النخل

النَّخْلُ أَعْذَاقُهَا فِيْ نُضْجِ طَلْعَتِهِبِوَادِرَ الرُّطَبِ حَفَّتْ بِبُسْرَتِهِ
مُكْتَظَّةٌ نُضُدٌ أَرْخَتْ مَحَامِلَهَافِي ظِلِّ فَرْعٍ لَهَا يَسْمُو بِرِفْعَتِهِ
تَبْدُو لِنَاظِرِهَا كَطَوْقِ غَانِيَةٍنَفَائِسُ الزِّبْرِجِ صِيغَتْ بِحِلْيَتِهِ
كَأَنَّ أَفْرُعَهَا تَاجٌ يُزَيِّنُهَاوَكُلَّمَا عُمِّرَتْ يَعْلُوا بِرُتْبَتِهِ
رَمْزُ الشُّمُوخِ وَفِي أَوْصَافِهَا حُسْنٌتَكَامَلَ الْحُسْنُ فِي جَمَالِ خِلْقَتِهِ
تَحَمَّلْتْ لَاهِبَ الصَّيْفِ وَعَاصِفَهُفِي يَوْمِ هَاجِرَةٍ كَنَّتْ بِتُرْبَتِهِ
فِي لَيْلَةٍ بَازِغٌ يَمِينِ مَشْرِقِهَاطَوَالِعُ الْكَوْثَلِ يَزْهُو بِنَجْمَتِهِ
أَنْهَتْ بِمَطْلَعِهَا مَا كَانَ مِنْ قَيْظٍعَانَتْ مَوَاطِنُهَا مِنْ حَرِّ لَفْحَتِهِ
جَادَتْ بِحَائِلِ وَالْجَوْفِ مَزَارِعُهَابِالْوَافِرِ الْمُثْمِرِ مِنْ صَنْفِ حُلْوَتِهِ
وَسَامِقٌ نَخْلُهُ الْأَحْسَاء مَنْبَتُهُخُلَاصَةً صَنْفُهَا تَنْمُو بِوَاحَتِهِ
وَعَجْوَةٌ تَفْخَرُ أَرْضُ الْحِجَازِ بِهِاكَالْقُمْعِ فِي جِذْعِهَا جَرِيدُ نَخْلَتِهِ
التَّمْرُ مَحْصُولُهَا جَادَتْ بِهِ النُّزْلُلِطِيبِ مَاْكَلِهِ وَلِينِ مُضْغَتِهِ
تَمْرُ النَّخِيلِ إِذَا شَهْرُ الصِّيامِ أَتَىسُنَّ الْفُطُورُ بِهِ نَهْجًا بِسُنَّتِهِ
حَلْوَى وَزَادُ طَعَامٍ يُسْتَطَبُّ بِهِقَدْ أَوْدَعَ اللَّهُ فِيهِ سِرَّ قُدْرَتِهِ
يَانَخْلَةً شَهِدَتْ لِلَّهِ مُعْجِزَةًيَوْمَ الْمَسِيحِ بَدَتْ أَوْلَى بِشَارَتِهِ
كَانَ الْمَخَاضُ بِهِ مِنْ حَمْلِ طَاهِرَةٍوَالْجِذْعُ أَوْكَأَهَا عَلَى وِلَادَتِهِ
تَبَارَكْتْ نَخْلَةٌ أَكْنَافُهَا حَضَنَتْبُشْرَى نَبِيٍ بَدَا فِيهَا بِدَعْوَتِهُ
كتبها الشاعر عايد الشريفي