُؤادٌ ما تُسَلّيهِ المُدامُ | وعُمْرٌ مثلُ ما تَهَبُ اللِّئامُ |
| ودَهْرٌ ناسُهُ ناسٌ صِغارٌ | وإنْ كانتْ لهمْ جُثَثٌ ضِخامُ |
| وما أنا مِنْهُمُ بالعَيشِ فيهم | ولكنْ مَعدِنُ الذّهَبِ الرَّغامُ |
| أرانِبُ غَيرَ أنّهُمُ مُلُوكٌ | مُفَتَّحَةٌ عُيُونُهُمُ نِيَامُ |
| بأجْسامٍ يَحَرّ القَتْلُ فيها | وما أقْرانُها إلاّ الطّعامُ |
| وخَيْلٍ ما يَخِرّ لها طَعِينٌ | كأنّ قَنَا فَوارِسِها ثُمَامُ |
| خَليلُكَ أنتَ لا مَن قُلتَ خِلّي | وإنْ كَثُرَ التّجَمّلُ والكَلامُ |
| ولو حِيزَ الحِفاظُ بغَيرِ عَقْلٍ | تَجَنّبَ عُنقَ صَيقَلِهِ الحُسامُ |
| وشِبْهُ الشيءِ مُنجَذِبٌ إلَيْهِ | وأشْبَهُنَا بدُنْيانا الطَّغامُ |
| ولَوْ لم يَعْلُ إلاّ ذو مَحَلٍّ | تَعالى الجَيْشُ وانحَطّ القَتَامُ |
| ولَوْ لم يَرْعَ إلاّ مُسْتَحِقٌّ | لرُتْبَتِهِ أسامَهُمُ المُسَامُ |
| ومَنْ خَبِرَ الغَواني فالغَواني | ضِياءٌ في بَواطِنِهِ ظَلامُ |
| إذا كانَ الشّبابُ السُّكرَ والشّيْـ | ـبُ هَمّاً فالحَياةُ هيَ الحِمامُ |
| وما كُلٌّ بمَعذورٍ بِبُخْلٍ | ولا كُلٌّ على بُخْلٍ يُلامُ |
| ولم أرَ مِثْلَ جيراني ومِثْلي | لمِثْلي عِندَ مِثْلِهِمُ مُقامُ |
| بأرْضٍ ما اشْتَهَيْتَ رأيتَ فيها | فلَيسَ يَفُوتُها إلاّ الكِرامُ |
| فهَلاّ كانَ نَقْصُ الأهْلِ فيها | وكانَ لأهْلِها مِنها التّمامُ |
| بها الجَبَلانِ مِنْ صَخْرٍ وفَخْرٍ | أنَافَا ذا المُغيثُ وذا اللُّكامُ |
| ولَيْسَتْ مِنْ مَواطِنِهِ ولكِنْ | يَمُرّ بها كَما مَرّ الغَمامُ |
| سَقَى الله ابنَ مُنْجِيةٍ سَقَاني | بدَرٍّ ما لراضِعِهِ فِطامُ |
| ومَنْ إحْدى فَوائِدِهِ العَطَايا | ومَن إحدى عَطاياهُ الذّمامُ |
| وقد خَفيَ الزّمانُ بهِ عَلَينَا | كسِلْكِ الدُّرّ يُخْفيهِ النّظامُ |
| تَلَذّ لهُ المُروءَةُ وهيَ تُؤذي | ومَنْ يَعشَقْ يَلَذّ لهُ الغَرامُ |
| تَعَلّقَها هَوَى قَيسٍ للَيْلى | وواصَلَها فَلَيسَ بهِ سَقَامُ |
| يَروعُ رَكانَةً ويَذوبُ ظَرْفاً | فَما يُدرَى أشَيْخٌ أمْ غُلامُ |
| وتَمْلِكُهُ المَسائِلُ في نَداهُ | وأمّا في الجِدالِ فلا يُرامُ |
| وقَبضُ نَوالِهِ شَرَفٌ وعِزٌّ | وقبضُ نَوالِ بعضِ القومِ ذامُ |
| أقامتْ في الرّقابِ لَهُ أيَادٍ | هيَ الأطواقُ والنّاسُ الحَمامُ |
| إذا عُدّ الكِرامُ فتِلْكَ عِجْلٌ | كمَا الأنْواءُ حينَ تُعَدّ عامُ |
| تَقي جَبَهاتُهُمْ ما في ذَرَاهُمْ | إذا بشِفارِها حَمِيَ اللِّطامُ |
| ولو يَمّمْتَهُمْ في الحَشْرِ تجدو | لأعطَوْكَ الذي صَلّوا وصامُوا |
| فإنْ حَلُمُوا فإنّ الخَيلَ فيهِمْ | خِفافٌ والرّماحَ بها عُرامُ |
| وعِندَهُمُ الجِفانُ مُكَلَّلاتٌ | وشَزْرُ الطّعْنِ والضّرْبُ التُّؤامُ |
| نُصَرّعُهُمْ بأعْيُنِنا حَيَاءً | وتَنْبُو عَن وُجوهِهِمُ السّهامُ |
| قَبيلٌ يَحْمِلُونَ منَ المَعالي | كما حَمَلَتْ من الجسدالعِظامُ |
| قَبيلٌ أنتَ أنتَ وأنتَ منهُمْ | وجَدُّكَ بِشْرٌ المَلِكُ الهُمَامُ |
| لِمَنْ مالٌ تُمَزّقُهُ العَطَايا | ويُشْرَكُ في رَغائِبِهِ الأنامُ |
| ولا نَدْعُوكَ صاحبَهُ فترْضَى | لأنّ بصُحبَةٍ يَجِبُ الذّمَامُ |
| تُحايدُهُ كأنّكَ سامِرِيٌّ | تُصافِحُهُ يَدٌ فيها جُذامُ |
| إذا ما العالِمُونَ عَرَوْكَ قالُوا | أفِدْنا أيّها الحِبْرُ الإمامُ |
| إذا ما المُعْلِمُونَ رأوْكَ قالوا | بهَذا يُعْلَمُ الجيشُ اللُّهامُ |
| لقد حَسُنتْ بكَ الأوقاتُ حتى | كأنّكَ في فَمِ الزّمَنِ ابتِسامُ |
| وأُعطيتَ الذي لم يُعْطَ خَلْقٌ | عَلَيكَ صَلاةُ رَبّكَ والسلامُ |