الحب المتطرف

لا أملك سوى ثمانية وعشرين حرفًا وقلم
وكيف تريدين أن أعبّر لك عن حب ذاق منك الأمل والألم
ذاق منك الحب والهوى، وأصبحت أنا منّي سيّدًا على ذاتي وعبدًا لمشاعر الغرام
أصبحت متيّمًا في عشقك ووصلت إلى درجة الهيام
تائهًا، سائحًا في ثنايا الخيال، أصبحت مؤمنًا بدون إيمان
وجسرًا للعشّاق، ناصحًا لهم ألّا يستعملوا الثمانية والعشرين حرفًا والقلم
كأنّني شجرة حزينة تنتظر الخريف ليسقط أبناؤها وتنعَم بالعزلة والسلام
وفي فراقكم، لا سلام ولا قوة ولا إيمان ولا وئام
ورغم كل السبل التي قطعت قلبًا هيامًا للوصول إليك
سوف يصل يومًا مجددًا للسكينة والطمأنينة ويسقط مجددًا في برّ الأمان
كتبها الشاعر طارق بوعزاتي

المحيط الأطلسي

ما زلت اذكرُ دمعها لما جرىفي خدها الباهي النقي الاملسِ
وانا اقول وقد غرقت بحزنهاعيناك تلك ام المحيط الاطلسِ
حتى اذا ابتسمت وقالت مرحباًوبدت صباحاً بعد ليلٍ أغلسِ
ورأت عيوني من إضاءة وجههاشمساً تدفئني بها قُلت ..اجلسِي
بيني وبينك انتِ الف روايةيروونها بلسان الف مدلسِ
والان نحنُ وقد بقينا وحدنانروي الصحيح لقلب كل مفلّسِ
منذ التقينا والمشاعر بيننافواحة كعبيرِ ورد النرجسِ
لا إثمَ فيها إن تقَوَّلوا آثمٌأو جاءه بالإفكِ كل موسوسِ
وانا بعمق مشاعري فإذا بيااصحو من الغفله وشوقٌ اكتسي
وبإذن ربي نلتقي في جنةٍعلياء طاهرة ..كرامَ الأنفسِ
وعلى الأرائك عاشقانِ تلاقيابعد النوى وثيابهم من سُندسِ
دنيا العباد وضيعة مهما ارتقتتبقى رديئة مثل خِلّ نرجسي
كتبها الشاعر عرفات عبده سعيد معوضه

تولت جدة الدنيا

تَولت جدّة الدنيافكُل جديدها خَلقُ
و خان الناس كلهمفما أدري بمَن أثِقُ
كأن معالم الخيرات قد سُدّت لها الطُرقُ
فلا دين ولا حسبٌولا كرم ولا خلُقُ
أبو العتاهية

غفلت وليس الموت عني بغافل

غَفَلتُ وَلَيسَ المَوتُ عَنّي بِغافِلِوَإِنّي أَراهُ بي لَأَوَّلَ نازِلِ
نَظَرتُ إِلى الدُنيا بِعَينٍ مَريضَةٍوَفِكرَةِ مَغرورٍ وَتَدبيرِ جاهِلِ
فَقُلتُ هِيَ الدارُ الَّتي لَيسَ غَيرُهاوَنافَستُ مِنها في غُرورٍ وَباطِلِ
وَضَيَّعتُ أَهوالاً أَمامي طَويلَةًبِلَذَّةِ أَيّامٍ قِصارٍ قَلائِلِ
أبو العتاهية

تفكر ولا تغتر

ناس تبني دور وتزين قصوروناس تبني للقاء و دار البقاء
فرق بين اللي تصدر للظهوروبين لي قدم له أعماله بخفاء
الليالي شاهده بمر الدهوروالحوادث تفجئ أوقات الصفاء
كم للتاريخ في الدنيا نشوريغفل التاريخ لي ما به قراء
خذ من الراحات أوقات السرورواغتنمها كل ما وقتك دعاء
الرصيد الباقيات اللي تدورولي جمعته من حطام كالهباء
كتبها الشاعر خميس بن نـايـم الكعبي

يسلم المرء أخوه

يُسلِمُ المَرءَ أَخوهُلِلمَنايا وَأَبوهُ
وَأَبو الأَبناءِ لا يَبقى وَلا يَبقى بَنوهُ
رُبَّ مَذكورٍ لِقَومٍغابَ عَنهُم فَنَسوهُ
وَإِذا أَفنى سِنيهِ المَرءُ أَفنَتهُ سِنونُ
وَكَأَن بِالمَرءِ قَد يَبكي عَلَيهِ أَقرَبوهُ
وَكَأَنَّ القَومَ قَد قاموا فَقالوا أَدرِكوهُ
سائِلوهُ كَلِّموهُحَرِّكوهُ لَقِّنوهُ
فَإِذا استَيأَسَ مِنهُ القَومُ قالوا حَرِّفوهُ
حَرِّفوهُ وَجِّهوهُمَدِّدوهُ غَمِّضوهُ
عَجِّلوهُ لِرَحيلٍعَجِّلوا لا تَحبِسوهُ
اِرفَعوهُ غَسِّلوهُكَفِّنوهُ حَنِّطوهُ
فَإِذا ما لُفَّ في الأَكفانِ قالوا فَاحمِلوهُ
أَخرِجوهُ فَوقَ أَعوادِ المَنايا شَيِّعوهُ
فَإِذا صَلّوا عَلَيهِقيلَ هاتوا وَاقبِروهُ
فَإِذا ما اِستَودَعوهُ الأَرضَ رَهناً تَرَكوهُ
خَلَّفوهُ تَحتَ رَدمٍأَوقَروهُ أَثقَلوهُ
أَبعَدوهُ أَسحَقوهُأَوحَدوهُ أَفرَدوهُ
وَدَّعوهُ فارَقوهُأَسلَموهُ خَلَّفوهُ
وَاِنثَنَوا عَنهُ وَخَلَّوهُ كَأَن لَم يَعرِفوهُ
وَكَأَنَّ القَومَ فيماكانَ فيهِ لَم يَلوهُ
اِبتَنى الناسُ مِنَ البُنيانِ ما لَم يَسكُنوهُ
جَمَعَ الناسُ مِنَ الأَموالِ ما لَم يَأكُلوهُ
طَلَبَ الناسُ مِنَ الآمالِ ما لَم يُدرِكوهُ
كُلُّ مَن لَم يَجعَلِ الناسَ إِماماً تَرَكوهُ
ظَعَنَ المَوتى إِلى ماقَدَّموهُ وَجَدوهُ
طابَ عَيشُ القَومِ ما كانَ إِذا القَومُ رَضوهُ
عِش بِما شِئتَ فَمَن تَسرُرهُ دُنياهُ تَسوهُ
وَإِذا لَم يُكرِمِ الناسَ امرُؤٌ لَم يُكرِموهُ
كُلُّ مَن لَم يَحتَجِ الناسُ إِلَيهِ صَغَّروهُ
وَإِلى مَن رَغِبَ الناسُ إِلَيهِ أَكبَروهُ
مَن تَصَدّى لِأَخيهِبِالغِنى فَهوَ أَخوهُ
فَهوَ إِن يَنظُر إِلَيهِيَرءَ مِنهُ ما يَسوهُ
يُكرَمُ المَرءُ وَإِن أَملَقَ أَقصاهُ بَنوهُ
لَو رَأى الناسُ نَبِيّاًسائِلاً ما وَصَلوهُ
وَهُمُ لَو طَمِعوا فيزادِ كَلبٍ أَكَلوهُ
لا تَراني آخِرَ الدَهرِ بِتَسآلٍ أَفوهُ
إِنَّ مَن يَسأَل سِوى الرَحمَنِ يَكثُر حارِموهُ
وَالَّذي قامَ بِأَرزاقِ الوَرى طُرّاً سَلوهُ
وَعَنِ الناسِ بِفَضلِ اللَهِ فَاغنوا وَاحمِدوهُ
تَلبَسوا أَثوابَ عِزٍّفَاِسمَعوا قَولي وَعوهُ
إِنَّما يُعرَفُ بِالفَضلِ مَنِ الناسِ ذَوّهُ
أَفضَلُ المَعروفِ ما لَمتُبتَذَل فيهِ الوُجوهُ
أَنتَ ما اِستَغنَيتَ عَن صاحِبِكَ الدَهرَ أَخوهُ
فَإِذا اِحتَجتَ إِلَيهِساعَةً مَجَّكَ فوهُ
أبو العتاهية