لمّا أُجِيلَتْ سِهامُ القَوْمِ فاقتَسَمُوا – صَارَ المُغِيرَةُ في بيْتِ الخَفَافِيشِ |
في مَنْزلٍ ما لَهُ في سُفْلِهِ سَعَة – وَإنْ تعرَقّى بصُعْدٍ غَيرِ مَفْرُوشِ |
إلاّ على رَأسِ جِذْعٍ باتَ يَنقرهُ – جِرْذانُ سَوءٍ وَفَرخ غَيرُ ذي رِيشٍ |
تضعضع طودا وائل بعد مالك
تَضَعْضَعَ طَوْدَا وَائِلٍ بعد مَالِكٍ – وَأصْبَحَ مِنْهَا مِعطَسُ العزّ أجْدَعا |
فَأينَ أبُو غَسّانَ للجَارِ وَالقِرَى – وَللحَرْبِ إنْ هُزّ القَنَا فَتَزَعْزَعا |
لَقَدْ بانَ لمْ يُسبَقْ بوِتْرٍ، وَلمْ يَدَع – إلى الغَرَضِ الأقصَى من المَجدِ منزَعا |
إذا باهلي تحته حنظلية
إذا باهِليٌّ تَحْتهُ حَنْظَلِيّةٌ – لَهُ وَلَدٌ مِنْها فذاكَ المُذَرَّعُ |
ذِرَاعٌ بها لئمٌ وَأُخْرَى كرِيمَة – وَما يَصْنَعُ الأقْوَامُ فالله أصْنَعُ |
غُلامٌ أتاهُ اللّؤمُ من شَطرِ عَمّهِ – مِسْمَعٌ وَافٍ، وَآخَرُ أجدع |
ولائمتي يوما على ما أتت به
وَلائمَتي يَوْماً عَلى ما أتَتْ بِه – صُرُوفُ اللّيالي وَالخُطوبُ القَوَارِعُ |
فَقُلتُ لهَا: فِيئي إلَيْكِ، وَأقصِري – فأوْمُ الفَتى سَيْفٌ بوَصْلَيْهِ قاطِعُ |
تَلُومُ عَلى أنْ صَبّحَ الذّئْبُ ضَأنَها – فألْوَى بِحْبْشٍ وَهْوَ في الرّعي رَاتعُ |
وَقَدْ مرّ حَوْلٌ بَعْدَ حَوْلٍ وَأشهُر – عَلَيْهِ بِبُؤسٍ وَهوَ ظمآنُ جَائِعُ |
فَلَمّا رَأى الإقْدامَ حَزْماً، وَأنّهُ – أخُو المَوْتِ مَن سُدّتْ عليه المَطالعُ |
أغَارَ عَلى خَوْفٍ وَصَادَفَ غِرّةً – فَلاقَى التي كانَتْ عَليها المطامِعُ |
وَما كُنتُ مِضْياعاً وَلَكِنّ هِمّتي – سِوى الرَّعْيِ مَفطوماً وَإذْ أنا يافِعُ |
أبِيتُ أسُومُ النّفْسَ كُلَّ عَظِيمَةٍ – إذا وَطُؤتْ بالمُكْثِرِينَ المَضَاجِعُ |
ولا تحسبا اني تضعضع جانبي
ولا تَحْسبَا أنّي تَضَعْضَعَ جَانِبي – لفقدِ امرِىءٍ لوْ كانَ غيرِي تضَعضَعا |
بَنيَّ بِأعْلامِ الجَرِيرَةِ صُرّعُوا – وكل امرِىءٍ يَوْماً سيأخذُ مَضْجَعا |
لَعَمرِي لَقَدْ أبقى ليَ الدّهرُ صَخرَة – يُرَادَى بي الباغي وَلمْ أكُ أضْرَعَا |
يا ويح صبيتي الذين تركتهم
يا وَيحَ صِبْيَتيَ الّذِينَ تَرَكْتُهم – لا يُنْضجُونَ مِنَ الهُزالِ كُرَاعَا |
قد كانَ فيّ لَوَ ان دهراً رَدّني – لِبَنيَّ، حَتى يَكْبَرُوا لمَتَاعَا |