وأنت التي كلفتني دلج السرى

وَأَنتِ الَّتي كَلَّفتِني دَلَجَ السُرى – وَجونُ القَطا بِالجِلهَتَينِ جُثومُ
وَأَنتِ الَّتي قَطَّعتِ قَلبي حَزازَةً – وَرَقرَقتِ دَمعَ العَينِ فَهيَ سَجُومُ
وَأَنتِ الَّتي أَغضَبتِ قَومي فَكُلُّهُم – بَعيدُ الرِضى داني الصُدودِ كَظيمُ
وَأَنتِ الَّتي أَخلَفتِني ما وَعَدتِني – وَأَشمَتِّ بي مَن كانَ فيكِ يَلومُ
وَأَبرَزتِني لِلناسِ ثُمَّ تَرَكتِني – لَهُم غَرَضاً أُرمى وَأَنتِ سَليمُ
فَلَو أَنَّ قَولاً يَكلِمُ الجِسمَ قَد بَدا – بِجِسمِيَ مِن قَولِ الوُشاةِ كُلومُ
قصيدة قيس بن الملوح مجنون ليلى

أحن إلى ليلى وأحسب أنني

أَحِنُّ إِلى لَيلى وَأَحسَبُ أَنَّني – كَريمٌ عَلى لَيلى وَغَيري كَريمُها
فَأَصبَحتُ قَد أَزمَعتُ تَركاً لِبَيتِها – وَفي النَفسِ مِن لَيلى قَذىً لا يَريمُها
لَئِن آثَرَت بِالوُدِّ أَهلَ بِلادِها – عَلى نازِحٍ مِن أَرضِها لا نَلومُها
وَما يَستَوي مَن لا يُرى غَيرَ لَمَّةٍ – وَمَن هُوَ ثاوٍ عِندَها لا يَريمُها
أبيات مجنون ليلى

الحب أول ما يكون لحاجة

الحُبُّ أَوَّلُ ما يَكونُ لِحاجَةٌ – تَأتي بِهِ وَتَسوقُهُ الأَقدارُ
حَتّى إِذا اِقتَحمَ الفَتى لُجَجَ الهَوى – جاءَت أُمورٌ لا تُطاقُ كِبارُ
أبيات قصيرة لمجنون ليلى

مليحة أطلال العشيات لو بدت

مَليحَةُ أَطلالِ العَشِيّاتِ لَو بَدَت – لِوَحشٍ شَرودٍ لَاِطمَأَنَّت قُلوبُها
أَهابُكِ إِجلالاً وَما بِكِ قُدرَةٌ – عَلَيَّ وَلَكِن مِلءُ عَينٍ حَبيبُها
أبيات مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح

دعي الذين هم البخال وانطلقي

دَعي الذينَ هُمُ البُخّالُ وَانطَلِقي – إلى كَثِيرٍ، فَتى الجُودِ ابنِ سَيّارِ
إلى الّذي يَفْضُلُ الفِتْيَانَ نَائِلُهُ – يَدَاهُ مِثْلُ خَليجَيْ دِجلةَ الجارِي
إنّا وَجَدْنَا كَثِيراً يَقْدَحُونَ لَهُ – بخَيرِ عُودٍ عَتِيق، زَنْدُهُ وَارِي
إنّ كَثِيراً كَثِيرٌ فَضْلُ نَائِلِهِ – مُرْتَفَعٌ، في تَمِيمٍ، مُوقَدَ النّارِ
المَالىءُ الجَفْنَةَ الشِّيزَى إذا سَغبُوا – وَالطّاعِنُ الكَبْشَ وَالمَنّاعُ للجَارِ
إذا السّمَاءُ غَدَتْ أرْوَاحُ قِطْقِطِها – كَأنّهُ كُرْسُفٌ يُرْمَى بِأوْتَارِ
تَرَى المَرَاضِيعَ بِالأوْلادِ تَحْمِلُها – إلى كَثِيرٍ عَلى عُسْرٍ وَأيْسَارِ
الحَامِلُ الثّقْلَ قَدْ أعْيَاهُ حَامِلُهُ – وَالمُوقِدُ النّارَ للمُسْتَنْبِحِ السّارِي
وَالعابِطُ الكُومَ للأضْيَافِ إذْ نَزَلُوا – في يَوْمِ صِرٍّ مِنَ الصُّرَّادِ هرّارِ
قصيدة الفرزدق

إليك سبقت ابني فزارة بعدما

إلَيْكَ سَبَقتُ ابْنَيْ فَزَارَةَ بَعدَما – أرَادَ ثَوَايَ في حِلاقِ الأداهِمِ
فَقُلْتُ: ألَيْسَ الله قَبْلَكُمَا الذي – كَفَاني زِياداً ذا العُرَى وَالشّكائِمِ
سَبَقْتُ إلى مَرْوَانَ حَتى أتَيْتُهُ – بِساقَيّ سَعْياً مِنْ حِذارِ الجَرائِمِ
فكُنْتُ كَأنّي، إذْ أنَخْتُ فِنَاءَهُ – على الهَضْبَةِ الخَلْقَاءِ ذاتِ المَخازِمِ
تَزعلُّ مِنْ الأرْوَى، إذا ما تَصَعّدَتْ – إلَيهَا لتَلْقَاها، ظُلُوفُ القَوائِمِ
بهَا تَمْنَعُ البَيْضَ الأُنُوقُ وَدُونَها – نَفانِفُ لَيْسَتْ تُرْتَقى بالسّلالمِ
وَجَدْتُ لكَ البَطْحَاءَ لمّا تَوَارَثَتْ – قُرَيْشٌ تُرَاثَ الأطْيَبِينَ الأكَارِمِ
وَإنّ لَكُمْ عِيصاً ألفَّ غُصُونُهُ – لَهُ ظِلُّ بَيْتَيْ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
لكَمْ لَكَ مِنْ سَاقٍ وَدَلْوٍ سَجيلةٍ – إلَيكَ لها الحوماتُ ذاتُ القَمَاقِمِ
فَلَوْ كانَ مِنْ أوْلادِ دارِمَ مَلأكٌ – حَمَلتْ جَناحَي مَلأكٍ غَيرَ سَائِمِ
ابيات شعر الفرزدق