أيا ظالماً ، أمسى يعاتبُ منصفا ‍!

أيا ظالماً ، أمسى يعاتبُ منصفا ‍! أتلزمني ذنبَ المسيء تعجرفا ؟
بَدَأتَ بتَنْمِيقِ العِتابِ، مَخَافَة َ الـ ـعتابِ ، وذكري بالجفا ، خشية َ الجفا‍!
أوافي، على علاتِ عتبكَ ، صابراً وألفى ، على حالاتِ ظلمكَ ، منصفا
و كنتُ ، إذا صافيتُ خلاً ، منحتهُ بهجرانهِ وصلاً ، ومنْ غدرهِ وفا
فَهَيّجَ بي هذا الكِتَابُ صَبَابَة ً، و جددَ لي هذا العتابُ تأسفا
فإنْ أدْنَتِ الأيّامُ داراً بِعِيدَة ً شفى القلبَ مظلومٌ منَ العتبِ واشتفى ‍‍!
فإنْ كُنْتُهُ أقْرَرْتُ بالذّنْبِ، تائِباً، وَإنْ لم أكنْ أمسَكْتُ عنهُ، تألُّفَا!

غلامٌ فوقَ ما أصفُ

غلامٌ فوقَ ما أصفُ ، كَأنّ قَوَامَهُ ألِفُ
إذَا مَا مَالَ يُرْعِبُني أخَافُ عَلَيْهِ يَنْقَصِفُ
و أشفقُ منْ تأودهِ ، أخافُ يُذِيبُهُ التّرَفُ
سُرُورِي عِنْدَهُ لُمَعٌ، و دهري ، كلهُ ، أسفُ
وَأمْرِي، كُلّهُ، أمَمٌ، وَحُبّي وَحْدَهُ سَرَفُ

غَيرِي يُغَيّرُهُ الفَعَالُ الجَافي

غَيرِي يُغَيّرُهُ الفَعَالُ الجَافي، و يحولُ عنْ شيمِ الكريمِ الوافي
لا أرْتَضِي وُدّاً، إذا هُوَ لمْ يَدُمْ عِندَ الجَفَاءِ، وَقِلّة ِ الإنْصَافِ
تعسَ الحريصُ ، وقلَّ ما يأتي بهِ عِوَضاً من الإلحَاحِ والإلحَافِ
إنَّ الغنيَّ هو الغنيُّ بنفسهِ وَلَو أنّهُ عارِي المَناكِبِ، حَافِ
ما كلُّ ما فوقَ البسيطة ِ كافياً، فإذا قَنِعتَ فكُلّ شيءٍ كافِ
وَتَعافُ لي طَمَعَ الحَرِيصِ أُبُوّتي، و مروءتي ، وفتوتي ، وعفافي
ما كثرة ُ الخيلِ الجيادِ بزائدي شَرَفاً، وَلا عَدَدُ السّوَامِ الضّافي
خَيْلي، وَإنْ قَلّتْ، كَثيرٌ نَفعُها بينَ الصوارمِ ، والقنا الرَّعافِ
و مكارمي عددُ النجومِ ؛ ومنزلي مأوَى الكِرَامِ، وَمَنزِلُ الأضْيَافِ
لا أقتني لصروفِ دهري عدة ً حتى كأنَّ صروفهُ أحلافي
شِيَمٌ عُرِفتُ بهنّ، مُذْ أنَا يَافِعٌ، وَلَقَدْ عَرَفتُ بِمِثْلِهَا أسْلافي

بَعضُ الجُفَاة ِ إلى المَجْفُوّ مُشتَاقُ

بَعضُ الجُفَاة ِ إلى المَجْفُوّ مُشتَاقُ ودونَ ما أملَ المعشوقُ معتاقُ
أعْصي الهَوَى ، وَأُطِيعُ الرّأيَ في وَلَدٍ بَعدَ النّصِيحَة ِ رَابَتْ مِنهُ أخْلاقُ
فَمَا نَظَرْتُ بِعَيْنِ السّوءِ مُعتَمِداً إلَيْهِ إلاّ وَلِلأحْشَاءِ إطْرَاقُ
و ما دعاني إلى ما ساءهُ سخطٌ إلا ثناني إلى ما شاءَ إشفاقُ

الحزن مجتمع والصبر مفترق

الحُزْنُ مُجتَمِعٌ وَالصّبْرُ مُفْتَرِقُو الحبُ مختلفٌ  عندي ومتفقُ
وَلي إذا كُلّ عَينٍ نَامَ صَاحِبُهَاعينٌ تحالفَ فيها الدمعُ والأرقُ
لَوْلاكِ يا ظَبْيَة َ الإنسِ التي نظرَتْلما وَصَلْنَ إلى مَكْرُوهيَ الحَدَقُ
لكنْ نظرتِ  وقدْ سارَ الخليطُ ضحى بِناظِرٍ كُلُّ حُسنٍ مِنْهُ مُستَرَقُ
قصيدة أبو فراس الحمداني