| أيُّهَا الوَسميُّ زُرْ نبتَ الرُّبَا | واسبِق الفَجْرَ إلى رَوْضِ الزَّهَرْ |
| حَيِّهِ وانثرْ على أكمامِه | منْ نطافِ الماءِ أشباهَ الدُّرَرْ |
| أَيُّها الزَّهْرُ أَفِقْ مِنْ سِنَة ٍ | واصطَبِحْ مِنْ خَمْرَة ٍ لَم تُعْتَصرْ |
| منْ رحيقٍ أمُّه غادية ٌ | ساقَهَا تحتَ الدُّجَى روحُ السَّحَرْ |
| وانفحِ الرَّوضَ بنشرٍ طيِّبٍ | عَلَّه يُوقِظُ سُكّانَ الشَّجَرْ |
| إنَّ بِي شوقاً إلَى ذِي غُنَّة ٍ | يُؤْنِسُ النَّفْسَ وقدْ نامَ السَّمَرْ |
| إيهِ يا طَيْرُ ألاَ مِنْ مُسْعِدٍ | إنّني قد شَفَّني طُولُ السَّهَرْ |
| قُمْ وصَفِّقْ واستَحِرْ واسجَعْ ونُحْ | واروِ عنْ إسحاقَ مأثورَ الخبرْ |
| ظَهَرَ الفَجْرُ وقد عَوَّدْتَني | أنْ تُغَنِّينِي إذَا الفَجْرُ ظَهَرْ |
| غَنِّني كَمْ لكَ عِندي مِنْ يَدٍ | سَرَّتِ الأَشْجانَ عَنِّي والفِكَرْ |
| اخْرِق السَّمْعَ سِوَى مِنْ نَبَأٍ | خَرَقَ السَّمعَ فأدمَى فوَقَرْ |
| كُلَّ يَوْمٍ نَبْأَة ٌ تَطْرُقُنا | بعجيبٍ منْ أعاجيبِ العِبَرْ |
| أممٌ تفنَى وأركانٌ تهِي | وعُرُوشٌ تتهاوَى وسُرُرْ |
| وجُيُوشٌ بجيوشٍ تلتقِي | كسُيُولٍ دَفَقَتْ في مُنْحَدَرْ |
| ورجالٌ تتبارَى للرَّدَى | لا تُبالي غابَ عنها أمْ حَضَرْ |
| منْ رآهَا في وغَاهَا خالهَا | صِبْيَة ً خَفَّتْ إلَى لِعبِ الأُكَرْ |
| وحُرُوبٌ طاحِناتٌ كلَّما | أُطْفئتْ شَبَّ لَظاها واسْتَعَرْ |
| ضَجَّتِ الأَفْلاكُ مِنْ أَهْوالِها | واستعاذَ الشمسُ منهَا والقَمَرْ |
| في الثَّرَى في الجَوِّ في شُمِّ الذُّرَا | في عُبابِ البَحْرِ ، في مَجْرَى النَّهَرْ |
| أسرفتْ في الخلقِ حتَّى أوشكوُا | أنْ يبيدُوا قبلَ ميعادِ البَشَرْ |
| فاصْمِدوا ثمَّ احمدُوا اللَّه عَلَى | نِعْمَة الأَمْن وطِيبِ المُسْتَقَرّ |
| نعمة الأمنِ وما أدراكَ ما | نِعمة الأمن إذَا الخطبُ اكفهرْ |
| واشْكُروا سُلْطانَ مِصْرٍ واشكُرُوا | صاحبَ الدّولة محمودَ الأَثَرْ |
| نحن في عَيْشٍ تَمَنَّى دُونَه | أممٌ في الغربِ أشقاهَا القدَرْ |
| تَتَمَنَّى هَجْعَة ً في غِبْطَة ٍ | لمْ تُساوِرْهَا اللَّيالِي بالكَدَرْ |
| إنّ في الأَزْهَرِ قوماً نالَهُمْ | مِنْ لَظَى نِيرانِها بَعْض الشَّرَرْ |
| أَصْبَحُوا – لا قَدَّرَ اللهُ لنا- | في عناءٍ وشقاءٍ وضجرْ |
| نُزلاءٌ بيننَا إنْ يُرْهَقُوا | أوْ يُضامُوا إنّهَا إحدَى الكُبَرْ |
| فأعينُوهُمْ فهُمْ إخْوانُكُمْ | مُسَّهُمْ ضُرٌّ ونابَتْهُمْ غيَرْ |
| أَقْرِضُوا اللهَ يُضاعِفْ أَجْرَكُمْ | إنّ خَيْرَ الأَجْرِ أَجْرٌ مُدَّخَرْ |
قَضَّيْتُ عَهْدَ حداثتِي
| قَضَّيْتُ عَهْدَ حداثتِي | ما بينَ ذُلٍ واغترابْ |
| لَم يُغنِ عَنّي بَينَ مَشْـ | رِقِهَا ومغْرِبِهَا اضطرابْ |
| صَفِرَتْ يَدِي فحَوَى لها | رأسِي وجَوفِي والوِطابْ |
| وأنا ابنُ عَشْرٍ ليس في | طَوقِي مُكافحة ُ الصِّعابْ |
| لمْ يبقَ منْ أهلِي سِوَى | ذِكْرٍ تَناساهُ الصِّحابْ |
| أَمْشي يُرَنِّحُني الأَسَى | والبؤسُ ترنيحَ الشَّرابْ |
| فلَكَمْ ظَلِلْتُ على طَوَى | يومِي وبِتُّ علّى تبابْ |
| والجُوعُ فَرَّاسٌ له | ظُفْرٌ يَصُولُ به ونَابْ |
| فكأنّه في مُهجتَي | نَصْلٌ تغلغلَ للنِّصابْ |
أَعِيدُوا مَجْدَنا دُنْيا ودِينَا
| أَعِيدُوا مَجْدَنا دُنْيا ودِينَا | وذُودُوا عن تُراثِ المُسْلمِنَا |
| فمنْ يَعْنُو لغيرِ اللهِ فينا | ونحنُ بَنُو الغُزاة ِ الفاتحِينَا |
| مَلَكْنا الأمرَ فوق الأرضِ دَهْراً | وخَلَّدْنَا علَى الأيَّامِ ذِكْرَى |
| أنَّى عُمَرٌ فأنسَى عدلَ كِسْرَى | كذلك كانَ عَهدُ الرَّاشِدِينا |
| جَبَيْنا السُّحْبَ في عَهْدِ الرَّشيدِ | وباتَ الناسُ في عيشٍ رغيدِ |
| وطَوَّقت العَوارفُ كلَّ جِيدِ | وكان شِعارُنا رِفْقاً ولِينا |
| سَلُوا بغدادَ والإسلام دِين | أكانَ لها على الدُّنيا قَرينُ |
| رِجالٌ للحوادِثِ لاَ تَلينُ | وعِلْمٌ أيَّدَ الفَتْحَ المُبِينا |
| فلسنَا مِنهمُ والشَّرقُ عانَى | إذا لمْ نَكْفِه عَنَتَ الزَّمانِ |
| ونَرّفَعُه إلى أعْلَى مَكانِ | كما رَفَعُوه أو نَلقَى المَنُونا |
أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْـ
| أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْـ | شُ ولمْ تُحسِنُوا عليه القيامَا |
| عزت السِّلْعَة ُ الذَّلِيلة ُ حتَّى | باتَ مَسْحُ الحِذاءِ خَطْباً جُساما |
| وغَدَا القُوتُ في يَدِ النّاسِ كاليا | قُوتِ حتى نَوَى الفَقيرُ الصِّياما |
| يَقْطَع اليومَ طاوِياً وَلَدَيْه | دُونَ ريحِ القُتارِ ريحُ الخُزامَى |
| ويخالُ الرَّغيفَ منْ بَعْدِ كَدٍّ | صاحَ : مَن لي بأنْ أُصِيبَ الإداما |
| أيّها المُصْلِحُونَ أصْلَحْتُمُ الأرْ | ضَ وبِتُّمْ عن النُّفوسِ نيامَا |
| أصْلِحوا أنفُسَا أضرَّ بِهَا الفقْ | رُ وأحْيا بمَوتِها الآثاما |
| ليس في طَوقِها الرَّحيلُ ولا الجِـ | ـدُّ ولا أن تُواصلَ الإقْداما |
| تُؤثِرُ الموتَ في رُبَا النِّيلِ جُوعاً | وتَرَى العارَ أنْ تَعافَ المُقاما |
| ورِجالُ الشَّآمِ في كُرَة ِ الأرْ | ضِ يُبارُونَ في المسيرِ الغَماما |
| رَكِبُوا البَحْرَ ، جَاوَزُوا القُطْبَ ، فاتُوا | ويَظُنُّ اللُّحُومَ صَيْداً حَراما |
| يَمْتطُون الخُطُوبَ في طَلَبِ العَيـ | شِ ويبرونَ للنضالِ السهامَا |
| وبَنُو مِصْرَ في حِمَى النِّيلِ صَرْعَى | يَرْقُبونَ القَضاءَ عاماً فَعاما |
| أيهَا النِّيلُ كيفَ نُمسِي عِطاشاً | في بلادٍ روِّيتَ فيهَا الأوامَا |
| إنَّ لِينَ الطِّباعِ أورثنَا الذُّ | لَّ وأغرَى بِنا الجُناة َ الطَّغاما |
| إنَّ طِيبَ المُناخِ جرَّعلينَا | في سَبيلِ الحَياة ِ ذاكَ الزِّحاما |
| أيُّها المُصْلِحُونَ رِفْقاً بقَومٍ | قَيَّدَ العَجْزُ شَيْخَهُمْ والغُلاما |
| وأغيثُوا منَ الغَلاءِ نفوساً | قد تمنَّتْ مع الغَلاءِ الحِمامَا |
| أَوْشَكَتْ تأكُلُ الهَبِيدَ مِنَ الفَقْـ | رِ وكادتْ تذُودُ عنه النَّعامَا |
| فأعيدُوا لنَا المُكُوسَ فإنَّا | قد رأَيْنا المُكُوسَ أرْخَى زِماما |
| ضاقَ في مصرَ قِسْمُنَا فاعذرُونَا | إنْ حَسَدْنَا علَى الجَلاَءِ الشَّآمَا |
| قد شَقِينا – ونحنُ كرَّمنا اللّـ | هُ بعَصْرٍ يُكَرِّمُ الأنعامَا |
أَحْياؤُنَا لاَ يُرْزَقُونَ بِدرهمٍ
| أَحْياؤُنَا لاَ يُرْزَقُونَ بِدرهمٍ | وبألفِ ألفٍ تُزْرَقُ الأمواتُ |
| منْ لي بحظِّ النائمين بِحُفرة ٍ | قامَتْ على أَحْجارِها الصَّلواتُ |
| يَسعَى الأنامُ لها ، ويَجري حَولَها | بَحْرُ النُّذُورِ وتُقرَأ الآياتُ |
| ويقالُ:هذَا القُطْبُ بابُ المُصطَفَى | ووَسِيلَة ٌ تُقضَى بهَا الحاجاتُ |
أخشى مربيتي إذا
| أَخشَى مُرَبِّيَتي إذا | طَلَعَ النَّهارُ وأفزَعُ |
| وأظلُ بين صواحبِي | لعِقابِها أَتَوَقَّعُ |
| لا الدَّمعُ يَشفَعُ لي ولا | طُولُ التَّضَرُّعِ يَنْفَعُ |
| وأَخافُ والِدَتي إذا | جَنَّ الظَّلامُ وأجزعُ |
| وأبيتُ أرتقِبُ الجزَا | ءَ وأعْيُنِي لاَ تَهْجَعُ |
| ما ضَرَّني لو كنتُ أسْـ | تمعُ الكَلامَ وأخضعُ |
| ما ضَرَّنِي لو صُنْتُ أثْـ | وابِي فلاَ تتقطَّعُ |
| وحَفِظْتُ أوراقي بمَحْـ | فَظَتِي فلاَ تَتَوَزَّعُ |
| فأعيشُ آمِنَة ً وأَمـْ | رَعُ في الهناءِ وأرتعُ |