كان لبعضهمْ حمارٌ وجملْ | نالهما يوماً من الرقّ مللْ |
فانتظرَا بَشائِرَ الظَّلماءِ | وانطَلقا معاً إلى البَيْداءِ |
يجتليان طلعة َ الحريَّهْ | وينشقانِ ريحها الزكيَّهْ |
فاتفقا أن يقضيا العمرَ بها | وارتضَيا بمائِها وعُشبِها |
وبعدَ ليلة ٍ من المسيرِ | التفت الحِمارُ لِلبعيرِ |
وقال: كربٌ يا أَخي عظيمُ | فقفْ، فمشي كلَّهُ عقيمُ |
فقال: سَلْ فِداكَ أُمِّي وأَبي | عسى تَنالُ بي جليلَ المطلبِ |
قال: انطلقْ معي لإدراكِ المُنى | أَو انتظِر صاحبَكَ الحرَّ هنا |
لابدّ لي من عودة للبلد | لأَنني تركتُ فيه مِقوَدِي |
فقال سر والزَمْ أَخاك الوتِدا | فإنما خُلِقْتَ كي تُقيَّدا |