ألا إنّما أوْدَى شَبابيَ، وَانْقَضَى – على مَرّ لَيْلٍ دائِبٍ وَنَهَارِ |
يُعيِدَانِ لي مَا أمْضَيَا، وَهُمَا مَعاً – طَرِيدانِ لا يَسْتَلْهِيَانِ قَرَارِي |
لقد كدتُ أقضِي ما اعتَلَقْتُ من الصَّبَا – عَلائِقَهُ، إلاّ حِبَالَ نَوَارِ |
إذا السّنَةُ الشّهْبَاءُ حَلّتْ عُكُومَها – ضَرَبْنا عَلَيْهَا أُمَّ كُلِّ حُوَارِ |
بكرت علي نوار تنتف لحيتي
بَكَرَتْ عَلَيّ نَوَارُ تَنْتِفُ لِحْيَتي – نَتْفَ الجَعِيدَةِ لحيَةَ الخُشْخاشِ |
كِلْتَاهُمَا أسَدٌ، إذا حَرّبْتَهَا – وَرِضَاهُما وَأبِيكَ خَيرُ مَعاشِ |
إن الذين استحلوا كل فاحشة
إنّ الّذِينَ استَحلُّوا كلَّ فاحِشَةٍ – مِنَ المَحَارِم بَعدَ النُّقضِ للذّمَمِ |
قَوْمٌ أتَوْا من سِجستانٍ على عَجَلٍ – مُنَافِقُونَ بِلا حِل وَلا حَرَمِ |
ما كانَ فيهِمْ وَقد حُمّتْ أمُورُهمُ – مَنْ يُستَجارُ على الإسلامِ وَالحُرَمِ |
يَستَفتحُونَ بمَنْ لمْ تَسْمُ سُورَتُهُ – بَينَ الطّوالِعِ بالأيْدي إلى الكَرَمِ |
أرى الموت لايبقي على ذي جلادة
أرَى المَوْتَ لا يُبقي على ذي جَلادَةٍ – وَلا غَيْرَةٍ، إلاّ دَنَا لَهُ مُرْصِدَا |
أمَا تُصْلِحُ الدّنْيَا لَنا بَعْض لَيْلَةٍ – مِنَ الدّهْرِ إلاّ عَادَ شَيْءٌ فَأفَسدَا |
وَمَنْ حَمَلَ الخَيلَ العتاقَ على الوَجا – تُقادُ إلى الأعداءِ مَثْنىً وَمَوْحَدَا |
لَعَمرُكَ ما أنسَى ابن أحوَزَ ما جرَتْ – رِيَاحٌ، وَمَا فَاءَ الحَمَامُ وَغَرّدَا |
لَقَدْ أدْرَك الأوْتَارَ إذْ حَميَ الوَغى – بِأزْدِ عُمانَ، إذْ أبَاحَ وَأشْهَدَا |
إذا مالك ألقى العمامة فاحذروا
إذا مالكٌ ألقَى العِمَامَةَ فاحْذَرُوا – بَوَادِرَ كَفَّيْ مَالِكٍ حِينَ يَغْضَبُ |
فَإنّهُمَا إنْ يَظْلِمَاكَ، فَفِيهِمَا – نَكالٌ لِعُرْيانِ العَذابِ عَصَبْصَبُ |
أرى ذلك القرب صار ازورارا
أَرى ذَلِكَ القُربَ صارَ ازوِرارا – وَصارَ طَويلُ السَلامِ اختِصارا |
تَرَكتَني اليَومَ في خَجلَةٍ – أَموتُ مِرارًا وَأَحيا مِرارا |
أُسارِقُكَ اللَحظَ مُستَحيِيًا – وَأَزجُرُ في الخَيلِ مُهري سِرارا |
وَأَعلَمُ أَنّي إِذا ما اعتَذَرتُ – إِلَيكَ أَرادَ اعتِذاري اعتِذارا |
وَلَكِن حَمى الشِعرَ إِلّا القَليلَ – هَمٌّ حَمى النَومَ إِلّا غِرارا |
كَفَرتُ مَكارِمَكَ الباهِراتِ – إِن كانَ ذَلِكَ مِنّي اختِيارا |
وَما أَنا أَسقَمتُ جِسمي بِهِ – وَما أَنا أَضرَمتُ في القَلبِ نارا |
فَلا تُلزِمَنّي ذُنوبَ الزَمانِ – إِلَيَّ أَساءَ وَإِيّايَ ضارا |
وَعِندي لَكَ الشُرُدُ السائِراتُ – لا يَختَصِصنَ مِنَ الأَرضِ دارا |
قَوافٍ إِذا سِرنَ عَن مِقوَلي – وَثَبنَ الجِبالَ وَخُضنَ البِحارا |
وَلي فيكَ ما لَم يَقُل قائِلٌ – وَما لَم يَسِر قَمَرٌ حَيثُ سارا |
فَلَو خُلِقَ الناسُ مِن دَهرِهِمْ – لَكانوا الظَلامَ وَكُنتَ النَهارا |
أَشَدُّهُمُ في النَدى هِزَّةً – وَأَبدُهُمْ في عَدُوٍّ مُغارا |
سَما بِكَ هَمِّيَ فَوقَ الهُمومِ – فَلَستُ أَعُدُّ يَسارًا يَسارا |
وَمَن كُنتَ بَحرًا لَهُ يا عَلِييُ – لَم يَقبَلِ الدُرَّ إِلّا كِبارا |