تُقِرّ دُمُوعي بِشَوْقي إلَيْكَ | و يشهدُ قلبي بطولِ الكربْ |
وإني لَمُجْتَهِدٌ في الجُحُودِ | وَلَكِنّ نَفْسِيَ تَأبَى الكَذِبْ |
وَإني عَلَيْكَ لجَارِي الدّمُوعِ | وَإني عَلَيْكَ لَصَبٌّ وَصِبْ |
و ما كنتُ أبقي على مهجتي | لَوَ أني انْتَهَيْتُ إلى مَا يَجِبْ |
و لكنْ سمحتُ لها بالبقاءِ | رَجَاءَ اللّقَاءِ عَلى مَا تُحِبْ |
و يبقي اللبيبُ لهُ عدة ً | لوقتِ الرضا في أوانِ الغضبْ |
و ما أنس لا أنس يوم المغار
و ما أنسَ لا أنسَ يومَ المغارِ | محجبة ً لفظتها الحجبْ |
دَعَاكَ ذَوُوهَا بِسُوءِ الفِعَالِ | لِمَا لا تَشَاءُ، وَمَا لا تُحِبّ |
فَوَافَتْكَ تَعْثُرُ في مِرْطِهَا | و قدْ رأتِ الموتَ منْ عنْ كثبْ |
وَقَدْ خَلَطَ الخَوْفُ لَمّا طَلَعْــتَ | دَلَّ الجَمَالِ بِذُلْ الرُّعُبْ |
تُسَارِعُ في الخَطْوِ لا خِفّة | و تهتزُّ في المشيِ لا منْ طربْ |
فلمَّـا بدتْ لكَ فوقَ البيوتِ | بدا لكَ منهنَّ جيشَ لجبْ |
فكنتَ أخاهنَّ إذْ لا أخٌ | و كنتَ أباهنَّ إذْ ليسَ أبْ |
وَمَا زِلتَ مُذْ كُنتَ تأتي الجَمِيلَ | و تحمي الحريمَ ، وترعى النسبْ |
و تغضبُ حتى إذا ما ملكتَ | أطَعْتَ الرّضا، وَعَصَيْتَ الغَضَبْ |
فَوَلّيْنَ عَنْكَ يُفَدّينَهَا | وَيَرْفَعنَ مِن ذَيْلِها ما انسَحَبْ |
يُنَادِينَ بينَ خِلالِ البيوتِ | لا يَقطَعِ اللَّهُ نَسْلَ العَرَبْ |
أمرتَ – وأنتَ المطاعُ الكريمُ | ببذلِ الأمانِ وردِ السلبْ |
و قدْ رحنَ منْ مهجاتِ القلوبِ | بأوفرِ غنمٍ وأغلى نشبْ |
فإنْ هُنّ يَابْنَ السَّرَاة ِ الكِرَامِ | رددنَ القلوبَ رددنا النهبْ |
الشعر ديوان العرب
الشعرُ دِيوانُ العَرَب – أبداً وعنوانُ النسبْ |
لَمْ أعْدُ فِيهِ مَفَاخِري – و مديحَ آبائي النجبْ |
ومقطعاتٍ ربما – حَلّيتُ مِنْهُنّ الكُتُبْ |
لا في المديحِ ولا الهجاءِ – وَلا المُجُونِ وَلا اللّعِبْ |
لن للزمان وإن صعب
لنْ للزمانِ وإنْ صعبْ | وَإذَا تَبَاعَدَ فَاقْتَرِبْ |
لا تَكْذِبَنْ، مَنْ غَالَبَ الـ | أيامَ كانَ لها الغلبْ |
ألا إنما الدنيا مطية راكب
ألا إنّمَا الدّنْيَا مَطِيّة ُ رَاكِبٍ | عَلا رَاكِبُوها ظَهْرَ أعوَجَ أحدَبَا |
شموسٌ متى أعطتكَ طوعاً زمامها | فكُنْ للأذى مِنْ عَقّهَا مُتَرَقِّبَا |
من كان أنفق في نصر الهدى نشبا
من كانَ أنفقَ في نصرِ الهدى نشباً | فأنتَ أنفقتَ فيه النفسَ والنشبا |
يُذكي أخوكَ شِهَابَ الحربِ مُعتمداً | فَيَسْتَضِيءُ، وَيَغشَى جَدُّكَ اللّهَبَا |