اسمَعْ نفائس ما يأْتيكَ مِنْ حِكَمي |
وافهمهُ فهمَ لبيبٍ ناقدٍ واعي |
كانت على زَعمهِمْ فيما مَضى غَنَمٌ |
بأَرضِ بغدادَ يَرعَى جَمْعَها راعي |
قد نام عنها، فنامَتْ غيْرَ واحدة ٍ |
لم يدعها في الدَّياجي للكرى داعي |
أمُّ الفطيمِ ، وسعدٍ ، والفتى علفٍ |
وابنِ کمِّهِ، وأَخيه مُنْية ِ الرَّاعي |
فبينَما هي تحتَ الليْل ساهرة ٌ |
تحييهِ ما بين أوجالٍ وأوجاعِ |
بدا لها الذِّئبُ يسعى في الظلامِ على |
بُعْدٍ، فصاحت: أَلا قوموا إلى الساعي! |
فقامَ راعي الحمى المرعيِّ منذعراً |
يقولُ : أين كلابي أين مقلاعي ؟ |
وضاقَ بالذِّئْبِ وجهُ الأَرض من فَرَق |
فانسابَ فيه انسيابَ الظَّبي في القاع |
فقالتِ الأُمُّ: يا للفخرِ! كان أبي |
حُرّاً، وكان وفِيّاً طائلَ الباعِ |
إذا الرُّعاة على أَغنامها سَهِرَتْ |
سَهرْتُ من حُبِّ أَطفالي على الرّاعي! |