| اعجبت من كان له سدا | واحببت من كان له تصاعرا |
| واخشيت على وضعهم الوزرا | فياليت قومي يعلمون من هو اذنبا |
| يا سطرا اجريت من عُلاه بطرا | يا نفسٌ لومي عمله الجرما |
| فإن للإنسان ربٌ يُحسبُ الحسبة | يا نفسٌ لا تكوني في عزلتٍ |
| فإن الشيطان لهوا به سُرورى | يا محبرا كان له وللتاريخ نفعا |
| يا شمسا اشرقت من امر محدثه | يا نفعا انفع من نورهِ عديدا |
| يا جبلا أُحمِي الخلائق من أمر بارييها | يا نهرا أُجريت من اسفلها السرمدا |
| يا خيلا اخيل به فارسها | يا نجما عقلت في مجرات سمائها |
| يالا ضوئها الساطع في ليلةٍ السَدَفَة | يا قمرا تشبه به ما كان له جمالا |
| يا غرورا اغرت صاحبه وأزْهَقَ | يا طيب النفس كوني له مُتبسما |
| فالعقل لا يغوة الغوة إن ادبر | والفؤاد يغوة الغوة إن احبب |
| وللعقل شيئا من الحكمة دون الفوائد | واسطرت منه العلم ومنالها |
شافك وطن
| ما تعشّمت حبك جاني من السما | والهدايا من الله غاليات الثمن |
| جيت واحييت روح اللي هلكه الضما | واشتعل وسط جوفه ما طفى من زمن |
| نوّر القلب بوجودك وفيك إرتما | عاش دنياه في غربه وشافك وطن |
| معك ماهو مع الغير أشعر بإنتما | واتناسى جروحي والشقى والوهن |
| شوقي لشوفتك شوق البدو للكما | وطلتك اعتبرها منه من المنن |
| داخل القلب حبك والضلوع تحما | لا قبل شوفك ولا بعده اللي سكن |
قصيدة الحال عجب
| احوالنا دايما مقلوبة على سن ورٌمح |
| بيعنا التقاوى وسبخّنا بدريس القمح |
| وخطفوا منا الطبلية ورمحوا رَمح |
| والحال عجب لكن وجب نتزحزح |
| عتّقنا فولنا البحراوى زرّع جميز |
| وزرعنا فى البحر المالح شجر الكريز |
| وًشوشنا ولا مرة حوشنا لعب الاراجيز |
| والحال عجب لكن وجب نتلحلح |
| طرابيش وسايقنها تكية بالخرزانة |
| سرق اللئيم حمارتنا العرجانة |
| وحجزوا علي الكوز والقروانة |
| والحال عجب لكن وجب نتبحبح |
| ومنين نجيب ونجيب منين |
| والبيت شحيب مفوش عجين |
| ولافيش غيطان تزرع طحين |
| والحال عجب ولابد يوم ونصحصح |
إن الفناء من البقاء قريب
| إِنَّ الفَناءَ مِنَ البَقاءِ قَريبُ | إِنّ الزَمانَ إِذا رَمى لَمُصيبُ |
| إِنَّ الزَمانَ لِأَهلِهِ لَمُؤَدَّبٌ | لَو كانَ يَنفَعُ فيهِمُ التَأديبُ |
| صِفَةُ الزَمانِ حَكيمَةٌ وَبَليغَةٌ | إِنَّ الزَمانَ لَشاعِرٌ وَخَطيبُ |
| وَأَراكَ تَلتَمِسُ البَقاءَ وَطولُهُ | لَكَ مُهرِمٌ وَمُعَذِّبٌ وَمُذيبُ |
| وَلَقَد رَأَيتُكَ لِلزَمانِ مُجَرِّباً | لَو كانَ يُحكِمُ رَأيَكَ التَجريبُ |
| وَلَقَد يُكَلِّمُكَ الزَمانُ بِأَلسُنٍ | عَرَبِيَّةٍ وَأَراكَ لَستَ تُجيبُ |
| لَو كُنتَ تَفهَمُ عَن زَمانِكَ قَولَهُ | لَعَراكَ مِنهُ تَفَجُّعٌ وَنَحيبُ |
| أَلحَحتَ في طَلَبِ الصِبا وَضَلالِهِ | وَالمَوتُ مِنكَ وَإِن كَرِهتَ قَريبُ |
| وَلَقَد عَقَلتَ وَما أَراكَ بِعاقِلٍ | وَلَقَد طَلَبتَ وَما أَراكَ تُصيبُ |
| وَلَقَد سَكَنتَ صُحونَ دارِ تَقَلُّبٍ | أَبلى وَأَفنى دارَكَ التَقليبُ |
| أَمَعَ المَماتِ يَطيبُ عَيشُكَ يا أَخي | هَيهاتَ لَيسَ مَعَ المَماتِ يَطيبُ |
| زُغ كَيفَ شِئتَ عَنِ البِلى فَلَهُ عَلى | كُلَّ اِبنِ أُنثى حافِظٌ وَرَقيبُ |
| كَيفَ اِغتَرَرتَ بِصَرفِ دَهرِكَ يا أَخي | كَيفَ اِغتَرَرتَ بِهِ وَأَنتَ لَبيبُ |
| وَلَقَد حَلَبتَ الدَهرَ أَشطُرَ دَرِّهِ | حِقَباً وَأَنتَ مُجَرِّبٌ وَأَريبُ |
| وَالمَوتُ يَرتَصِدُ النُفوسَ وَكُلُّنا | لِلمَوتِ فيهِ وَلِلتُرابِ نَصيبُ |
| إِن كُنتَ لَستَ تُنيبُ إِن وَثَبَ البِلى | بَل يا أَخي فَمَتى أَراكَ تُنيبُ |
| لِلَّهِ دَرُّكَ عائِباً مُتَسَرِّعاً | أَيَعيبُ مَن هُوَ بِالعُيوبِ مَعيبُ |
| وَلَقَد عَجِبتُ لِغَفلَتي وَلِغِرَّتي | وَالمَوتُ يَدعوني غَداً فَأُجيبُ |
| وَلَقَد عَجِبتُ لِطولِ أَمنِ مَنِيَّتي | وَلَها إِلَيَّ تَوَثُّبٌ وَدَبيبُ |
| لِلَّهِ عَقلي ما يَزالُ يَخونَني | وَلَقَد أَراهُ وَإِنَّهُ لَصَليبُ |
| لِلَّهِ أَيّامٌ نَعِمتُ بِلينِها | أَيّامَ لي غُصنُ الشَبابِ رَطيبُ |
| إِنَّ الشَبابَ لَنافِقٌ عِندَ النِسا | ما لِلمَشيبِ مِنَ النِساءِ حَبيبُ |
هززتك لا أني وجدتك ناسيا
| هَزَزتُكَ لا أَنّي وَجَدتُكَ ناسِياً | لِوَعدٍ وَ لا أَني أَرَدتُ التَقاضِيا |
| وَ لَكِن وَجَدتُ السَيفَ عِندَ انتِضائِهِ | إِلى الهَزِّ مُحتاجاً وَ إِن كانَ ماضِيا |
ألا هل إلى طول الحياة سبيل
| أَلا هَل إِلى طولِ الحَياةِ سَبيلُ | وَأَنّي وَهَذا المَوتُ لَيسَ يُقيلُ |
| وَإِنّي وَإِن أَصبَحتُ بِالمَوتِ موقِناً | فَلي أَمَلٌ دونَ اليَقينِ طَويلُ |
| وَلِلدَهرِ أَلوانٌ تَروحُ وَتَغتَدي | وَإِنَّ نُفوساً بَينَهُنَّ تَسيلُ |
| وَمَنزِلِ حَقٍّ لا مُعَرَّجَ دونَهُ | لِكُلِّ امرِئٍ يَوماً إِلَيهِ رَحيلُ |
| أَرى عِلَلَ الدُنيا عَلَيَّ كَثيرَةً | وَصاحِبُها حَتّى المَماتِ عَليلُ |
| إِذا انقَطَعَت عَنّي مِنَ العَيشِ مُدَّتي | فَإِنَّ غناءَ الباكِياتِ قَليلُ |
| سَيُعرَضُ عَن ذِكري وَتُنسى مَوَدَّتي | وَيَحدُثُ بَعدي لِلخَليلِ خَليلُ |
| وَفي الحَقِّ أَحياناً لَعَمري مَرارَةٌ | وَثِقلٌ عَلى بَعضِ الرِجالِ ثَقيلُ |
| وَلَم أَرَ إِنساناً يَرى عَيبَ نَفسِهِ | وَإِن كانَ لا يَخفى عَلَيهِ جَميلُ |
| وَمَن ذا الَّذي يَنجو مِنَ الناسِ سالِماً | وَلِلناسِ قالٌ بِالظُنونِ وَقيلُ |
| أَجَلَّكَ قَومٌ حينَ صِرتَ إِلى الغِنى | وَكُلُّ غَنِيٍّ في العُيونِ جَليلُ |
| وَلَيسَ الغِنى إِلّا غِناً زَيَّنَ الفَتى | عَشِيَّةَ يَقري أَو غَداةَ يُنيلُ |
| وَلَم يَفتَقِر يَوماً وَإِن كانَ مُعدَماً | جَوادٌ وَلَم يَستَغنِ قَطُّ بَخيلُ |
| إِذا مالَتِ الدُنيا إِلى المَرءِ رَغَّبَت | إِلَيهِ وَمالَ الناسُ حَيثُ يَميلُ |