يا من يبحث عن العز في مزبلةٍ | هل تظن أن السؤدد يؤتى من السفلِ |
كن لنفسك في قمة العز ترتجى | فإن السِنام هو خير ما في الابلِ |
ولا تكلم جاهلا في هوة يقطنها | فالسفيه لا يهمه تركيب الجُملِ |
خير الكلام فرحة تدخلها على | مسلمٍ هو دائما في الهموم مشتغلِ |
وكن لناس معوانا على طمع | في جنة الخلد تأتى على مهلِ |
لصوص الشعر
وَقَدْ يَسْطُو عَلَى الأَشْعارِ لِصُّ | إِذا أَغْـــواهُ بِــالإِعْجابِ نَــصٌُ |
فَــيَــنْــحَلُهُ وَيَــنْــسُبُهُ سَــرِيــعاً | كَــأَنَّ الــشِّعْرَ مَــغْنَمَةٌ وَقَــنْصُ |
وَيَــفْعَلُ ذاكَ مُــخْتَتِلٌ مَرِيضٌ | تَــهيجُ بــنَفْسِهِ عُــقَدٌ وَ نَــقْصُ |
فــلَمْ يُــتْقِنْ مِنَ الأَشْعارِ بَحْرًا | وَكُــلُّ كَــلامِهِ خَــرْطٌ وخَبْصُ |
فَـــإِنَّ الــشِّــعْرَ مَــوْهِبَةٌ وَفَــنٌّ | كَــلَامٌ قَــيِّمٌ مَــا فِــيهِ رُخْــصٌ |
وَبَــحْرُ الــشِّعْرِ لُــجِّيٌّ عَــميق | وَإِنَّ الــشِّعْرَ إِبْــحارٌ وَغَــوْصٌ |
وَباتَ اللِّصُّ أَهْلَ الدَّارِ يَشْكُو | وَيَــبْدُرُ مِــنْهُ إِصْرارٌ وَحِرْصُ |
فَــكَمْ قَدَحَ الْعَواهِرُ فِي عَفِيفٍ | وَعابَ على بَهِيِّ الوَجْهِ بُرْصُ |
لِــنَلْفِظْ، كُــلَّ مُــخْتَلِسٍ دَعِــيٍّ | يُــخالِجُ فِــكْرَهُ هَوَسٌ وَرَعْصُ |
إِذا عَــصَفَتْ رِياحُ الْحَقِّ يَوْماً | فَلَنْ يقوى على الأَرْياحِ دِعْصُ |
رِداءُ الــشِّعْرِ لَــنْ يَــبْقى نَقِيًّا | إِذا مـــا مَــسَّهُ دَرَنٌ وَعَــفْصُ |
كف العويل
كف العويل فلا نفعاً به التحقا |
ولم يكن فيه الا الرزء ملتصقا |
كف الشكاية والمشكو لهم حجراً |
إن تشكوَّنَّ له جيلاً لما نطقا |
كف العويل وعد لله ملتجئاً |
والله يفتح ابواباً لمن طرقا |
لو كان همك طوداً فهو ليس سوى |
انصاف خردلةٍ بين الرحى سُحِقا |
عودا حبيبيّ مهما كان ذنبكما |
تلقوا على بابه أن لاتَ حين شِقا |
ما كلف الله نفساً فوق طاقتها |
الا لمن كان عبداً عاصياً أبقا |
عودا حبيبيّ فالأبواب مشرعةٌ |
عودا حبيبيّ باب الله ما غلقا |
بكاء الوجود
نَاحَ رُزْءَ الحُسَيْنِ كُلُّ البَرَايَا |
مُنْذُ بِدْءِ الوُجُودِ حَتَّى المَنَايَا |
فِي رُبَى الطَّفِّ إِذْ تَهَاوَى صَرِيعًا |
ظَامِئًا حَلَّ السَّهْمُ بَيْنَ الطَّوَايَا |
قَطَّعَتْهُ الشِّفَارُ وَ السُّمْرُ إِرْبًا |
كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ جَرَى الدَّمُ آيَا |
عَارِجًا لِلسَّمَاءِ كَفًّا فَأَمْسَتْ |
حُمْرَةُ الأُفْقِ لِلجِرَاحِ مَرَايَا |
ثُمَّ جَالَتْ عَلَيهِ عَشْرُ خُيُولٍ |
رَضْرَضَتْ مِنْهُ ظَهْرَهُ وَ الحَنَايَا |
خَطْبُهُ جَلَّ عَنْ نُعُوتٍ وَ شَرْحٍ |
لَمْ يَرَ الدَّهْرُ مِثْلَهُ فِي الرَّزَايَا |
فِي قَلُوبِ الوَرَى لَهُ جَمْرَةٌ لَا |
تَنْطَفِي قَدْ تَضَمَّنَتْهَا الثَّنَايَا |
حُجَّةَ اللهِ مَا عَلَى البُعْدِ صَبْرٌ |
صَرْخَةُ الرُّوحِ خُذْ بِثَأرِ الظَّمَايَا |
وَ اَمْلَأْ الأَرْضَ صَاحِبَ الأَمْرِ عَدْلًا |
كَثُرَ الجَورُ سَيِّدِي وَ الضَّحَايَا |
ربيع قلب عربي
رَبِيعُ قَلْبِي فِي هَوَاكَ تَأَثَّرَا | دَاسَ الْعُرُوبَةَ وَالْكَرَامَةَ فِي الثَّرَى |
حَاوَرْتُهُ فِي مَجْلِسٍ لَمْ يَنْتَهِ | فِيهِ الْقَرَارُ بِأَنَّنَا لَنْ نَثْأَرَا |
وَدَعْتُهُ قَبْلَ الْوَدَاعِ لِأَنَّنِي | زَرْعٌ حَدِيثٌ فِي حُقُولٍ مُثْمِرَه |
عَرُوبَتِي ظَلَّتْ صَمِيمَ هُوِيَّتِي | حَتَّى تَشَابَكَ غَرْبَهُ وَاسْتَعْمَرَا |
حَاوَلْتُ أَوْقِفُ زَحْفَهُ فِي بَلْدَتِي | لكنّنَي إسْتسلمتُ لي أمر القضاءْ |
سَرْعَانَ مَا ساد الْغَرِيبُ بدارنا | في زِيِّ شَخْصٍ بِالْعَرُوبَةِ أَسْمَرَا |
ثُمَّ اسْتَبَاحَ الْحُبَّ فِينَا شَخْصُهُ | كَيْ لَا يُرَاقَ الدَّمُ فِينَا أَنْهُرا |
هَذَا رَبِيعُ الْقَلْبِ يَشْكُو جَاهِلًا | أَنْ كَانَ يَمْشِي لِلْأَمَامِ أَمْ الوَرَاء؟ |
هَذا رَبِيعُ الْقَلْبِ تَعْرِفُ جُرْحَهُ | هَلْ بَاعَ قَلْبًا لَا يُبَاعُ وَيُشْتَرَى؟ |
لا الكلام
لا الكـــلام يـعيـد ما انبـتا ✦ ولا الوصـال يـعـيد ما إنفصـما |
ولكن الحديث عن الجرح متصل ✦ فلا الحـديث يحـدث الوصلا |
النار في القلب شديدة ملتهبه ✦ والجـرح مثقوب وما إلتأما |
والـهـم فـي النفـس مكـفـورٌ ✦ فما للنفس من نفورٍ ولا. هـربا |
ياليت الرحيل كان بي رفقيقاً ✦ فرفقاً بالفؤاد يا من رحلا |
فما للغياب من فرح ولا ألمَ ✦ وما للقرب أن يسعد من إكتئبا |
وعند مغيب الشمس أتقولُ ✦ غداً تطلع الشمس ويعم الفرحا |
وانا في إنتظر الغدي علي جمرة ✦ تحرق الوجدان وتحرق القدما |
فمـا أتـي الصـبـح ومـا بـدا ✦ للشمس من طـلـوعٍ ومـا دنـا |
أصبحت أعما بعينٍ مبصيرة ✦ وصـرت اصـماً بـفاهٍ ابلـغـا |
مضيت انت ولم تعد في القلب ✦ أيهـوي القلب مـن أتـه بالأذا |
وكل حين يأتي مبتسماً كانه ✦ لم يقترف في حقي الجرائما |
والـلـه لو اتـاني معتذراً لـمـا ✦ قبلت حـتي ينكسر مـنه ما بقيا |
ولما نطقـت بهذا القـسـمي ✦ قـال الفؤاد اترد من إعـتذرا |
وردا العـقـل مـوبـخـاً اياه ✦ أتـعود لـمـن تعــهـد ومــا وفّا |
قال القلب إن وفا او لم يفي ✦ إن نبـضـي من الجفاء توفي |
دعـنـي أعــود إليـــه لعــــله ✦ يـعـلم انــي بالـقـــاء أحـيا |
حيرة بين القلب والعقلي ✦ أأسمع الفؤاد ام اسمع العقلا |
وإذ بي لـلـقـلب مـسـتمعٌ ✦ فـمـا زادنــي إلا حــزناً وهمـا |
وكيف يكون الخيار في أمر ✦ اجمع القلب علية والعقل اختلفا |
يا جنازه المحبين شيعوا ✦ فـإن هنـاك محباً بالشوق قتلا |
والقاتل اعـز النــاس لديه ✦ فحفرو له قبراً او اتركه بفلا |