راية بيضاء

لتمسكني.
ألا تخاف أن تبردَ يداي؟
ألا تريد الدفئَ أن يصل وجنتاي؟
دفئُ حبٍ ما محته الدهور
دفئٌ بين يداكَ حبٌ لم تقهقره العصور
~~~~~~
ولمَ لا؟
ما قد جعلك تخشى الوئام
لتدمرَ المستقبل وتختار الخصام؟
لتختار النوى والاختفاء في الأفق البعيد
وأن ترحل دوني إلى الغدِ المديد؟
~~~~~~
لكن تمر الأيام
وتمر الدقائق وساعات الشقاء
وتمر الشهور والليالي السوداء
ولا يزالُ في كأسي بعضُ الرحيق
لا يزالُ في قلبي الأملُ السحيق
~~~~~~
تتكرر الأيام
تعيد، تصقل، وتتمدد
تُصّفر، وتسخر، فأتردد
لكَ عيش الدنيا، ويبقى لي الضمير
تأخذ ما تريد، وأذوق أنا الفراق المرير
~~~~~~
لا أُمانع
لا خوفَ علي
لا تشعر بالضيق علي.
لك ما تريد، لك هذا الذهنْ
ولك هذا الجسدُ يستحِقُ الدفنْ
~~~~~~
صعبٌ عليك العطاء
وصعبٌ عليك الاعتذار
والشعور بالندم، بالحياءِ أو العار
ولكن سهلٌ عليك الأخذُ والنهب
فخُذ ما شئتَ، لا أريد إشاعرُكَ بالذنب
كتبها الشاعر محمدعلي سميرة