عَسَى أسدٌ أنْ يُطْلِقَ الله لي بِهِ – شَبَا حَلَقٍ مُستَحكِمٍ فوْقَ أسوْقي |
وَكَمْ يا ابن عَبد الله عَني من العُرَى – حَلَلْتَ وَمِنْ قَيْدٍ بساقيّ مُغْلَقِ |
فَلَمْ يَبْقَ مني غَيْرَ أنّ حُشَاشَةً – مَتى ما أُذَكَّرْ ما بساقيّ أفْرَقِ |
أسَدَّ لَكُمْ شُكْراً وَخَيرَ مَوَدّةٍ – إذا ماالتَقَتْ رُكبانُ غَرْبٍ ومشرقِ |
فإنّ لِعَبْدِ الله وابْنَيْهِ مَادِحاً – كَريماً فَما يُثْنِ عَلَيْهِمْ يُصَدَّقِ |
مِنَ المُحْرِزِينَ السّبْقَ يَوْمَ رِهَانِهِ – سَبُوقٍ إلى الغايات غَيرَ مُسَبَّقِ |
همُ أهلُ بيتِ المجدِ حيثُ ارْتقتْ بهمْ – بَجِيلَةُ فوْقَ النّاسِ من كخلّ مُرْتَقِ |
مَصَاليتُ حَقّانُونَ للدّمِ، وَالّتي – يَضِيقُ بهَا ذَرْعاً يَدُ المُتَدَفِّقِ |
وَمَنْ يَكُ لمْ يُدرِكْ بحَيثُ تَناوَلَتْ – بَجِيلَةُ مِنْ أحسابها حَيْثُ تَلتَقي |
بَجِيلَةُ عنْدَ الشّمسِ أوْ هي فَوْقَها – وإذْ هيَ كالشّمسِ المُضِيئَةِ، يُطرِقِ |
لَئِنْ أسَدٌ حَلّتْ قُيُودِي يَمِينُهُ – لَقَدْ بَلَغَتْ نَفْسي مكانَ المُخَنَّقِ |
بهِ طَامَن الله الّذِي كَانَ نَاشِزاً – وَأرْخَى خِناقاً عن يَديْ كلّ مُرْهَقِ |
نَوَاصٍ مِنَ الأيْدِي إذا ما تَقَلّدَتْ – يَشِيبُ لِا مِنْ هَوْلها كُلُّ مَفْرَقِ |
أرى أسَداً تُسْتَهْزَمُ الخَيْلُ باسْمِهِ – إذا لحِقَتْ بِالعَارِضِ المُتَألِّقِ |
إذا فَمُ كَبْشِ القَوْمِ كانَ كَأنّهُ – لَهُ فَمُ كَلاّحٍ منَ الرّوْعِ أرْوَقِ |
كم للملاءة من طيف يؤرقني
كَمْ للمُلاءَةِ مِنْ طَيْفٍ يُؤرّقُني – وَقَد تجَرْثمَ هادي اللّيلِ وَاعتكَرَا |
وَقَدْ أُكَلِّفُ هَمّي كُلَّ نَاجِيَةٍ – قَد غادَرَ النّصُّ في أبصَارِها سَدَرَا |
كَأنّهَا بَعْدَمَا انْضَمّتْ ثَمائِلُها – برَأسِ بَيْنَةَ فَرْدٌ أخْطَأ البَقَرَا |
حَتى تُنَاخَ إلى جَزْلٍ مَوَاهِبُهُ – مَا زَالَ مِن رَاحَتَيهِ الخيرُ مُبتَدَرَا |
قَرْم يُبَارى شَماطيطُ الرّيَاحِ بِهِ – حَتى تَقَطّعَ أنْفَاساً وَمَا فَتَرَا |
وَمَا بجُودِ أبي الأشْبَالِ من شَبَهٍ – إلاّ السّحَابُ وَإلاّ البَحرُ إذ زَخَرَا |
كِلْتا يَدَيْهِ يَمينٌ غَيرُ مُخْلِفَةٍ – تُزْجي المَنَايَا وَتَسقي المُجدبَ المطرَا |
إني لأبغض سعدا أن أجاوره
إني لأُبْغض’ سَعْداً أنْ أُجَاورَهُ – ولا أُحِبّ بَني عَمْرِو بنِ يَرْبُوعِ |
قَوْمٌ إذا حارَبوا لمْ يَخشَهُمْ أحَدٌ – وَالجارُ فيهِمْ ذَليلٌ غَيرُ مَمْنُوعِ |
شربت ونادمت الملوك فلم أجد
شرِبتُ وَنادَمتُ المُلُوكَ فَلَمْ أجِدْ – عَلى الكأسِ نَدْماناً لها مثلَ دَيْكَلِ |
أقَلَّ مِكاساً في جَزْورٍ سَمِينَةٍ – وَأسْرَعَ إنْضاجاً وَإنْزَالَ مِرْجَلِ |
فتى كرمٍ يهْتَزّ للمَجْدِ لا ترَى – ندامَاهُ إلاّ كُلَّ خَرْقٍ مُعَذَّلِ |
عَشِيّةَ نَسّيْنَا قَبِيصَةَ نَعْلَهُ – فَبَاتَ الفتى القَيْسيُّ غَيرَ مُنَعَّل |
عجبت لأقوام تميم أبوهم
عَجِبْتُ لأقْوَامٍ، تَمِيمٌ أبُوهُمُ – وَهُمْ في بني سَعدٍ عِرَاضُ المَبارِكِ |
وَكَانُوا سَرَاةَ الحَيّ قَبْلَ مَسِيرِهم – معَ الأُسْدِ مُصْفَرّاً لحاها، وَمالِكِ |
وَنَحْنُ نَفَيْنَا مَالِكاً عَنْ بِلادِنَا – وَنَحْنُ فَقَأنَا عَيْنَهُ بِالنّيازِكِ |
فَما ظَنُّكُمْ بابنِ الحَوَارِيّ مُصْعَبٍ – إذا افْتَرّ عَنْ أنْيَابِهِ غَيْرَ ضاحِكِ |
أبا حاضِرٍ إنْ يَحضُرِ البأسُ تَلقَني – على سَابحِ إبْزِيمُهُ بِالسّنابِكِ |
ستبلغ مدحة غراء عني
سَتَبْلُغُ مِدْحَةٌ غَرّاءُ عَنّي – بَبطنِ العِرْضِ سُفيانَ بن عمرِو |
كَرِيمَ هَوَازِنٍ وَأمِيرَ قَوْمي – وَسَبْقاً بالمَكارِم كُلَّ مُجْرِ |
فَلَسْتَ بِوَاجِدٍ قَوْماً إذا مَا – أجادُوا للوَفَاءِ كَأهْلِ حَجْرِ |
هُمُ الأثْرَوْنَ وَالأعْلَوْنَ لَمّا – تَأمّرَتِ القَبَائِلُ كُلَّ أمْرِ |
أبَوْا أنْ يَغْدِرُوا وَأبَى أبُوهُمْ – حَنِيفَةُ أنْ يُوَازَنَ يَوْمَ فَخْرِ |
وَمَا تَدْعُو حَنِيفَةُ حِينَ تَلْقَى – إذا احْمَرّ الجِلادُ بِآلِ بَكْرِ |
ولَكِنْ يَنْتَمُونَ إلى أبِيهِمْ – حَنِيفَةَ، يَوْمَ مَلْحَمَةٍ وَصَبرِ |
وَلَوْ بِأُباضَ إذْ لاقَوْا جِلاداً – بأيْدي مِثْلِهِمْ وَسُيُوفُ كُفْرِ |
لَذادُوا عَنْ حَرِيمِهِمِ بضَرْبٍ – كَأفْوَاهِ الأوَارِكِ، أيَّ هَبْرِ |
ولَكِنْ جالَدُوا مَلَكاً كِرَاماً – هُمُ فَضّوا القَبَائِلَ يَوْمَ بَدْرِ |