اترى يعود الطير من بعد اغتراب

لا تلوم الطير إذا اغتربإذا كُنت ما تَجَنَّيه نوعٌ مهاجرُ
لهُ الحق ان يقـوم بترككَاذا كُنتَ ما تملكهُ هي ارضٌ بائرُ
اذا أَرْبَتُ له كل ما يتطلبفأنه رغم العوائقَ لك عابرُ
والطير الذي لا رجوع لرحلتهِفقـل لهُ سلاماً يومً به تغادرُ
كتبها الشاعر حيدر عمران

طلبتك يا دنيا فأعذرت في الطلب

طَلَبتُكِ يا دُنيا فَأَعذَرْتُ في الطَلَبفَما نِلتُ إِلّا الهَمَّ وَالغَمَّ وَالنَصَب
فَلَمّا بَدا لي أَنَّني لَستُ واصِلاًإِلى لَذَّةٍ إِلّا بِأَضْعافِها تَعَب
وَأَسرَعتُ في ديني وَلَم أَقضِ بُغيَتيهَرَبتُ بِديني مِنكِ إِن نَفَعَ الهَرَب
تَخَلَّيتُ مِمّا فيكِ جُهدي وَطاقَتيكَما يَتَخَلّى القَومُ مِن عَرَّةِ الجَرَب
فَما تَمَّ لي يَوماً إِلى اللَيلِ مَنظَرٌأُسَرُّ بِهِ لَم يَعتَرِض دونَهُ شَغَب
وَإِنّي لَمِمَّن خَيَّبَ اللَهُ سَعيَهُإِذا كُنتُ أَرعى لَقحَةً مُرَّةَ الحَلَب
أَرى لَكَ أَن لا تَستَطيبَ لِخِلَّةٍكَأَنَّكَ فيها قَد أَمِنتَ مِنَ العَطَب
أَلَم تَرَها دارَ افتِراقٍ وَفَجعَةٍإِذا ذَهَبَ الإِنسانُ فيها فَقَد ذَهَب
أُقَلِّبُ طَرفي مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍلِأَعلَمَ ما في النَفسِ وَالقَلبُ يَنقَلِب
وَسَربَلتُ أَخلاقي قُنوعاً وَعِفَّةًفَعِندي بِأَخلاقي كُنوزٌ مِنَ الذَهَب
فَلَم أَرَ خُلقاً كَالقُنوعِ لِأَهلِهِوَأَن يُجمِلَ الإِنسانُ ما عاشَ في الطَلَب
وَلَم أَرَ فَضلاً تَمَّ إِلّا بِشيمَةٍوَلَم أَرَ عَقلاً صَحَّ إِلّا عَلى أَدَب
وَلَم أَرَ في الأَعداءِ حينَ خَبَرتُهُمعَدُوّاً لِعَقلِ المَرءِ أَعدى مِنَ الغَضَب
وَلَم أَرَ بَينَ اليُسرِ وَالعُسرِ خُلطَةًوَلَم أَرَ بَينَ الحَيِّ وَالمَيتِ مِن سَبَب
قصائد أبو العتاهية

الشيب كره وكره أن يفارقني

الشَيبُ كُرهٌ وَكُرهٌ أَن يُفارِقَنيأَعجب بِشَيءِ عَلى البَغضاءِ مَودودُ
يَمضي الشَبابُ وَقَد يَأتي لَهُ خَلَفٌوَ الشَيبُ يَذهَبُ مَفقوداً بِمَفقودِ
أبو العتاهية

يا ساكناً قلبي

يا ساكناً قلبي طلبتك تعذرُ
و تُبيح زلّاتي تقلُّ عثاري
ماذنب من تاق الحديث بقربكم
ملّا من الأوزان والأشعارِ
والله لا أقوى خصاماً بيننا
يكفي ديارك قفرةٌ عن داري
يكفي محالٌ قربنا من بعضنا
أتريد قلبي جمرةً من نارِ ؟
لو كان صبري في الهوى ذو رفعةٍ
أُدخلتُ منه منازلَ الأبرارِ
كتبها الشاعر عبدالرحمن غوماندر

سر الهوى

مُستَعْذِبَ الأنّاتِ في كبدي
مَهلًا فِداكَ القلبُ والألمُ
آثرْتُ طيَّ الوُدِّ في خَلَدي
كالطفلِ ينمو ضمَّهُ الرّحِمُ
وكتمتُ حُبًّا شفَّني كَمَدًا
بعضُ المعاني موْتُها الكَلِمُ
ما ضرَّ حُبّي بُعْدُ حيِّكُمُ
كالشمسِ تعشقُ ضوءَها الأممُ
آهاتُ صدري في الهوى طرَبٌ
بعضُ الأغاني لحنُها السّقَمُ
بيني وبينكَ في الهوى نسَبٌ
و دماؤُنا طيَّ الفؤادِ دمُ
لو خيَّروني في الهوى بدلا
فلأجلِ عينكَ فيه أعتَصمُ
تحْلو الحياةُ بصوتِكَ الطّرِبِ
وبغيرِ همسِكَ عيشُنا عدَمُ
إنْ كان عشقُ الحُسْنِ معصَيةً
فالنّاسِكُونَ منَ الجَزَا حُرِمُوا
والعاشقون بغيّهم خَلدُوا
في النارِ إيلامًا و ما رُحِمُوا
والأُذْنُ مِثلُ العينِ عاشِقَةٌ
في القلبِ أمْرُ العينِ يحتَكِمُ
لِلعِشقِ عينٌ غير ما أُلِفَتْ
لترى الجوانحَ دونها الشّيَمُ
لم يعصَ قلبي العينَ إن عشِقَتْ
نبضُ القلوبِ منَ الجوى حِمَمُ
كلُّ الجوارحِ في الضَّنى وَلِهَتْ
يا ويْحَ جُرحي كيفَ يلْتَئِمُ
أهلُ الهوى من سُهْدِهم فُطِرُوا
والدّمعُ سيلٌ خطّهُ القَلمُ
إنّ القلوبَ طباعُها عَجَبٌ
أهلُ النُّهى في عشقِهم رَغِمُوا
وترى المُلوكَ على العِدا قدَرُوا
وبِلَحْظِ طَرْفٍ في الهوى حُكِمُوا
كم مِن جحافِلَ كَرُّها ظَفَرٌ
وأتت عليها الكاعِبُ الرّئِمُ
كم مِن فَصيحٍ حائِكٍ فَطِنٍ
عَيُّ اللسانِ منَ الهوى عَجِمُ
العشقُ سِرٌّ ليس يعلمُهُ
إلّا الرّحيمُ البارئُ العلِمُ
كتبها الشاعر صلاح أمين حسين

غريب مزون

عَلَى “الأَفْلاجِ” مَنْ يَمْشِي وَحِيدا
وَ لَوْنُ القَهْرِ قَدْ غَطَّى
جَبِيناً ضَمَّ ألواحاً
رَعَاها التِّيهْ فِي زَمَنٍ
وَ كَسَّرَهَا عَلى غَضَبٍ
وَ يَبْكِي كُلَّ مَنْ عَبَدَ الحَدِيدَ
••••••
غَرِيبٌ فِي “مُزُوْنَ” رًوَى قَصِيدَةْ
يُغَنِّي عِزَّةً بُتِرَتْ
كَغُصنٍ ضَاقَ بالثَّمَرِ
فَخَانُوهُ عَلى جَهْلٍ
وَ خَلُّوا النَّار تَحضُنُهُ
وَ تُردِيهِ كَمَا تُردِي جَرِيدا
••••••
وَ يَرمِي نَظْرَةّ تُبْقِيهِ حَيْدا
بِحَارٌ ذَاقَتِ الحُلمَ
فَأدمَنَتِ الحِكاياتِ
وَ نَظْرَتُهُ تُسَلِّيهَا
وَ شَهْوَتُها تُغَذِّيهِ
لِأَنْ يَحيَا وَ يَنْتَظِرَ المَزِيدَ
كتبها الشاعر أحمد محي الدين عرندس