منك الصدود ومني بالصدود رضى ~ من ذا علي بهذا في هواك قضى |
بي منك ما لو غدا بالشمس ما طلعت ~ من الكآبة أو بالبرق ما ومضا |
إذا الفتى ذم عيشاً في شبيبته ~ فما يقول إذا عصر الشباب مضى |
وقد تعوضت من كل بمشبِهه ~ فما وجدت لأيام الصبا عوضا |
وقد غرضت من الدنيا فهل زمني ~ معط حياتي لغر بعد ما غرضا |
جربت دهري وأهليه فما ترَكت ~ لي التجارب في ود امرئ غرضا |
وليلة سرت فيها وابن مزنتها ~ كميت عاد حياً بعدما قبضا |
كأنما هي إذ لاحت كواكبها ~ خود من الزنج تجلى وشحت خضضا |
كأنما النسر قد قصت قوادمه ~ فالضعف يكسر منه كلما نهضا |
والبدر يحتث نحو الغرب أينقه ~ فكلما خاف من شمس الضحى ركضا |
ومنهل ترد الجوزاء غمرته ~ إذا السماكان شطر المغرب اعترَضا |
وردته ونجوم الليل وانية ~ تشكو إلى الفجر أن لم تطعم الغمضا |