سرب الحكمة في مهب القول

في سماء الأدب أُحلّقُ بالقول ذي المجدافوأراوغُ بالحكمةِ سرب الفكر يعلو كالأطياف
بين يديّ الدهرُ عِقدُ الدرّ مُنثالٌ بهاءًوعلى شفتي بحورُ الشعر ترسمُ لوحة الأوصاف
كلما قلتُ فصيدٍ حلّقت بالمعنى شراعاوبحارُ القولِ تُزهى ببديعٍ ليس يعرفُ الأنصاف
لستُ أدعي جودة التاجِ وإنْ كانت لي هامةولا أزعُمُ في محكم البيت غير صدقٍ مُتلاحِف
في معانا الحرف أرسلُ كالصدى بين الجنائبومع الأصداءِ قافيتي إذا عزفت تسوقُ الأوقات
وإذا ما قست أيام الزمان بلا لطافةأقرض الأيام شعراً يُذيبُ الصمتَ بالأصداف
ليس في العمرِ سوى مطلعِ شمسٍ وغروبِ ضياءفاستثرْ من كل دقة قلب حكمةً وضاءة الآصال
قد يكون الكونُ ضيقاً، لكن فكري كالفضاءأعبرُ المعنى خفاقاً وتنايا الروح كالأرياف
ما اقتفيتُ سوى نجمٍ يدلُ في ظلمة الأترابوسأظلُ البحر عمقاً وسأرفعُ للعُلا شراعا
ها أنا بين القوافي أبني للمعنى قصراًلا يضاهى بالبناء، إذْ هو للأرواحِ مُتسامِح
فتُراخى وَتَرُ لحني أن يجاري عُرْبَ المتنبيلكن حرفي لِمَعلَى المعنى يفزُ ويتسامى
لا تطلب من قريضي ما تحيط به الأسماعإنما المعنى الذي في الصمت يكمن، كيما يتساقط
كتبها الشاعر عبدالكريم احمد