جراح صنعاء

أبديتُ من ألمِ الجِراحِ تَلَمْلُمِيفَبَدتْ عليِّ نواجذُ المُتَبَسِمِ
فأتيتُ من صنعاء أُنافِحُ باسمِهاكلَ الذين بصرحِ هذا المَوسِمِ
سأُنازِلُ الشعراءَ كلَ مُفَوهٍبلسانِ صلّتٍ رغم كل ثَلَعْثُمِي
وأُجالدُ الفرسانِ لأجلِ عُيونِهالو أنهم من أجلها سفكوا دمي
هي كل ما بقيت لنا من مجدِناصنعاءُ ياوجهَ النهارِ تبسمي
رغم الجراحِ ورغم كلِ بليةٍأرجوكِ ياأماهُ لا تستسلمي
هي مِحْنَةٌ. كالسَّابِقِاتِ وتنجليبقي القليلُ فقاومي لا تُهزمّي
قرب المخاضُ فلاتخافي طَلْقَهُصَيٍحَاتُ تُطْلِقُها النِفَاسُ كمريمِ
فتجيئها البشرى ويجري تحتهانَهْرٌ لتُروى بعد طيبِ المَطْعمِ
فكُلي وقَرّي واشربي لاتحزنيفالفجرُ يأتي بعد ليٍلٍ مُعتمِ
فلعلَّ في هذا المخاضِ مُخَلِصٌيكفيكِ ابن سلول وابن العلقمي
فترقبي ميلادَهُ في لهفةٍفلربما قد يَنْتَشِلكِ من الدَّمِ
وثِقِي كهاجرَ بين مروةِ والصفاتسعى. على أمل بموردِ زمزم
في أرض لا زرعٌ ولا ماءٌٍ ولاأُنسٌ لتأنسَ بعد ذاك بجرهمِ
ياأرض سامِ قفي على قدميّكِفي أعلى. ذُرى عيبانِ أو نُقمِ
مهما أدعى العنسي فيكِ نبوءةًوطغى يطيحُ برأسهِ ابن الديلمي
مهما أقامَ الليلُ في أجفانكِفبمقلتيكِ شعاعُ فجرٍ قادمِ
ألا تريّ بغدادَ كم هي تشتكيوتئن من طعناتِ كلِ مُعَمْمِ
أوما سَمِعْتِ عن دمشقِ ومابهافيٍ كل يوم بالمدافعِ تُهدَمِ
والقدسُ ياصنعاء تَطلعُ رُوحُهافي كل يومٍ من حفاها لِلفمِ
وتهدها الآلام. تنهك جسمهاقد أُبْرحت ضرباًبسوطِ المُجرمِ
وكل بلادِ. العُربِ تشكي مثلماتشكين ياصنعاء فلا تتألمي
فلابد من يومٍ تطيبُ جراحُهاورجوعهأ للدينِ أفضل مَرْهَمِ
قصيدة الشاعر سامي العياش الزكري المشاركة في أوسكار المبدعين العرب للموسم الثاني