وَأَشرَفتُ مِن بُترانَ أَنظُرُ هَل أَرى | خَيالاً لِلَيلى رايَةً وَتَرانِيا |
فَلَم يَترُكِ الإِشرافُ في كُلِّ مَرقَبٍ | وَلا الدَمعُ مِن عَينَيكِ إِلّا المَواقِيا |
قيس بن الملوح
شاعر الغزل مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح بن مزاحم العامري من شعراء العصر الأموي, مجموعة من قصائد الشاعر الغزلي قيس بن الملوح.
سلبت عظامي لحمها فتركتها
سَلَبتِ عِظامي لَحمَها فَتَرَكتِها | مُعَرَّقَةٌ تَضحى إِلَيهِ وَتَخصَرُ |
وَأَخلَيتِها مِن مُخِّها وَكَأَنَّها | قَواريرُ في أَجوافِها الريحُ تَصفِرُ |
إِذا سَمِعَت ذِكرَ الحَبيبِ تَقَطَّعَت | عَلائِقُها مِمّا تَخافُ وَتَحذَرُ |
خُذي بِيَدي ثُمَّ اِنهَضي بي تَبَيَّني | بِيَ الضَرَّ إِلّا أَنَّني أَتَسَتَّرُ |
فَما حيلَتي إِن لَم تَكُن لَكِ رَحمَةٌ | عَلَيَّ وَلا لي عَنكِ صَبرٌ فَأَصبِرُ |
فَوَاللَهِ ما قَصَّرتُ فيما أَظُنُّهُ | رِضاكِ وَلَكِنّي مُحِبُّ مُكَفَّرُ |
وَلَيسَ الَّذي يَجري مِنَ العَينِ ماؤُها | وَلَكِنَّها نَفسٌ تَذوبُ فَتَقطُرُ |
كفى حزنا أن الغنى متعذر
كَفى حَزَناً أَنَّ الغِنى مُتَعَذِّرٌ | عَلَيَّ وَأَنّي بِالمَكارِمِ مُغرَمُ |
فَما قَصَّرَت بي في المَطالِبِ هِمَّةٌ | وَلَكِنَّني أَسعى إِلَيها وَأُحرَمُ |
ألا يا حمامات الحمى عدن عودة
أَلا يا حَماماتِ الحِمى عُدنَ عَودَةً | فَإِنّي إِلى أَصواتِكُنَّ حَنونُ |
فَعُدنَ فَلَمّا عُدنَ عُدنَ لِشِقوَتي | وَكِدتُ بِأَسرارٍ لَهُنَّ أُبينُ |
وَعُدنَ بِقَرقارِ الهَديرِ كَأَنَّما | شَرِبنَ مُداماً أَو بِهِنَّ جُنونُ |
فَلَم تَرَ عَيني مِثلَهُنَّ حَمائِماً | بَكَينَ فَلَم تَدمَع لَهُنَّ عُيونُ |
وَكُنَّ حَماماتٍ جَميعاً بِعَيطَلٍ | فَأَصبَحنَ شَتّى ما لَهُنَّ قَرينُ |
فَأَصبَحنَ قَد قَرقَرنَ إِلّا حَمامَةً | لَها مِثلَ نَوحِ النائِحاتِ رَنينُ |
تُذَكِّرُني لَيلى عَلى بُعدِ دارِها | رَواجِفُ قَلبٍ باتَ وَهوَ حَزينُ |
إِذا ما خَلا لِلنَومِ أَرَّقَ عَينَهُ | نَوائِحُ وُرقٍ فَرشُهُنَّ غُصونُ |
تَداعَينَ مِن بَعدِ البُكاءِ تَأَلُّقاً | فَقَلَّبنَ أَرياشاً وَهُنَّ سُكونُ |
فَيا لَيتَ لَيلى بَعضُهُنَّ وَلَيتَني | أَطيرُ وَدَهري عِندُهُنَّ رَكينُ |
أَلا إِنَّما لَيلى عَصا خَيزُرانَةٍ | إِذا غَمَزوها بِالأَكُفِّ تَلينُ |
لقد طفت سبعا قلت لما قضيتها
لَقَد طُفتُ سَبعاً قُلتُ لَمّا قَضَيتُها | أَلا لَيتَ هَذا لا عَلَيَّ وَلا لِيا |
يُسائِلُني صَحبي فَما أَعقَلُ الَّذي | يَقولونَ مِن ذِكرٍ لِلَيلى اِعتَرانِيا |
إِذا جِئتَ بابَ الشِعبِ شِعبَ اِبنِ عامِرٍ | فَأَقرِ غَزالَ الشِعبِ مِنّي سَلامِيا |
وَقُل لِغَزالِ الشِعبِ هَل أَنتَ نازِلٌ | بِشِعبِكَ أَم هَل يُصبِحِ القَلبُ ثاوِيا |
لَقَد زادَني الحُجّاجُ شَوقاً إِلَيكُمُ | وَقَد كُنتُ قَبلَ اليَومِ لِلحَجِّ قالِيا |
وَما نَظَرَت عَيني إِلى وَجهِ قادِمٍ | مِنَ الحَجِّ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا |
ماذا يظن بليلى إذ ألم بها
ماذا يُظَنُّ بِلَيلى إِذ أَلَمَّ بِها | مُرَجَّلُ الرَأسِ ذو بُردَينِ مُزّاحُ |
حُلوٌ فُكاهَتُهُ خَزٌّ عَمامَتُهُ | في كَفِّهِ مِن رُقى إِبليسِ مِفتاحُ |