قَلبي يَضِيق وَرُوحُهُ مَفقُودة | قَـلِـقٌ يَـعُـدُّ قـيامَـهُ وَقـعُـودَه |
يَحتَاجُ روحكِ لارتِداءِ قَصِيدةً | ردءِ القَـصَائدِ بِدعَـةٌ مَــحمُودَة |
أَوَلستِ تُعطِينِ الثِّيابَ أناقةً | وَتُجَمِّلِينَ الجِنزَ و البرمُودة |
مَاذَنبُ قَافِيةٍ أتَتِكِ ..جَعلتِهَا | بِثرى فُؤادِكِ طِفلةً مَوؤُودَة؟! |
أيجُوزُ قَتل الأبرياءِ وَمالهُم؟! | ذنـبٌ وأنتِ رؤوفةٌ وودُودَة |
أيجُوزُ قتلُ الأُمنياتِ وَلو على | عـيـناكِ كانـت كُلـها مَعقُـودَة؟! |
مَالِي وَمَاقَالُوهُ عَنكِ جَمِيعُهُم | الـكَـونُ هَــذا مُـؤمِنِيهِ يهودَه |
لَوَ أبصَرَ الشَّيطَانُ وَجَهكِ عِندَمَا | سَجَدُوا لآدمَ ما أحَسَّ وُ جُودَه |
وَلمَا عَصَى رَبِّي وقَالَ أنا أنا | ولكانَ أول مَن أراكِ سُجُودَه |
الآن يَـبـدُو أنَّـهُ مُـتـحـسِّــرٌ | يبكي وَيلعنُ كِبرهُ وَجُحُودَه |
هَاتِي يَديِكِ وَطَمئِنِي قَلبِي بِها | تـاللهِ يلـقَى فِي يَـديـكِ بَرُودَه |
حضرموت و أينما حضرموت
حَضرَمَوتُ وَأَينَما حَضرَمَوتُ | بَلَدٌ دونَهُ الفَلا وَالفَيافي |
أأبي يا أَخي أَبوكَ فَيُهجى | أو أبو خُثعَمِيِّكَ الإِسكافِ |
نَحنُ مَن قَد عَلِمتَ في الشَرَفِ الوا | في فَأَجمِل في عِشرَةِ الأَشرافِ |
سَلَفٌ لَو رَأَيتَهُمُ لَتَبَيَّن | تَ لَهُم زُلفَةً عَلى الأَسلافِ |
وَإِذا ما اِنتَقَدتَ شَيخَكَ فيهِم | طالَ فيهِ تَصَفُّحُ الصَرّافِ |
ما لَهُ مُتجَرٌ سِوى شَعَرِ الخِن | زيرِ في قَومِهِ وَسَنِّ الأَشافي |
سِهَامُ الثَّبَاتِ
آنَــسْــتُ الوِحْــدَةَ حَـتَّـــى أَمْـــسَـتْ |
مُجَالَسَةَ الرَّفِيقِ كَالسَّفَرِ فِي العَتْمَاتِ |
مُـجَــرَّدُ غَرِيــبٍ بَيْـنَهُمْ، بِـلَا شَهَوَاتِ |
كَــحـــيٍّ فِـــي كُومَةٍ مِــنَ الأَمْـوَاتِ |
الْكُلُّ فِي ظَهْرِي يَرْمِينِي بِبَعْضِ الصِّفَاتِ |
لَكِنَّ سِهَـــامَهُمْ وَاللَّهِ مَصْدَرُ ثَبَاتِــــي |
فَيَا رَبِّي أَدِمْ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ وَعَافِيَتِــي |
وَ أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي نَجَّانِي مِنَ الهَفَوَاتِ |
وَ أَنَـــارَ بِالْحَقِّ وَالصِّدْقِ بَصِـــيرَتِــي |
وَهَدَانِـــي لِلْإِيـمَـــانِ قَبْــلَ المَمَـــاتِ |
أَسْأَلُ السَّمِيعَ المُجِيبَ أَنْ يُوَجِّهَ رِفْقَتِي |
لِسُلُـــوكِ سُبُلِ النُّـــورِ لَا الظُّلُــمَـــاتِ |
طريق العلا
أيا قممَ العُلا، لا تسأليني |
عن العابرينَ بلا يقين |
أنا يا قممُ حلمتُ بعالمٍ |
يزهو بعزمِ المؤمنين |
رأيتُ الليلَ يرقبُ صبحهُ |
في مقلتيْ شوقٍ حزين |
وسمعتُ الريحَ تهمسُ للرُّبى |
أنشودةَ المجدِ الدفين |
فهبي يا ريحُ نارَ عواصفٍ |
تهزُّ عروشَ الظالمين |
وليكنِ الكونُ أغنيةً |
للحرِّ في كلِّ حين |
برائتي
وظننتُ أنّ القومَ مِثلي |
بطيبتي وبرائتي وحسنِ ظني |
فما كان القومَ الا قطيعٌ |
ينهشني حين اغيبُ وانجلي. |
رعاة الغنم
و قفت في حر الهجيرة ارعى غنمي |
و ارتشفت الماء من سُقم الغدير |
ما اقسى وهج الشمس في الظهيرة |
و غدا وجهيَ اسفع من لفح السعير |
الشمس اطبقت على سطح البسيطة |
حتى تبولت دماً من وطأها الحمير |
جودي علينا يا سماء انا نستغيث |
فوددنا بغبار السافيات نستجير |
خيّم اليأس على القرية و الاسى |
و شهدت بها الغربان اسراب تطير |
كفي اللوم عني فلن تجدي الملامة |
فكلانا في هذه القرية عبدٌ و أجير |
شقيت بها حتى جفت اقدامي من |
الصبر و تجرعت بؤساً ما له قط نظير |
فاذا كانت تصاريف الحياة هكذا |
فبئس مورداً لها و بها ذاك المصير |
اذا شهدتها تقول أهذه دنيا تعاش |
يعقبها حساب و نار تصلى و سعيرْ |
اشفقت على البهائم من جور الجفاف |
بديار ليس فيها من سقف يجير |
اقول لها صبرا نصمد ما استطعنا |
فلا حول لنا و كلانا في هذي اسير |
اقول لها من هذي الديار لابد من رحيل |
فاصبري يا نفس ريثما يأتينا البشير |
انني أُخبرت أن في المدينة ناس تشرب |
شهدا والغانيات ترتدي ثيابا من حرير |
لكن دونها سور منيع يحمي اهلها |
و الدرب نحوها ملغوم طويل و عسيرْ |
لا تلمني يا ابي على الرحيل و دعني |
اسلك الدرب فاني في الملمات قديرْ |
جمعت الحقائب و الكتب و عزمت |
و احضرت رفيقا و هممتُ بالمسيرْ |
سأغادر نحو ارض و بلاد فيها ماء |
حيث لا شمس تشرق و العيش اليسير |
يقول صحبي ليت هذي الدار ماتت |
ليتها نهبٌ هنا يتلقفها جحيم و سعير |
يا حادي الأضغان جئت معاتبا ما اخبرت |
اني في عداد الكون محض عصفور صغير |
و ما اخبرتني بأن جل الناس حمقى |
و بعضهم أحقاد و أضغان و شرٌ يستطير |
فهذا المخبر السري و ذاك واشٍ |
و ذا منافق يقبل أيدي سلطان حقير |