بِرَبِّكَ هَل ضَمَمتَ إِلَيكَ لَيلى – قُبَيلَ الصُبحِ أَو قَبَّلتَ فاها |
وَهَل رَفَّت عَلَيكَ قُرونُ لَيلى – رَفيفَ الأُقحُوانَةِ في نَداها |
كَأَنَّ قُرُنفُلاً وَسَحيقَ مِسكٍ – وَصَوبَ الغادِياتِ شَمِلنَ فاها |
لإن نزحت دار بليلى لربما
لَإِن نَزَحَت دارٌ بِلَيلى لَرُبَّما – غَنينا بِخَيرٍ وَالزَمانُ جَميعُ |
وَفي النَفسِ مِن شَوقي إِلَيكِ حَزازَةٌ – وَفي القَلبِ مِن وَجدي عَليكِ صُدوعُ |
أحن إذا رأيت جمال قومي
أَحِنُّ إِذا رَأَيتُ جِمالَ قَومي – وَأَبكي إِن سَمِعتُ لَها حَنينا |
سَقى الغَيثُ المَجيدُ بِلادَ قَومي – وَإِن خَلَتِ الدِيارُ وَإِن بَلينا |
عَلى نَجدٍ وَساكِنِ أَرضِ نَجدٍ – تَحِيّاتٌ يَرُحنَ وَيَغتَدينا |
تعلق روحي روحها قبل خلقنا
تَعَلَّقَ روحي روحَها قَبلَ خَلقِنا – وَمِن بَعدِ أَن كُنّا نِطافاً وَفي المَهدِ |
فَزادَ كَما زِدنا فَأَصبَحَ نامِيا – فَلَيسَ وَإِن مُتنا بِمُنفَصِمِ العَهدِ |
وَلَكِنَّهُ باقٍ عَلى كُلِّ حادثِ – وَزائِرُنا في ظَلمَةِ القَبرِ وَاللَحدِ |
يَكادُ حُباب الماءِ يَخدِشُ جِلدَها – إِذا اِغتَسَلَت بِالماءِ مِن رِقَّةِ الجِلدِ |
وَإِنّي لَمُشتاقٍ إِلى ريحِ جَيبِها – كَما اِشتاقَ إِدريسٌ إِلى جَنَّةِ الخُلدِ |
وَلَو لَبِسَت ثَوباً مِنَ الوَردِ خالِصاً – لَخَدَّشَ مِنها جِلدَها وَرَقُ الوَردِ |
يُثَقِّلُها لُبسُ الحَريرِ لِلينِها – وَتَشكو إِلى جاراتِها ثِقَلَ العِقدِ |
وَأَرحَمُ خَدَّيها إِذا ما لَحَظتُها – حِذاراً لِلَحظي أَن يُؤَثِّرَ في الخَدِّ |
سلاما على من لا يمل كلامه
سَلاماً عَلى مَن لا يُمَلُّ كَلامُهُ – وَإِن عاشَرَتهُ النَفسُ عَصراً إِلى عَصرِ |
فَما الشَمسُ وافَت يَومَ دَجنٍ فَأَشرَقَت – وَلا البَدرُ وافى أَسعُداً لَيلَةَ البَدرِ |
بِأَحسَنَ مِنها أَو تَزيدَ مَلاحَةً – عَلى ذاكَ أَو راءى المُحِبُّ فَما أَدري |
ألا فاسأل الركبان هل سقى الحمى
أَلا فَاِسأَلِ الرُكبانَ هَل سُقِيَ الحِمى – نَدىً فَسَقى اللَهُ الحِمى وَسَقانِيا |
وَأَسأَل مَن لاقَيتُ عَن أُمِّ مالِكٍ – فَهَل يَسأَلانِ الحَيَّ عَن كَيفَ حالِيا |
فَوَدَّعتُهُم عِندَ التَفَرُّقِ ضاحِكاً – إِلَيها وَلَم أَعلَم بِأَن لا تَلاقِيا |
وَلَو كُنتُ أَدري أَنَّهُ آخِرُ اللُقا – بَكَيتُ فَأَبكَيتُ الحَبيبَ المُوافِيا |
هُوَ الحُبُّ لا تَخفي سَواكِنُ جِدَّهُ – وَكَيفَ وَيُبدي الدَمعُ ما كانَ خافِيا |
يَقولونَ لَيلى عِلجَةٌ نَبَطِيَّةٌ – وَقَد حَبَّبَت لَيلى إِلَيَّ المَوالِيا |
أَحَبُّ المَوالي إِن سَكَنتِ دِيارَهُم – وَما لِلمَوالي مِنكِ شَيءٌ وَلا لِيا |
فَيا رَبِّ إِن صَيَّرتَ لَيلى ضَجيعَتي – أُطيلُ صِيامي دائِماً وَصَلاتِيا |
بَني عَمِّ لَيلى لَو شَكَوتُ بَليَّتي – إِلى راهِبٍ في دَيرِهِ لَرَثى لِيا |
إِذا ما تَداعى في الأَنينِ حَبائِبٌ – دَعوتُكِ لَيلى أَن تُجيبي دُعائِيا |
فَلا نَفَعَ اللَهُ الطَبيبَ بِطِبِّهِ – وَلا أَرشَدَ اللَهُ الحَكيمَ المُداوِيا |
أَتَيتُ أَبا لَيلى بِصَحبي وَنِسوَتي – وَجَمَّعتُ جَمعاً مِن رِجالِ بِلادِيا |
بِأَن يَتَخَلّى عَن قَساوَةِ قَلبِهِ – فَزادَ فِظاظاً ثُمَّ رامَ هَلاكِيا |
أَلا قُل لَهُم ما قَد تَرى مِن صَبابَتي – وَمِن أَدمُعِ تَنهَلُّ مِنّي تَوالِيا |
وَمِن أَجلِها أَحبَبتُ مَن لا يَحُبُّني – وَمَن لا يَزالُ الدَهرُ فيها مُعادِيا |
وَمِن أَجلِها صاحَبتُ قَوماً تَعَصَّبوا – عَلَيَّ وَلَم يَرعُوا حُقوقَ جَوارِيا |