من أحب الدنيا تحير فيها

مَن أَحَبَّ الدُنيا تَحَيَّرَ فيهاوَاِكتَسى عَقلُهُ اِلتِباساً وَتيها
رُبَّما أَتعَبَت بَنيها عَلى ذاكَ فَكَعها وَخَلِّها لِبَنيها
قَنِّعِ النَفسَ بِالكِفافِ وَإِلّاطَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها
إِنَّما أَنتَ طولَ عُمرِكَ ما عُمِّرتَ في الساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها
وَدَعِ اللَيلَ وَ النَهارَ جَميعاًيَنقُلانِ الدُنيا إِلى ساكِنيها
لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَميَأتِ مِن لَذَّةٍ لِمُسْتَحِليها
أبو العتاهية

التيه

تاهتْ على درْبِ الزَّمانِ خُطايا
وضَلَلْتُ وحْدي في الظلامِ هُدايا
وأنا الغريبُ على الطّريقِ ولم أَجِدْ
في غُربتي رغْمَ الزِّحامِ مُنايا
يا ألفَ حُلْمٍ في الضَّمِيرِ غَرَسْتُها
ورَوَيْتُها مِنْ دمْعِ عَيْنِ صِبايا
أهديْتُها زَهْرَ الشّبابِ وَيَنْعَهُ
ووهبْتُها في التِّيهِ كُلَّ حَشايا
ومَضيْتُ وثبًا في الطّريقِ لعلّني
أَلْقى الذي قد كانَ فيهِ هَوايا
و طَويْتُ عُمرًا في الزَّمانِ ولم أزَلْ
أحْيا الذي قد كان مِنهُ ضَنايا
تلك الجِراحُ مِنَ الجراحِ تهُزُّني
وتُذيبُ قلبًا عاشَ مِنهُ بقايا
تلك الوجوهُ مِنَ الأنامِ بَغيضةٌ
لمْ يَكفِها كُلُّ الأنامِ ضحايا
تاهَ الطّريقُ معَ الصّديقِ وبُغْيَتي
ما عُدتُ أرْقُبُ في الفضاءِ سِوايا
يا غُربَتِي لا للظّلامِ ووَحْشتِي
هل مِن وَنيسٍ لو يكونُ عِدايا
وأظلُّ أصرُخُ في الفضاءِ وغُربتِي
فَيُجيبُني طيَّ الفضاءِ صدايا
وكأنّ صوتًا في السّماءِ يرُدُّني
كلُّ الخلائقِ تزْدريكَ حَشايا
فأنا المُغيثُ أنا الأنيسُ ورحْمتي
وسِعتْ عبادًا تحْتمي بِحِمايا
أُعْطيكَ عبدي ما رَجوْتَ وعِزّتِي
لا تَنْفَدَنْ في الغَيْبِ أيُّ عطايا
رُحماكَ ربّي ما سلَوْتَ عِبادَكَ
ما خابَ ربّي فيكَ قطُّ رجايا
كتبها الشاعر صلاح أمين حسين

من حكايا الزمان

مأساتُنا أقوى من النسيان
أحزانُنّا لا تُشبه الأحزان
لا نَنّتَمي لأي ….. مكان
نحن قوماً من خارج الأزمان
كتبها الشاعر رشيد حازم رشيد

في رحاب البردة

يَا دَوحَةَ الشُّعَرَاءِ مَنْ يَسْقِي الظَّمَىمِنْ بَعدِ مَنْ أَربَوا رَأَيتُ ظِلالِيْ
فَسُعَادُ مَا بَانَتْ عَلَيَّ وَ ما أَرَىرِيْماً عَلَى قاعٍ وَ ما أَوْمَى لِيْ
ذَهَبَ الَّذِي جِبْرِيلُ أَيَّدَ قَوْلَهُوَ بَقِيتُ أَرثِي بِالحُرُوفِ مَقَالِيْ
وَ أَهِيمُ فِي حَيٍّ رَجَوتُ جِوَارَهُعَلِّيْ بِذِيْ سَلَمٍ أُصِيبُ سُؤَالِيْ
ٱهٍ رَسُولَ اللهِ هَلَّا جُدْتَ لِيْقَلبِيْ يَئِنُّ عَلَيكَ لَا أَقْوَالِيْ
مَا لِلفَضَائِل دُونَ نَفْسِيَ قَدْ عَلَتْإِلَّا بِحُبِّكَ تَرْتَقِي لِمَعَالِ
يا سيِّدي أنتَ المُرادُ و هَدْيُكمدِينِي و عِزِّي مَا خَلاكَ زَوَالي
أرجو لِقاءَكَ و الشَّفاعةُ غايتيو الوَجْدُ فيكَ لِقَدْرِكَ المُتَعالي
رُؤياكَ حَقٌّ كَمْ أريدُ بُلوغَهاو يَصُدُّنِي عنها قليلُ فِعَالِي
أَتُراكَ تَعذُرُ مَنْ بِبَابِكَ قَدْ بَكَىبُعْدَ المَرَام و قِلَّةَ الأعْمَالِ
أَتُراكَ تَرضَى عنْ فُؤاديَ بُرْدَةًو السَّتْرُ مِنْكَ فحالهُ مِنْ حالِي
يَا رَبِّ أَصْلِحنِيْ لَعَلَّكَ تَرْتَضِيْوَ ارفَعْ أَذَىً جَافَاهُ أَيُّ زَوَالِ
يا ربِّ هَبْ ليٰ مِنْ لَدُنكَ بصيرةًوَ مَحَبَّةً فالوَجْدُ مِنٰ آمَالِيْ
سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ إنَّكَ خَالِقِيو مُعَذِّبِيْ أو مُكْرِمِي بِمٱلي
مَا كُنْتُ إلَّا مِنْ عبِيدِكَ ظَالِماوَ دُعاءُ يُونُسَ جُنَّتِيْ وَ حِبَالِي
وَ مِنَ الصَّلاةِ على الحَبٍيبِ سَكِينَتِيوَ بَراءَتِيْ مِنْ جَفْوَتِيْ وَ خَيَالِي
أَكْرِم ْ بِمَنْ أَوفَى وَ صَانَ رِسَالةًبِالحَقِّ و التَّوحِيدِ وَ الإِجلالِ
كتبها الشاعر أحمد محي الدين عرندس

دق وأنت ساكت

علامات ما تحت العينين تحكي قصصًا عن جُلِّ ما مر بي.
أرق الليالي أذاق القلب مرًّا أتعبني عدد الليالي لا فرق للبحر من قُطَرِ،
وإن زادت فمالها غارة ولا ألمُ غريق البحر لا يعطي للبلل همُّ .
في ليلة من تلك الليالي آرِقَتِي سمع الجسد للأعضاء ما يُهَمُّ.
سمعَ القلب يبكي ويقول يا حزني، والعقل يحكي كعادته بمنطق القلمِ
أيا قلب ما لك للبكاء من فَصْلٍ بعيد القمر لا يهوى له قربا
أما علمت أن الحب للجسد مرا. قل شيئا يا جسد أقنعه كرا
قال الجسد ما للقلب من عيب، فقد حزن وهذا حاله اقتربا
أيا عقل دعه إنَّ الوقت شافيه، وصبِّره لا تخمده بكلامك فيه
قالت الروح ويحك يا جسد ما فيك، ما للوقت لذا مرض بشافيه
كذبت إن قلت ينسى أو يتغاضَى، كل عضوٍ ينسى إلا القلب حتَّايَ
رد العقل زادت الروحُ الطينَ بلة. قالوا غريقا قالت اسقوه شربة
تب العقل لها وقال اصرفيها فكرة الحب أنسيها للقلب مرة
ما ظننت أن الجرح بمثل العمق (,)مددا، ما اعتقدت ان الأثر بالغَ الوصلِ
قلب الجسد فكر معي نجد حلا يناسبك ويرجع موازين الانضباط
صاح القلب أن اخسأ عقلاً بالغ الفكر ما للقلب تفكيرٌ ولا عَقَدُ
تمنيت لو أن الحب إرادة العقل، ولكن إرادة الله مالها رد
اشعر يا عقل بداخلي أرجوك. اوقف منطق التفكير لحظة.
قائد الجسد أنى لك التفكير. هيهات هيهات عمَّا مالهُ فِكْرُ.
دع القلب والروح بندوبهما. ولا تعط لنا همًّا ولا فكرا.
لا يشفي الزمن ندوب القلب يا جسد. أوقد شفى ندوب الجسد.
اعمل يا قائد بدون قلبٍ. ما للقلب غير ضخ الدم عَوزا.
سكت العقل وجيزًا ثم قال. إذا أيتها الروح امضي نحو الضبابِ
أيها الجسد اعمل بصمت. ضخ الدم يا قلبَ الجسدِ المسكينِ
كتبها الشاعر عثمان عادل عمر

أنافعي عند ليلى فرط حبيها

أَنافِعي عِندَ لَيلى فَرطُ حُبّيهاوَلَوعَةٌ لِيَ أُبديها وَأُخفيها
أَم لا تُقارِبُ لَيلى مَن يُقارِبُهاوَلا تُداني بِوَصلٍ مَن يُدانيها
بَيضاءُ أَوقَدَ خَدَّيها الصِبا وَسَقىأَجفانَها مِن مُدامِ الراحِ ساقيها
في حُمرَةِ الوَردِ شَكلٌ مِن تَلَهُّبِهاوَلِلقَضيبِ نَصيبٌ مِن تَثَنّيها
قَد أَيقَنَت أَنَّني لَم أُرضِ كاشِحَهافيها وَلَم أَستَمِع مِن قَولِ واشيها
وَيَومَ جَدَّ بِنا عَنها الرَحيلُ عَلىصَبابَةٍ وَحَدا الأَظعانَ حاديها
قامَت تُوَدِّعُني عَجلى وَقَد بَدَرَتسَوابِقٌ مِن تُؤامِ الدَمعِ تُجريها
وَاِستَنكَرَت ظَعَني عَنها فَقُلتُ لَهاإِلى الخَليفَةِ أَمضى العيسَ مُمضيها
إِلى إِمامٍ لَهُ ما كانَ مِن شَرَفٍيُعَدُّ في سالِفِ الدُنيا وَباقيها
خَليفَةَ اللَهِ ما لِلمَجدِ مُنصَرَفٌإِلّا إِلى أَنعُمٍ أَصبَحتَ توليها
فَلا فَضيلَةَ إِلّا أَنتَ لابِسُهاوَلا رَعِيَّةَ إِلّا أَنتَ راعيها
مُلكٌ كَمُلكِ سُلَيمانَ الَّذي خَضَعَتلَهُ البَرِيَّةُ قاصيها وَدانيها
وَزُلفَةٌ لَكَ عِندَ اللَهِ تُظهِرُهالَنا بِبُرهانِ ما تَأتي وَتُبديها
لَمّا تَعَبَّدَ مَحلُ الأَرضِ وَاِحتَبَسَتعَنّا السَحائِبُ حَتّى ما نُرَجّيها
وَقُمتَ مُستَسقِياً لِلمُسلِمينَ جَرَتغُرُّ الغَمامِ وَحَلَّت مِن عَزاليها
فَلا غَمامَةَ إِلّا اِنَهَلَّ وابِلُهاوَلا قَرارَةَ إِلّا سالَ واديها
وَطاعَةُ الوَحشِ إِذ جاءَتكَ مِن خَرِقٍأَحوى وَأُدمانَةٍ كُحلٍ مَآقيها
كَالكاعِبِ الرودِ يَخفى في تَرائِبِهارَدعُ العَبيرِ وَيَبدو في تَراقيها
أَلفانِ جاءَت عَلى قَدرٍ مُسارِعَةٍإِلى قَبولِ الَّذي حاوَلتَهُ فيها
إِن سِرتَ سارَت وَإِن وَقَّفتَها وَقَفَتصوراً إِلَيكَ بِأَلحاظٍ تُواليها
يَرِعنَ مِنكَ إِلى وَجهٍ يَرَينَ لَهُجَلالَةً يُكثِرُ التَسبيحَ رائيها
حَتّى قَطَعتَ بِها القاطولَ وَاِفتَرَقَتبِالحَيرِ في عَرصَةٍ فيحٍ نَواحيها
فَنَهرُ نَيزَكَ وِردٌ مِن مَوارِدِهاوَساحَةُ التَلِّ مُغنىً مِن مَغانيها
لَولا الَّذي عَرَفَتهُ فيكَ يَومَإِذٍلَما أَطاعَكَ وَسطَ البيدِ عاصيها
فَضلانِ حُزتَهُما ضونَ المُلوكِ وَلَمتُظهِر بِنَيلِهِما كِبراً وَلا تيها
من قصائد البحتري