أخشى مربيتي إذا

أَخشَى مُرَبِّيَتي إذاطَلَعَ النَّهارُ وأفزَعُ
وأظلُ بين صواحبِيلعِقابِها أَتَوَقَّعُ
لا الدَّمعُ يَشفَعُ لي ولاطُولُ التَّضَرُّعِ يَنْفَعُ
وأَخافُ والِدَتي إذاجَنَّ الظَّلامُ وأجزعُ
وأبيتُ أرتقِبُ الجزَاءَ وأعْيُنِي لاَ تَهْجَعُ
ما ضَرَّني لو كنتُ أسْـتمعُ الكَلامَ وأخضعُ
ما ضَرَّنِي لو صُنْتُ أثْـوابِي فلاَ تتقطَّعُ
وحَفِظْتُ أوراقي بمَحْـفَظَتِي فلاَ تَتَوَزَّعُ
فأعيشُ آمِنَة ً وأَمـْرَعُ في الهناءِ وأرتعُ
شعر حافظ إبراهيم

جِرابُ حَظِّي قد أَفَرغتُهُ طَمَعاً

جِرابُ حَظِّي قد أَفَرغتُهُ طَمَعاً بباب أستاذِنا الشِّيمي ولا عَجَبا
فعادَ لي وهو مَمْلُوءٌ فقلتُ له: مِمَّا؟ فقالَ مِنَ الحَسْراتِ واحَرَبَا

سَلِيلَ الطِّينِ كم نِلْنا شَقاءً

سَلِيلَ الطِّينِ كم نِلْنا شَقاءً وكمْ خَطَّتْ أنامِلُنَا ضَريحَا
وكمْ أَزْرَتْ بِنَا الأيامُ حتَّى فَدَتْ بالكبشِ إسحاقَ الذَّبيِحَا
وباعَتْ يُوسُفاً بَيْعَ المَوالي وأَلْقَتْ في يَدِ القَومِ المَسيحَا
ويانُوحاً جَنَيْتَ علَى البرايَا ولمْ تمنحهُمُ الوُدَّ الصَّحيحَا
عَلاَمَ حملتهُمْ في الفُلْكِ هَلاَّ تَرَكْتَهُمُ فكُنْتَ لَهُمْ مُرِيحَا
أصابَ رِفاقِيَ القِدحَ المُعَلَّى وصادَفَ سَهْمِيَ القِدْحَ المَنِيحا
فلوْ ساقَ القضاءُ إليَّ نَفْعاً لقامَ أَخُوهُ مُعترضاً شَحيحا

سعيت إلى أن كدت أنتعل الدما

سَعَيْتُ إلى أنْ كِدْتُ أَنْتَعِلُ الدَّماوعُدْتُ وما أعقبتُ إلاَّ التَّنَدُّمَا
لَحَى اللهُ عَهْدَ القاسِطِين الذي بهتَهَدَّمَ منْ بُنياننَا ما تهدَّمَا
إذا شِئْتَ أنْ تَلْقَى السَّعَادَة َ بينهمْفلا تَكُ مِصْريّاً ولا تَكُ مُسْلِما
سَلامٌ على الدُّنيا سَلامَ مُوَدِّعٍرَأَى في ظَلامِ القَبْرِ أُنْساً ومَغنَما
أَضَرَّتْ به الأولَى فهامَ بأختهافإنْ ساءَت الأخرَى فوَيْلاهُ مِنْهُما
فهُبِّي رياحَ الموتِ نُكباً وأطفِئيسِراجَ حياتي قبلَ أنْ يتحطَّمَا
فما عَصَمتنِي منْ زمانِي فضائلِيولكنْ رأيتُ الموتَ للحُرِّ أعْصَما
فيا قلبُ لاَ تجزعْ إذَا عَضَّكَ الأسَىفإنكَ بعدَ اليومِ لنْ تتألَّمَا
ويا عَينُ قد آنَ الجمُودُ لمَدْمَعيفلاَ سَيْلَ دمع تسكبيِن ولاَ دَمَا
ويا يَدُ ما كَلَّفْتُكِ البَسْطَ مَرَّة ًلذّي مِنَّة ٍ أولَى الجَميلَ وأنعمَا
فللهِ ما أحلاكِ في أنملِ البلَىوإنْ كُنتِ أحلَى في الطُّرُوسِ وأكْرَما
ويا قدمِي ما سِرْتِ بي لمَذلَّة ٍولمْ ترتقِي إلاَّ إلَى العِزِّ سُلَّمَا
فلاَ تُبطئِي سيراً إلَى الموتِ واعلمِيبأنَّ كريمَ القومِ من ماتَ مُكْرمَا
ويا نفسُ كمْ جَشَّمُتكِ الصبرَ والرضاوجشَّمتنِي أنْ أَلبَسَ المجدَ مُعلمَا
فما اسطعتِ أنْ تستمرئِي مُرَّ طعمَهوما اسطعتُ بين القومِ أنْ أتقدَّمَا
فهذَا فِراقٌ بيننَا فَتَجمَّلِيفإنَّ الرَّدَى أحلَى مذاقَا ومطعمَا
ويا صدركمْ حَلَّت بذاتكَ ضِيقة ٌوكم جالَ في أَنْحائِكَ الهَمُّ وارتَمَى
فهَلا تَرَى في ضِيقَة ِ القَبْرِ فُسْحَة ًتُنَفِّسُ عنكَ الكَرْبَ إنْ بِتَّ مُبْرَما
ويا قَبْرُ لا تَبْخَلْ بِرَدِّ تَحِيّة ٍعلى صاحبٍ أَوْفَى علينا وسَلَّما
وهيهاتَ يأتِي الحيُّ للميتِ زائراًفإنِّي رأيتُ الوُدَّ في الحيِّ أسْقِما
ويأيُّهَا النَّجمُ الذي طالَ سُهدُهوقد أَخَذَتْ منه السُّرَى أين يَمَّما
لَعَلَّكَ لا تَنْسَى عُهودَ مُنادِمٍتَعَلَّمَ منكَ السُّهدَ والأَينَ كُلَّمَا
أبيات شعر حافظ إبراهيم

ماذا أصبت من الأسفار والنصب

ماذا أَصَبْتَ مِنَ الأَسفارِ والنَّصَبِوطَيِّكَ العُمْرَ بينَ الوَخدِ والخَبَبِ
نَراكَ تُطْلُبُ لا هَوْناً ولا كَثَباًولا نَرَى لكَ مِنْ مالٍ ولا نَشَبِ
يا آلَ عُثمانَ ما هذا الجَفَاءُ لناونَحنُ في اللهِ إخوانٌ وفي الكُتُبِ
تركتُمُونَا لأقوامٍ تُخالِفُنَافي الدِّينِ والفَضْلِ والأخلاقِ والأَدَبِ
قصيدة شاعر النيل حافظ ابراهيم