| صار شوقي أبا علي | في الزمان الترللي |
| وجناها جناية | ليس فيها بأول |
عليُّ ، لواستشرتَ أباكَ قبلاً
| عليُّ ، لواستشرتَ أباكَ قبلاً | فإن الخير حظُّ المستشير |
| إذاً لعَلِمْتَ أَنَّا في غَناءٍ | وإن نكُ من لقائِكَ في سرور |
| وما ضقنا بمقدمكَ المفدَّى | ولكن جئتَ في الزمن الأخير ! |
رزقتُ صاحبَ عهده
| رزقتُ صاحبَ عهده | وتمَّ لي النسلُ بعدي |
| هم يحسدوني عليه | ويغبِطوني بِسَعدي |
| ولا أراني ونجلي | سنلتقي عند مجد |
| وسوْف يَعلَمُ بَيتي | أَني أَنا النَّسْلُ وحْدي |
| فيا علِي، ولا تلُمْني | فما احتِقارُكَ قَصْدي |
| وأنتَ مني كروحي | وأَنت مَنْ أَنت عندي! |
| فإن أَساءَكَ قوْلي | كذَب أباكَ بوعدِ ! |
يا ليلة ً سمَّيتها ليلتي
| يا ليلة ً سمَّيتها ليلتي | لأَنها بالناس ما مَرَّتِ |
| أذكرُها ، والموتُ في ذكرها | على سبيلِ البَثِّ والعِبْرَة ِ |
| ليعلمَ الغافلُ ما أمسُه ؟ | ما يومُهُ؟ ما مُنْتَهى العِيشة ِ؟ |
| نَبَّهَني المقدورُ في جُنْحِها | وكنتُ بين النَّوْم واليَقْظة ِ |
| الموتُ عجلانٌ إلى والدي | والوضعُ مستعصٍ على زوجتِي |
| هذا فتى ً يُبْكَى على مِثلِه | وهذه في أوّلِ النَّشأة ِ |
| وتلك في مِصْرَ على حالِها | وذاكَ رَهْنُ الموْتِ والغُرْبَة ِ |
| والقلبُ ما بَينَهما حائرٌ | من بَلْدَة أَسْرى إلى بَلدة ِ |
| حتى بدا الصبحُ ، فولَّى أبي | وأقبلتْ بعدَ العناءِ ابنتي |
| فقلتُ أَحكامُكَ حِرنا لها | يا مُخرجَ الحيِّ منَ الميِّتِ! |
أمنيتي في عامها
| أمنيتي في عامها | الأوّلِ مثلُ الملكِ |
| صالحة ٌ للحبِّ منْ | كلٍّ، وللتَّبَرُّك |
| كم خفقَ القلبُ لها | عِندَ البُكا والضَّحِك |
| وكم رَعَتْها العَيْنُ في | في السكونِ والتَّحرُّكِ |
| فعندها من شدّة ِ الإشفاقِ | أن تأخذ الصغيرَ بالخناقِ |
| فإن مَشَتْ فخاطِري | يسبقها كالممسكِ |
| أَلحَظُها كأَنها | من بَصَرِي في شَرَك |
| فيا جَبينَ السَّعْدِ لي | ويا عُيُونَ الفَلَك |
| ويا بياضَ العيشِ في | الأيامِ ذاتِ الحلكِ |
| إنَّ الليالي وهيَ لا | تَنْفَكُّ حَرْبَ أَهلِكِ |
| لو أنصفتكِ طفلة ً | لكنت بنت الملك |
كانَ لِلغربانِ في العصرِ مَلِيكْ
| كانَ لِلغربانِ في العصرِ مَلِيكْ | وله في النخلة ِ الكبرى أريكْ |
| فيه كرسيٌّ، وخِدْرٌ، ومُهودْ | لصغارِ الملك أصحابِ العهود |
| جاءهُ يوماً ندورُ الخادمُ | وهوَ في البابِ الأمينُ الحازمُ |
| قال: يا فرعَ الملوكِ الصالحينْ | أنت ما زلتَ تحبُّ الناصحينْ |
| سوسة ٌ كانت على القصرِ تدورْ | جازتْ القصرَ، ودبتْ في الجدور |
| فابعث الغربانَ في إهلاكها | قبلَ أن نهلكَ في أشراكها |
| ضحكَ السلطانُ من هذا المقال | ثم أدنى خادمَ الخير، وقال: |
| أنا ربُّ الشوكة ِ الضافي الجناح | أنا ذو المنقارِ، غلاَّبُ الرياح |
| أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور | أَنا لا أُبصِرُ تَحتي بانُدور |
| ثُمَّ لَمّا كانَ عامٌ بَعدَ عام | قامَ بَينَ الريحِ وَالنَخلِ خِصام |
| وَإِذا النَخلَةُ أَقوى جِذعُها | فَبَدا لِلريحِ سَهلاً قَلعُها |
| فهوتْ للأرضِ كالتلِّ الكبير | وَهَوَى الديوانُ، وانقضَّ السَّرير |
| فدها السلطان ذا الخطبُ المهول | ودعا خادمه الغالي يقول: |
| يا ندورَ الخير، أسعفْ بالصياح | ما تَرى ما فعلَتْ فينا الرياح؟ |
| قال: يا مولايَ، لا تسأل ندور | أنا لا أنظر في هذي الأمور! |