أَلا إِنَّ لَيلى العامِريَّةَ أَصبَحَت – تَقَطَّعُ إِلّا مِن ثَقيفٍ حِبالُها |
إِذا اِلتَفَتَت وَالعيسُ صُعرٌ مِنَ البُرى – بِنَخلَةَ غَشَّ عَبرَةَ العَينِ حالُها |
فَهُم حَبَسوها مَحبَسَ البُدنِ وَاِبتَغى – بِها المالَ أَقوامٌ أَلا قَلَّ مالُها |
خَليلَيَّ هَل مِن حيلَةٍ تَعلَمانِها – يُدَنّي لَنا تَكليمَ لَيلى اِحتِيالُها |
فَإِن أَنتُما لَم تَعلَماها فَلَستُما – بِأَوَّلَ باغٍ حاجَةً لا يَنالُها |
كَأَنَّ مَعَ الرَكبِ الَّذينَ اِغتَدوا بِها – غَمامَةُ صَيفٍ زَعزَعَتها شَمالُها |
نَظَرتُ بِمُفضى سَيلِ جَوشَينِ إِذ غَدوا – تَخُبُّ بِأَطرافِ المَخارِمِ آلُها |
بِشافِيَةِ الأَحزانِ حَيَّجَ شَوقَها – مُجامَعَةُ الأُلّافِ ثُمَّ زِيالُها |
قيس بن الملوح
شاعر الغزل مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح بن مزاحم العامري من شعراء العصر الأموي, مجموعة من قصائد الشاعر الغزلي قيس بن الملوح.
يقولون لي يوما وقد جئت حيهم
يَقولونَ لي يَوماً وَقَد جِئتُ حَيَّهُم – وَفي باطِني نارٌ يُشَبُّ لَهيبُها |
أَما تَختَشي مِن أُسدِنا فَأَجَبتُهُم – هَوى كُلَّ نَفسٍ أَينَ حَلَّ حَبيبُها |
أحن إلى نجد وإني لآيس
أَحِنُّ إِلى نَجدٍ وَإِنّي لَآيِسٌ – طَوالَ اللَيالي مِن قُفولٍ إِلى نَجدِ |
وَإِن يَكُ لا لَيلى وَلا نَجدُ فَاِعتَرِف – بِهَجرٍ إِلى يَومِ القِيامَةِ وَالوَعدِ |
ألا أيها النوام ويحكم هبوا
أَلا أَيُّها النوّامُ وَيَحكُمُ هُبّوا – أُسائِلُكُم هَل يَقتُلُ الرَجُلَ الحُبُّ |
فَقالوا نَعَم حَتّى يَرُضَّ عِظامَهُ – وَيَترُكَهُ حَيرانَ لَيسَ لَهُ لُبُّ |
فَيا بَعلَ لَيلى كَيفَ يُجمَعُ شَملُنا – لَدَيَّ وَفيما بَينَنا شَبَّتِ الحَربُ |
لَها مِثلُ ذَنبي اليَومَ إِن كُنتُ مُذنِباً – وَلا ذَنبَ لي إِن كانَ لَيسَ لَها ذَنبُ |
اقرأ على الوشل السلام وقل له
اِقرَأ عَلى الوَشلِ السَلامَ وَقُل لَهُ – كُلُّ المَشارِبِ مُذ هَجَرتَ ذَميمُ |
جَبَلٌ يَزيدُ عَلى الجِبالِ إِذا بَدا – بَينَ الذَرائِعِ وَالحُثومِ مُقيمُ |
تَسري الصَبا فَتَبيتُ في أَلوادِهِ – وَيَبيتُ فيهِ مَعَ الشَمالِ نَسيمُ |
سُقياً لِظِلِّكِ بِالعَشِيِّ وَبِالضُحى – وَلِبَردِ مائِكَ وَالمِياهُ حَميمُ |
لَو كُنتُ أَملِكُ مَنعَ مائِكَ لَم يَذُق – ما في قِلاتِكَ ما حَيِيتُ لَئيمُ |
أما والذي أرسى ثبيرا مكانه
أَما وَالَّذي أَرسى ثَبيراً مَكانَهُ – عَلَيهِ السَحابُ فَوقَهُ يَتَنَصَّبُ |
وَما سَلَكَ الموماةَ مِن كُلِّ حَسرَةٍ – طَليحٍ كَجَفنِ السَيفِ تَهوي فَتُركَبُ |
لَقَد عِشتُ مِن لَيلى زَماناً أُحِبُّها – أَخا المَوتَ إِذ بَعضُ المُحِبّينَ يَكذُبُ |