| في جبالِ الهمومِ أنْبتُّ أغصاني – فَرَفتْ بين الصخور بِجُهْدِ |
| وتَغَشَّانيَ الضَبابُ فأورقتُ – وأزْهَرتُ للعَواصفِ وَحْدي |
| وتمايلتُ في الظَّلامِ وعَطّرتُ – فَضاءَ الأسى بأنفاسِ وَردي |
| وبمجدِ الحياةِ والشوقِ غنَّيْتُ – فلم تفهمِ الأعاصيرُ قَصْدي |
| ورَمَتْ للوهادِ أفنانيَ الخضْرَ – وظلّتْ في الثَّلْجِ تحفر لَحْدي |
| ومَضتْ بالشَّذى فَقُلتُ ستبني – في مروجِ السَّماءِ بالعِطر مَجْدي |
| وتَغَزلْتُ بالرَّبيعِ وبالفجرِ – فماذا ستفعلُ الرّيحُ بعدي |
نمى يا بابلي إليك شوقي
| نَمى يا بابِلِيُّ إِلَيكَ شَوقي – وَعَيني لازَمَت سَكبَ الدُموعِ |
| وَلَو أَنّي تَرَكتُ سَراحَ قَلبي – لَطارَ إِلَيكَ مِن قَفَصِ الضُلوعِ |
أيها القائمون بالأمر فينا
| أَيُّها القائِمونَ بِالأَمرِ فينا – هَل نَسَيتُم وَلاءَنا وَالوِدادا |
| خَفِّضوا جَيشَكُم وَناموا هَنيئا – وَاِبتَغوا صَيدَكُم وَجوبوا البِلادا |
| وَإِذا أَعوَزَتكُمُ ذاتُ طَوقٍ – بَينَ تِلكَ الرُبا فَصيدوا العِبادا |
| إِنَّما نَحنُ وَالحَمامُ سَواءٌ – لَم تُغادِر أَطواقُنا الأَجيادا |
| لا تَظُنّوا بِنا العُقوقَ وَلَكِن – أَرشِدونا إِذا ضَلِلنا الرَشادا |
| لا تُقيدوا مِن أُمَّةٍ بِقَتيلٍ – صادَتِ الشَمسُ نَفسَهُ حينَ صادا |
| جاءَ جُهّالُنا بِأَمرٍ وَجِئتُم – ضِعفَ ضِعفَيهِ قَسوَةً وَاِشتِدادا |
| أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنِنتُم بِعَفوٍ – أَقِصاصاً أَرَدتُمُ أَم كِيادا |
| أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنَنتُم بِعَفوٍ – أَنُفوساً أَصَبتُمُ أَم جَمادا |
| لَيتَ شِعري أَتِلكَ مَحكَمَةُ التَفتيشِ – عادَت أَم عَهدُ نيرونَ عادا |
| كَيفَ يَحلو مِنَ القَوِيِّ التَشَفّي – مِن ضَعيفٍ أَلقى إِلَيهِ القِيادا |
| إِنَّها مُثلَةٌ تَشُفُّ عَن الغَيظِ – وَلَسنا لِغَيظِكُم أَندادا |
| أَكرِمونا بِأَرضِنا حَيثُ كُنتُم – إِنَّما يُكرِمُ الجَوادُ الجَوادا |
| إِنَّ عِشرينَ حِجَّةً بَعدَ خَمسٍ – عَلَّمَتنا السُكونَ مَهما تَمادى |
| أُمَّةُ النيلِ أَكبَرَت أَن تُعادي – مَن رَماها وَأَشفَقَت أَن تُعادى |
| لَيسَ فيها إِلّا كَلامٌ وَإِلّا – حَسرَةٌ بَعدَ حَسرَةٍ تَتَهادى |
| أَيُّها المُدَّعي العُمومِيُّ مَهلاً – بَعضَ هَذا فَقَد بَلَغتَ المُرادا |
| قَد ضَمِنّا لَكَ القَضاءَ بِمِصرٍ – وَضَمِنّا لِنَجلِكَ الإِسعادا |
| فَإِذا ما جَلَستَ لِلحُكمِ فَاِذكُر – عَهدَ مِصرٍ فَقَد شَفَيتَ الفُؤادا |
| لا جَرى النيلُ في نَواحيكِ يا مِصرُ – وَلا جادَكِ الحَيا حَيثُ جادا |
| أَنتِ أَنبَتِّ ذَلِكَ النَبتَ يا مِصرُ – فَأَضحى عَلَيكِ شَوكاً قَتادا |
| أَنتِ أَنبَتِّ ناعِقاً قامَ بِالأَمسِ – فَأَدمى القُلوبَ وَالأَكبادا |
| إيهِ يا مِدرَةَ القَضاءِ وَيا مَن – سادَ في غَفلَةِ الزَمانِ وَشادا |
| أَنتَ جَلّادُنا فَلا تَنسَ أَنّا – قَد لَبِسنا عَلى يَدَيكَ الحِدادا |
أعيدوا مجدنا دنيا و دينا
| أَعيدوا مَجدَنا دُنيا وَدينا – وَذودوا عَن تُراثِ المُسلِمينا |
| فَمَن يَعنو لِغَيرِ اللَهِ فينا – وَنَحنُ بَنو الغُزاةِ الفاتِحينا |
| مَلَكنا الأَمرَ فَوقَ الأَرضِ دَهراً – وَخَلَّدنا عَلى الأَيّامِ ذِكرى |
| أَتى عُمَرٌ فَأَنسى عَدلَ كِسرى – كَذَلِكَ كانَ عَهدُ الراشِدينا |
| جَبَينا السُحبَ في عَهدِ الرَشيدِ – وَباتَ الناسُ في عَيشٍ رَغيدِ |
| وَطَوَّقَتِ العَوارِفُ كُلَّ جيدِ – وَكانَ شِعارُنا رِفقاً وَلينا |
| سَلوا بَغدادَ وَالإِسلامَ دينُ – أَكانَ لَها عَلى الدُنيا قَرينُ |
| رِجالٌ لِلحَوادِثِ لا تَلينُ – وَعِلمٌ أَيَّدَ الفَتحَ المُبينا |
| فَلَسنا مِنهُمُ وَالشَرقُ عانى – إِذا لَم نَكفِهِ عَنَتَ الزَمانِ |
| وَنَرفَعُهُ إِلى أَعلى مَكانٍ – كَما رَفَعوهُ أَو نَلقى المَنونا |
قصرت عليك العمر وهو قصير
| قَصَرتُ عَلَيكَ العُمرَ وَهوَ قَصيرُ – وَغالَبتُ فيكَ الشَوقَ وَهوَ قَديرُ |
| وَأَنشَأتُ في صَدري لِحُسنِكَ دَولَةً – لَها الحُبُّ جُندٌ وَالوَلاءُ سَفيرُ |
| فُؤادي لَها عَرشٌ وَأَنتَ مَليكُهُ – وَدونَكَ مِن تِلكَ الضُلوعِ سُتورُ |
| وَما اِنتَقَضَت يَوماً عَلَيكَ جَوانِحي – وَلا حَلَّ في قَلبي سِواكَ أَميرُ |
| كَتَمتُ فَقالوا شاعِرٌ يُنكِرُ الهَوى – وَهَل غَيرُ صَدري بِالغَرامِ خَبيرُ |
| وَلَو شِئتُ أَذهَلتُ النُجومَ عَنِ السُرى – وَعَطَّلتُ أَفلاكاً بِهِنَّ تَدورُ |
| وَأَشعَلتُ جِلدَ اللَيلِ مِنّي بِزَفرَةٍ – غَرامِيَّةٍ مِنها الشَرارُ يَطيرُ |
| وَلَكِنَّني أَخفَيتُ ما بي وَإِنَّما – لِكُلِّ غَرامٍ عاذِلٌ وَعَذيرُ |
| أَرى الحُبَّ ذُلّاً وَالشِكايَةَ ذِلَّةً – وَإِنّي بِسَترِ الذِلَّتَينِ جَديرُ |
| وَلي في الهَوى شِعرانِ شِعرٌ أُذيعُهُ – وَآخَرُ في طَيِّ الفُؤادِ سَتيرُ |
| وَلَولا لَجاجُ الحاسِدينَ لَما بَدا – لِمَكنونِ سِرّي في الغَرامِ ضَميرُ |
| وَلا شَرَعَت هَذا اليَراعَ أَنامِلي – لِشَكوى وَلَكِنَّ اللَجاجَ يُثيرُ |
| عَلى أَنَّني لا أَركَبُ اليَأسَ مَركَباً – وَلا أُكبِرُ البَأساءَ حينَ تُغيرُ |
| فَكَم حادَ عَنّي الحَينُ وَالسَيفُ مُصلَتٌ – وَهانَ عَلَيَّ الأَمرُ وَهوَ عَسيرُ |
| وَكَم لَمحَةٍ في غَفلَةِ الدَهرِ نَفَّسَت – هُموماً لَها بَينَ الضُلوعِ سَعيرُ |
| فَقَد يَشتَفي الصَبُّ السَقيمُ بِزَورَةٍ – وَيَنجو بِلَفظٍ عاثِرٌ وَأَسيرُ |
| عَسى ذَلِكَ العامُ الجَديدُ يَسُرُّني – بِبُشرى وَهَل لِلبائِسينَ بَشيرُ |
| وَيَنظُرُ لي رَبُّ الأَريكَةِ نَظرَةً – بِها يَنجَلي لَيلُ الأَسى وَيُنيرُ |
| مَليكٌ إِذا غَنّى اليَراعُ بِمَدحِهِ – سَرَت بِالمَعالي هِزَّةٌ وَسُرورُ |
| أَمَولايَ إِنَّ الشَرقَ قَد لاحَ نَجمُهُ – وَآنَ لَهُ بَعدَ المَماتِ نُشورُ |
| تَفاءَلَ خَيراً إِذ رَآكَ مُمَلَّكا – وَفَوقَكَ مِن نورِ المُهَيمِنِ نورُ |
| مَضى زَمَنٌ وَالغَربُ يَسطو بِحَولِهِ – عَلَيَّ وَما لي في الأَنامِ ظَهيرُ |
| إِلى أَن أَتاحَ اللَهُ لِلصَقرِ نَهضَةً – فَفَلَّت غِرارَ الخَطبِ وَهوَ طَريرُ |
| جَرَت أُمَّةُ اليابانِ شَوطاً إِلى العُلا – وَمِصرٌ عَلى آثارِها سَتَسيرُ |
| وَلا يُمنَعُ المِصرِيُّ إِدراكَ شَأوِها – وَأَنتَ لِطُلّابِ العَلاءِ نَصيرُ |
| فَقِف مَوقِفَ الفاروقِ وَاُنظُر لِأُمَّةٍ – إِلَيكَ بِحَبّاتِ القُلوبِ تُشيرُ |
| وَلا تَستَشِر غَيرَ العَزيمَةِ في العُلا – فَلَيسَ سِواها ناصِحٌ وَمُشيرُ |
| فَعَرشُكَ مَحروسٌ وَرَبُّكَ حارِسٌ – وَأَنتَ عَلى مُلكِ القُلوبِ أَميرُ |
وقف الخلق ينظرون جميعا
| وَقَفَ الخَلقُ يَنظُرونَ جَميعاً – كَيفَ أَبني قَواعِدَ المَجدِ وَحدي |
| وَبُناةُ الأَهرامِ في سالِفِ الدَهرِ – كَفَوني الكَلامَ عِندَ التَحَدّي |
| أَنا تاجُ العَلاءِ في مَفرِقِ الشَرقِ – وَدُرّاتُهُ فَرائِدُ عِقدي |
| أَيُّ شَيءٍ في الغَربِ قَد بَهَرَ الناسَ – جَمالاً وَلَم يَكُن مِنهُ عِندي |
| فَتُرابي تِبرٌ وَنَهري فُراتٌ – وَسَمائي مَصقولَةٌ كَالفِرِندِ |
| أَينَما سِرتَ جَدوَلٌ عِندَ كَرمٍ – عِندَ زَهرٍ مُدَنَّرٍ عِندَ رَندِ |
| وَرِجالي لَو أَنصَفوهُم لَسادوا – مِن كُهولٍ مِلءِ العُيونِ وَمُردِ |
| لَو أَصابوا لَهُم مَجالاً لَأَبدَوا – مُعجِزاتِ الذَكاءِ في كُلِّ قَصدِ |
| إِنَّهُم كَالظُبا أَلَحَّ عَلَيها – صَدَأُ الدَهرِ مِن ثَواءِ وَغِمدِ |
| فَإِذا صَيقَلُ القَضاءِ جَلاها – كُنَّ كَالمَوتِ ما لَهُ مِن مَرَدِّ |
| أَنا إِن قَدَّرَ الإِلَهُ مَماتي – لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي |
| ما رَماني رامٍ وَراحَ سَليماً – مِن قَديمٍ عِنايَةُ اللَهُ جُندي |
| كَم بَغَت دَولَةٌ عَلَيَّ وَجارَت – ثُمَّ زالَت وَتِلكَ عُقبى التَعَدّي |
| إِنَّني حُرَّةٌ كَسَرتُ قُيودي – رَغمَ رُقبى العِدا وَقَطَّعتُ قِدّي |
| وَتَماثَلتُ لِلشِفاءِ وَقَد دانَيتُ – حَيني وَهَيَّأَ القَومُ لَحدي |
| قُل لِمَن أَنكَروا مَفاخِرَ قَومي – مِثلَ ما أَنكَروا مَآثِرَ وُلدي |
| هَل وَقَفتُم بِقِمَّةِ الهَرَمِ الأَكبَرِ – يَوماً فَرَيتُمُ بَعضَ جُهدي |
| هَل رَأَيتُم تِلكَ النُقوشَ اللَواتي – أَعَجَزَت طَوقَ صَنعَةِ المُتَحَدّي |
| حالَ لَونُ النَهارِ مِن قِدَمِ العَهدِ – وَما مَسَّ لَونَها طولُ عَهدِ |
| هَل فَهِمتُم أَسرارَ ما كانَ عِندي – مِن عُلومٍ مَخبوءَةٍ طَيَّ بَردي |
| ذاكَ فَنُّ التَحنيطِ قَد غَلَبَ الدَهرَ – وَأَبلى البِلى وَأَعجَزَ نِدّي |
| قَد عَقَدتُ العُهودَ مِن عَهدِ فِرعَونَ – فَفي مِصرَ كانَ أَوَّلُ عَقدِ |
| إِنَّ مَجدي في الأولَياتِ عَريقٌ – مَن لَهُ مِثلَ أولَياتي وَمَجدي |
| أَنا أُمُّ التَشريعِ قَد أَخَذَ الرومانُ – عَنّي الأُصولَ في كُلِّ حَدِّ |
| وَرَصَدتُ النُجومَ مُنذُ أَضاءَت – في سَماءِ الدُجى فَأَحكَمتُ رَصدي |
| وَشَدا بَنتَئورَ فَوقَ رُبوعي – قَبلَ عَهدِ اليونانِ أَو عَهدِ نَجدِ |
| وَقَديماً بَنى الأَساطيلَ قَومي – فَفَرَقنَ البِحارَ يَحمِلنَ بَندي |
| قَبلَ أُسطولِ نِلسُنٍ كانَ أُسطولي – سَرِيّاً وَطالِعي غَيرَ نَكدِ |
| فَسَلوا البَحرَ عَن بَلاءِ سَفيني – وَسَلوا البَرَّ عَن مَواقِعِ جُردي |
| أَتُراني وَقَد طَوَيتُ حَياتي – في مِراسٍ لَم أَبلُغِ اليَومَ رُشدي |
| أَيُّ شَعبٍ أَحَقُّ مِنّي بِعَيشٍ – وارِفِ الظِلِّ أَخضَرِ اللَونِ رَغدِ |
| أَمِنَ العَدلِ أَنَّهُم يَرِدونَ الماءَ – صَفواً وَأَن يُكَدَّرَ وِردي |
| أَمِنَ الحَقِّ أَنَّهُم يُطلِقونَ الأُسدَ – مِنهُم وَأَن تُقَيَّدَ أُسدي |
| نِصفُ قَرنٍ إِلّا قَليلاً أُعاني – ما يُعاني هَوانَهُ كُلُّ عَبدِ |
| نَظَرَ اللَهُ لي فَأَرشَدَ أَبنائي – فَشَدّوا إِلى العُلا أَيَّ شَدِّ |
| إِنَّما الحَقُّ قُوَّةٌ مِن قُوى الدَي – يانِ أَمضى مِن كُلِّ أَبيَضَ هِندي |
| قَد وَعَدتُ العُلا بِكُلِّ أَبِيٍّ – مِن رِجالي فَأَنجِزوا اليَومَ وَعدي |
| أَمهِروها بِالروحِ فَهيَ عَروسٌ – تَسنَأُ المَهرَ مِن عُروضٍ وَنَقدِ |
| وَرِدوا بي مَناهِلَ العِزِّ حَتّى – يَخطُبَ النَجمُ في المَجَرَّةِ وُدّي |
| وَاِرفَعوا دَولَتي عَلى العِلمِ وَالأَخلاقِ – فَالعِلمُ وَحدَهُ لَيسَ يُجدي |
| وَتَواصَوا بِالصَبرِ فَالصَبرُ إِن فارَقَ – قَوماً فَما لَهُ مِن مَسَدِّ |
| خُلُقُ الصَبرِ وَحدَهُ نَصَرَ القَومَ – وَأَغنى عَنِ اِختِراعٍ وَعَدِّ |
| شَهِدوا حَومَةَ الوَغى بِنُفوسٍ – صابِراتٍ وَأَوجُهٍ غَيرِ رُبدِ |
| فَمَحا الصَبرُ آيَةَ العِلمِ في الحَربِ – وَأَنحى عَلى القَوِيِّ الأَشَدِّ |
| إِنَّ في الغَربِ أَعيُناً راصِداتٍ – كَحَلَتها الأَطماعُ فيكُم بِسُهدِ |
| فَوقَها مِجهَرٌ يُريها خَفايا – كَم وَيَطوي شُعاعُهُ كُلَّ بُعدِ |
| فَاِتَّقوها بِجُنَّةٍ مِن وِئامٍ – غَيرِ رَثِّ العُرا وَسَعيٍ وَكَدِّ |
| وَاِصفَحوا عَن هَناتِ مَن كانَ مِنكُم – رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ |
| نَحنُ نَجتازُ مَوقِفاً تَعثُرُ الآراءُ – فيهِ وَعَثرَةُ الرَأيِ تُردي |
| وَنُعيرُ الأَهواءَ حَرباً عَواناً – مِن خِلافٍ وَالخُلفُ كَالسِلِّ يُعدي |
| وَنُثيرُ الفَوضى عَلى جانِبَيهِ – فَيُعيدُ الجَهولُ فيها وَيُبدي |
| وَيَظُنُّ الغَوِيُّ أَن لا نِظامٌ – وَيَقولُ القَوِيُّ قَد جَدَّ جِدّي |
| فَقِفوا فيهِ وَقفَةَ الحَزمِ وَاِرموا – جانِبَيهِ بِعَزمَةِ المُستَعِدِّ |
| إِنَّنا عِندَ فَجرِ لَيلٍ طَويلٍ – قَد قَطَعناهُ بَينَ سُهدٍ وَوَجدِ |
| غَمَرَتنا سودُ الأَهاويلِ فيهِ – وَالأَمانِيُّ بَينَ جَزرٍ وَمَدِّ |
| وَتَجَلّى ضِياؤُهُ بَعدَ لَأيٍ – وَهوَ رَمزٌ لِعَهدِيَ المُستَرَدِّ |
| فَاِستَبينوا قَصدَ السَبيلِ وَجِدّوا – فَالمَعالي مَخطوبَةٌ لِلمُجِدِّ |