| إنْ تَكُ كَلْباً مِنْ كُلَيْبٍ، فإنّني – مِنَ الدّراِمِيّينَ الطّوَالِ الشّقاشِقِ |
| نَظَلّ نَدامَى للمُلُوكِ، وَأنْتُمُ – تُمَشَّونَ بِالأرْبَاقِ مِيلَ العَوَاتِقِ |
| وَإنّا لَتَرْوَى بالأكُفّ رِمَاحُنَا – إذا أُرْعِشَتْ أيْدِيكُمْ بِالمَعالِق |
| وإنَّ ثِيَابَ المُلْكِ في آلِ دَارِم – هُمْ وَرِثوهَا. لا كُلَيْبُ الحَّواهِق |
| ثِيَابُ أبي قَابُوسَ أوْرَثَها ابْنَهُ – وأوْرَثَنَاهَا عَنْ مُلُوكِ المَشَارِق |
| وَإنّا لَتَجْرِي الخَمْرُ بَينَ سَرَاتِنا – وَبَينَ أبي قَابُوسَ فَوْقَ النّمَارِقٍ |
| لَدُنْ غُدْوَةً حَتى نَرُوحَ، وَتَاجُهُ – عَلَينا وَذاكي المِسْكِ فَوْقَ المَفارِقِ |
| كُلَيبٌ وَرَاءَ النّاسِ تُرْمَى وُجوهُها – عَن المَجدِ لا تَدنو لِباب السّرَادِقِ |
| وإنّ ثِيَابي مِنْ ثِيَابِ مُحَرِّقٍ – وَلمْ أسْتَعِرْها مِنْ مُعاعٍ وَنَاعِقِ |
| يَظَلّ لَنَا يَوْمانِ: يَوْمٌ نُقِيمُهُ – نَدامَى وَيَوْمٌ في ظِلالِ الخَوافِقِ |
| وَلَوْ كنتَ تحتَ الأرْضِ شَقّ حديدَها – قَوَافيَّ عَنْ كَلْبٍ معَ اللّحدِ لاصِقِ |
| خَرَجْنَ كَنِيرَانِ الشّتَاءِ عَواصِياً – إلى أهْلِ دَمْخٍ من وَرَاءِ المَخارِقِ |
| على شأوِ أُولاهُنّ، حتى تَنَازَعَت – بهِنّ رُوَاةٌ مِنْ تَنُوخٍ وَغَافِقِ |
| وَنَحْنُ إذا عَدّتْ تَمِيمٌ قَدِيمَها – مَكانَ النّواصِي من وُجُوهِ السّوَابقِ |
| مَنَعْتُكَ مِيرَاثَ المُلُوكِ وَتَاجَهُم – وَأنْتَ لذَرْعي بَيْذَقٌ في البَياذِقِ |
الفرزدق
الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي البصري ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظته, من شعراء العصر الأموي. ولد في بادية بني تميم و توفي في البصرة.
تضعضع طودا وائل بعد مالك
| تَضَعْضَعَ طَوْدَا وَائِلٍ بَعْدَ مَالِكٍ – وَأصْبَحَ مِنْهَا مِعطَسُ العزّ أجْدَعا |
| فَأينَ أبُو غَسّانَ للجَارِ وَالقِرَى – وَللحَرْبِ إنْ هُزّ القَنَا فَتَزَعْزَعا |
| لَقَدْ بانَ لمْ يُسبَقْ بوِتْرٍ، وَلمْ يَدَعْ – إلى الغَرَضِ الأقصَى من المَجدِ منزَعا |
إن الذي أعطى الرجال حظوظهم
| إنّ الذي أعطَى الرّجال حظوظَهُم – على الناسِ أعطى خِنْدِفاً بالخَزَائمِ |
| لخِنْدِفَ قَبْلَ النّاسِ بَيتانِ فيهِما -عَديدُ الحَصَى والمَأثُرًّتِ العَظائِمِ |
| أخَذتُ على النّاسِ اثنَتَينِ ليَ الحَصَى – معَ المَجدِ ما لي فيهما من مُخاصِمِ |
| أبُونَا خَلِيلُ الله وَابنُ خَلِيلِهِ – أبُونَا أبُو المُسْتَخْلَفِينَ الأكَارِم |
| وَمَا أحَدٌ مِنْ فَخْرِنَا بالّذي لَنَا – على النّاسِ مِمّا يَعْرِفُونَ بِرَاغِمِ |
| وَهلْ من أبٍ في الناسِ يَدعونَ باسمه – لَهُ ابْنَانِ كَانَا مِثْلَ سَعْدٍ وَدارِمِ |
| إذا مَا هَبَطْنَا بَلْدَةً كانَ أهْلُهَا – بهَا وُلِدُوا، يَظعَنْ بها كلُّ جارِمِ |
| لَنَا العِزُّ مَنْ تَحلُلْ عَلَيْهِ بُيُوتُنا – يَمُتْ غَرَقاً أوْ يَحتَملْ أنْفَ رَاغِمِ |
| فَإنّ بَني سعدٍ هُمُ اللّيلُ، فيهِمُ – حُلُومٌ رَسَتْ، وَالظّالمو كلِّ ظالمِ |
| فَإنّ بَني سَعْدٍ هُمُ الهَامَةُ الّتي – بهَا مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلْجَماجِمِ |
| أبَتْ لبَني سَعْدٍ جِبَالٌ رَسَتْ بِهمْ – شَوَامِخُها، لا تُرْتَقَى بالسّلالمِ |
| وَمَا أحدٌ مِمّنْ هَجَاني عَلِمْتُهُ – يَكُونُ وَفَاءً عِرْضُهُ لي بِدائِمِ |
| وَمَا كُنْتُ أخْشَى طَيّئاً أنْ تَسُبّني – وَهُم نَبَطٌ لمْ تَعْتَصِبْ بالعَمَائِمِ |
| نَبِيطُ القُرَى لمْ تَخْتَمِرْ أُمّهاتُهُم – وَلا وَجَدَتْ مَسَّ الحَديدِ الكَوَالمِ |
| وَمَا يعلْلَمُ الطَّائِيُّ مِمَّنْ أبٌ لَهُ – وَلَوْ سَأَلُوا عَنْ طَيِّءٍ كُلَّ عَلِمِ |
| وَمَا يَمْنَعُ الطّائيُّ إلاّ رَصَاصَةٌ – بهَا نَقْشُ سُلْطانٍ على النّاسِ قائِمِ |
| مَتى يَهْبِطِ الطّائيُّ أرْضاً ولَمْ يَكُن – بهِ وَشْمُ مَوْشُومٍ يكُنْ غُنْمَ غانِمِ |
| مَتى يُمْنَعِ الطّائيُّ مِنْ حَيْثُ يَرْتقي – يكُنْ مَغنَماً من طَيّءٍ في المَقاسِمِ |
| وَإنّ هِجائي طَيّئاً، وَهيَ طيّءٌ – نَبِيطُ القُرَى إحدى الكِبارِ العَظائِمِ |
| بَنَى اللّؤمُ بَيْتاً فاستَقَرّتْ عِمادُهُ – على طَيّءِ الأنْبَاطِ ضَرْبَةَ لازِمِ |
| إذا اقْتَسَمَ اللّؤمَ اللّئَامُ وَجَدْتَهُ – يَكُونُ أبَا الطّائيّ دُونَ العَمَاعِمِ |
| وَما طَيّءٌ، واللّؤمُ فَوْقَ رِقَابِهِم – وَلمْ تَرِمِ الأحْبَالُ عَنْهَا بِرَائِمِ |
فدى لرؤوس من تميم تتابعوا
| فِدىً لرُؤوسٍ مِنْ تَمِيمٍ تَتابَعُوا – إلى الشّأمِ لمْ يَرْضَوْا بحكمِ السَّمَيدعِ |
| أحُكْمُ حَرُورِيٍّ مِنَ الدِّينِ مارِقٍ – أضَلُّ وَأغْوَى مِنْ حِمارٍ مُجَدَّعِ |
ان تنصفونا يال مروان نقترب
| إنْ تُنصِفُونَا يالَ مَرْوَان نَقْتَرِب – إلَيكُمْ، وَإلاّ فأذَنُوا بِبِعَادِ |
| فَإنّ لَنَا عَنْكُمْ مَرَاحاً وَمَذْهَباً – بعِيسٍ، إلى رِيحِ الفَلاةِ، صَوَادي |
| مُخَيَّسَةٍ بُزْلٍ تَخايَلُ في البُرَى – سَوَارٍ على طُولِ الفَلاةِ غَوادي |
| وفي الأرْض عن ذي الجوْرِ منأى – ومذهبٌ، وَكلُّ بِلادٍ أوْطَنَتْكَ بِلادِي |
| وَماذا عسَى الحَجّاجُ يَبْلُغُ جَهده – إذا نَحْنُ خَلّفْنَا حَفِيرَ زِيادِ |
ولو أسقيتهم عسلا مصفى
| ولَوْ أسْقَيْتَهُمْ عَسَلاً مُصَفّى – بمَاءِ النّيلِ، أوْ مَاء الفُرَاتِ |
| لَقَالُوا: إنّهُ مِلْحٌ أُجَاجٌ – أرَادَ بِهِ لَنَا إحْدَى الهَنَاتِ |