| يعزُّ على الأحبة ِ بـ الشامِ | حَبيبٌ، بَاتَ مَمْنُوعَ المَنَامِ |
| وَإني لَلصّبُورُ عَلى الرّزَايَا | وَلَكِنّ الكِلامَ عَلى الكِلامِ |
| جُرُوحٌ لا يَزَلْنَ يَرِدْنَ مِنّي | على جرحٍ قريبِ العهدِ ، دامِ |
| تاملني ” الدمستقُ ” إذ رآني | فَأبْصَرَ صِيغَة َ اللّيْثِ، الهُمَامِ |
| أتُنكِرُني كَأنّكَ لَسْتَ تَدْري | بِأني ذَلِكَ البَطَلُ، المُحَامي |
| وَأني إذْ نَزَلْتُ عَلى دُلُوكٍ | تَرَكْتُكَ غَيْرَ مُتّصِلِ النّظَامِ |
| وَلَمّا أنْ عَدَدْتُ صَلِيبَ رَأيِي | تَحَلّلَ عِقْدُ رَأيِكَ في المَقَامِ |
| وَكُنْتَ تَرَى الأنَاة َ، وَتَدّعِيها | فأعجلكَ الطعانُ عنِ الكلامِ |
| و بتَّ مؤرقاً ، منْ غيرِ سهدٍ | حمى جفنيكَ طيبَ النومِ حامِ |
| و لا أرضى الفتى ما لمْ يكملْ | برأيِ الكهلِ ، إقدامَ الغلامِ |
| فَلا هُنّئْتَهَا نُعْمَى بِأسْرِي | وَلا وُصِلَتْ سُعُودُكَ بِالتّمَامِ |
| أمَا مِنْ أعْجَبِ الأشْيَاءِ عِلْجٌ | يُعَرّفُني الحَلالَ مِنَ الحَرَامِ |
| و تكنفهُ بطارقة ٌ تيوسُ | تباري بالعثانينِ الضخامِ |
| لهمْ خلقُ الحميرِ فلستَ تلقى | فتى ً منهمْ يسيرُ بلاَ حزامِ |
| يُرِيغُونَ العُيُوبَ، وَأعجَزَتْهُمْ | وأيُّ العيبِ يوجدُ في الحسامِ |
| و أصعبُ خطة ٍ ، وأجلُّ أمرٍ | مُجَالَسَة ُ اللّئَامِ عَلى الكِرَامِ |
| أبِيتُ مُبَرّأ من كُلّ عَيبٍ | و أصبحُ ، سالماً منْ كلِّ ذامِ |
| وَمَنْ لَقيَ الّذي لاقَيْتُ هَانَتْ | عَلَيْهِ مَوَارِدُ المَوْتِ الزّؤامِ |
| ثناءٌ طيبٌ ، لا خلفَ فيهِ | وَآثَارٌ كَآثَارِ الغَمَامِ |
| و علمُ فوارسِ الحيينِ أني | قَلِيلٌ مَنْ يَقُومُ لَهُمْ مَقَامي |
| وَفي طَلَبِ الثّنَاءِ مَضَى بُجَيْرٌ | وَجَادَ بِنَفْسِهِ كَعبُ بنُ مَامِ |
| أُلامُ عَلى التّعَرّضِ للمَنَايَا، | وَلي سَمَعٌ أصَمُّ عَنِ المَلامِ |
| بنو الدنيا إذا ماتوا سواءٌ | وَلَوْ عَمَرَ المُعَمّرُ ألْفَ عَامِ |
| إذَا مَا لاَحَ لي لَمَعَانُ بَرْقٍ | بَعَثْتُ إلى الأحِبّة ِ بِالسّلامِ |