| الاَ ليت لبنى في خلاء تزورني ~ فأشكو إليها لوعتي ثم ترجع |
| صحا كل ذي لب وَكل متيم ~ و قلبي بلبنى ما حييت مروع |
| فيا من لقلب ما يفيق من الهوى ~ ويا من لعين بالصبابة تدمع |
لقد عذبتني يا حب لبنى
| لقد عذبتني يا حب لبنى ~ فقع إما بموت أو حياة |
| فإن الموت أروح من حياة ~ تدوم على التباعد والشتات |
| وقال الأقرَبون تعز عَنها ~ فقلت لهم إذن حانت وفاتي |
واني لأهوى النوم في غير حينه
| وإنّي لأهوى النوم في غير حينه ~ لعل لقاء في المنام يكون |
| تحدِثني الأحلام أني أراكم ~ فيا ليت أحلام المنام يقين |
| شهدت بأني لم أحُل عن مودة ~ وأني بكم لو تعلمين ضنين |
| وإن فؤادي لا يلين إلى هوى ~ سواكِ وإن قالوا بلى سَيَلِين |
بم التعلل لا أهل ولا وطن
| بم التعلل لا أهل ولا وطن ~ ولا نديم ولا كأس ولا سكن |
| أريد من زمني ذا أن يبلغني ~ ما ليس يبلغه من نفسه الزمن |
| لا تلق دهرك إلا غير مكترث ~ مادام يصحب فيه روحك البدن |
| فما يدوم سرور ما سررت به ~ ولا يرد عليك الفائت الحزن |
| مما أضر بأهل العشق أنهم ~ هووا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا |
| تفنى عيونهم دمعا وأنفسهم ~ في إثر كل قبيح وجهه حسن |
| تحملوا حملتكم كل ناجية ~ فكل بين علي اليوم مؤتمن |
| ما في هوادجكم من مهجتي عوض ~ إن مت شوقا ولا فيها لها ثمن |
| يا من نعيت على بعد بمجلسه ~ كل بما زعم الناعون مرتهن |
| كم قد قتلت وكم قد مت عندكم ~ ثم انتفضت فزال القبر والكفن |
| قد كان شاهد دفني قبل قولهم ~ جماعة ثم ماتوا قبل من دفنوا |
| ما كل ما يتمنى المرء يدركه ~ تجري الرياح بما لا تشتهي السفن |
| رأيتكم لا يصون العرض جاركم ~ ولا يدر على مرعاكم اللبن |
| جزاء كل قريب منكم ملل ~ وحظ كل محب منكم ضغن |
| وتغضبون على من نال رفدكم ~ حتى يعاقبه التنغيص والمنن |
| فغادر الهجر ما بيني وبينكم ~ يهماء تكذب فيها العين والأذن |
| تحبو الرواسم من بعد الرسيم بها ~ وتسأل الأرض عن أخفافها الثفن |
| إني أصاحب حلمي وهو بي كرم ~ ولا أصاحب حلمي وهو بي جبن |
| ولا أقيم على مال أذل به ~ ولا ألذ بما عرضي به درن |
| سهرت بعد رحيلي وحشة لكم ~ ثم استمر مريري وارعوى الوسن |
| وإن بليت بود مثل ودكم ~ فإنني بفراق مثله قمن |
| أبلى الأجلة مهري عند غيركم ~ وبدل العذر بالفسطاط والرسن |
| عند الهمام أبي المسك الذي غرقت ~ في جوده مضر الحمراء واليمن |
| وإن تأخر عني بعض موعده ~ فما تأخر آمالي ولا تهن |
| هو الوفي ولكني ذكرت له ~ مودة فهو يبلوها ويمتحن |
لمن الديار غشيتها بسحام
| لمن الديار غشيتها بسحام ~ فعمايتين فهضب ذي أقدام |
| فصفا الاطيطِ فصاحتين فغاضر ~ تمشي النعاج بها مع الآرام |
| دار لهند والرباب وفرتنى ~ ولميس قبل حوادث الأيام |
| عوجا على الطلل المحيل لأننا ~ نبكي الديار كما بكى ابن خذام |
| أو ما ترى أضغانهن بواكراً ~ كالنخل من شوكان حين صرام |
| حوراً تعللُ بالعبير جلودها ~ وأنا المعالي صفحة النوام |
| فظللت في دمن الديار كأنني ~ نشوان باكره صبوح مدام |
| أنفٍ كلونِ دم الغزال معتق ~ من خمر عانة أو كروم شبام |
| وكأن شاربها أصاب لسانه ~ مومٌ يخالط جسمه بسقام |
| ومجدة نسأتها فتكمشت ~ رنك النعامة في طريق حام |
| تخذي على العلاتِ سامٍ رأسها ~ روعاء منسمها رثيم دام |
| جالت لتصرعني فقلتُ لها اقصري ~ إني امرءٌ صرعي عليك حرام |
| فجزيتِ خيرَ جزاء ناقة واحدٍ ~ ورجعت سالمة القرا بسلام |
| وكأنما بدر وصيل كتيفة ~ وَكأنما من عاقل أرمام |
| أبلغ سبيعاً أن عرضت رسالة ~ إني كهمك إن عشوت أمامي |
| أقصر إليك من الوعيد فَأنّني ~ مِمّا أُلاقي لا أشد حزامي |
| وأنا المبنهُ بعدَ ما قد نوّموا ~ وأنا المعالنُ صفحة َ النوام |
| وأنا الذي عرفت معدٌ فضلهُ ~ ونشدتُ عن حجر ابن أمِّ قطام |
| وأنازل البطل الكرية نزاله ~ وإذا أناضل لا تطيش سهامي |
| خالي ابن كبشة قد علمت مكانه ~ وأبو يزيد ورهطه أعمامي |
| وإذا أذيت ببلدة ودعتها ~ ولا أقيم بغير دار مقام |
ان بني عوف ابتنوا حسباً
| إن بني عوف ابتنوا حسباً ~ ضيعه الدخالون إذا غدروا |
| أدوا إلى جارهم خفارته ~ ولم يضع بالمغيب من نصروا |
| لم يفعلوا فعلِِ آل حنظلة ~ إنهم جير بئس ما ائتمروا |
| لا حميري وفى ولا عدس ~ ولا است عير يحكها الثفر |
| لكن عوير وَفء بذمته ~ لا عور شانه ولا قصر |