| و ما أنسَ لا أنسَ يومَ المغارِ | محجبة ً لفظتها الحجبْ |
| دَعَاكَ ذَوُوهَا بِسُوءِ الفِعَالِ | لِمَا لا تَشَاءُ، وَمَا لا تُحِبّ |
| فَوَافَتْكَ تَعْثُرُ في مِرْطِهَا | و قدْ رأتِ الموتَ منْ عنْ كثبْ |
| وَقَدْ خَلَطَ الخَوْفُ لَمّا طَلَعْــتَ | دَلَّ الجَمَالِ بِذُلْ الرُّعُبْ |
| تُسَارِعُ في الخَطْوِ لا خِفّة | و تهتزُّ في المشيِ لا منْ طربْ |
| فلمَّـا بدتْ لكَ فوقَ البيوتِ | بدا لكَ منهنَّ جيشَ لجبْ |
| فكنتَ أخاهنَّ إذْ لا أخٌ | و كنتَ أباهنَّ إذْ ليسَ أبْ |
| وَمَا زِلتَ مُذْ كُنتَ تأتي الجَمِيلَ | و تحمي الحريمَ ، وترعى النسبْ |
| و تغضبُ حتى إذا ما ملكتَ | أطَعْتَ الرّضا، وَعَصَيْتَ الغَضَبْ |
| فَوَلّيْنَ عَنْكَ يُفَدّينَهَا | وَيَرْفَعنَ مِن ذَيْلِها ما انسَحَبْ |
| يُنَادِينَ بينَ خِلالِ البيوتِ | لا يَقطَعِ اللَّهُ نَسْلَ العَرَبْ |
| أمرتَ – وأنتَ المطاعُ الكريمُ | ببذلِ الأمانِ وردِ السلبْ |
| و قدْ رحنَ منْ مهجاتِ القلوبِ | بأوفرِ غنمٍ وأغلى نشبْ |
| فإنْ هُنّ يَابْنَ السَّرَاة ِ الكِرَامِ | رددنَ القلوبَ رددنا النهبْ |
أبو فراس الحمداني
أبو فراس الحمداني و إسمه الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الربعي هو شاعر من العصر العباسي ولد في الموصل وتوفي في حمص.
الشعر ديوان العرب
| الشعرُ دِيوانُ العَرَب – أبداً وعنوانُ النسبْ |
| لَمْ أعْدُ فِيهِ مَفَاخِري – و مديحَ آبائي النجبْ |
| ومقطعاتٍ ربما – حَلّيتُ مِنْهُنّ الكُتُبْ |
| لا في المديحِ ولا الهجاءِ – وَلا المُجُونِ وَلا اللّعِبْ |
لن للزمان وإن صعب
| لنْ للزمانِ وإنْ صعبْ | وَإذَا تَبَاعَدَ فَاقْتَرِبْ |
| لا تَكْذِبَنْ، مَنْ غَالَبَ الـ | أيامَ كانَ لها الغلبْ |
ألا إنما الدنيا مطية راكب
| ألا إنّمَا الدّنْيَا مَطِيّة ُ رَاكِبٍ | عَلا رَاكِبُوها ظَهْرَ أعوَجَ أحدَبَا |
| شموسٌ متى أعطتكَ طوعاً زمامها | فكُنْ للأذى مِنْ عَقّهَا مُتَرَقِّبَا |
من كان أنفق في نصر الهدى نشبا
| من كانَ أنفقَ في نصرِ الهدى نشباً | فأنتَ أنفقتَ فيه النفسَ والنشبا |
| يُذكي أخوكَ شِهَابَ الحربِ مُعتمداً | فَيَسْتَضِيءُ، وَيَغشَى جَدُّكَ اللّهَبَا |
أتزعم يا ضخم اللغاديد أننا
| أتَزْعُمُ، يا ضخمَ اللّغَادِيدِ، أنّنَا | وَنحن أُسودُ الحرْبِ لا نَعرِفُ الحرْبَا |
| فويلكَ منْ للحربِ إنْ لمْ نكنْ لها | ومنْ ذا الذي يمسي ويضحي لها تربا |
| و منْ ذا يلفّ الجيشَ منْ جنباتهِ | و منْ ذا يقودُ الشمَّ أو يصدمُ القلبا |
| وويلكَ منْ أردى أخاكَ بمرعشٍ | وَجَلّلَ ضرْباً وَجهَ وَالدِكَ العضبَا |
| وويلكَ منْ خلى ابنَ أختكَ موثقاً | وَخَلاّكَ بِاللَّقَّانِ تَبتَدرُ الشِّعبَا |
| أتوعدنا بالحربِ حتى كأننا | و إياكَ لمْ يعصبْ بها قلبنا عصبا |
| لَقد جَمَعْتنَا الحَرْبُ من قبلِ هَذِهِ | فكنا بها أسداً وكنتَ بها كلبا |
| فسلْ بردساً عنا أباك وصهرهُ | وسلْ آلَ برداليسَ أعظمكم خطبا |
| وَسَلْ قُرْقُوَاساً وَالشَّمِيشَقَ صِهْرَهُ | وَسَلْ سِبْطَهُ البطرِيقَ أثبَتكم قلبَا |
| وَسَلْ صِيدَكُمْ آلَ المَلايِنِ إنّنَا | نهبنا ببيضِ الهندِ عزهمُ نهبا |
| و سلْ آلَ بهرامٍ وآلَ بلنطسٍ | و سلْ آلَ منوالِ الجحاجحة َ الغلبا |
| و سلْ بالبرطسيسِ العساكرَ كلها | و سلْ بالمنسطرياطسِ الرومَ والعربا |
| ألَمْ تُفْنِهِمْ قَتْلاً وَأسْراً سُيُوفُنَا | وأسدَ الشرى الملأى وإنْ جمدتْ رعبا |
| بأقلامِنَا أُجْحِرْتَ أمْ بِسُيُوفِنَا | و أسدَ الشرى قدنا إليكَ أمِ الكتبا |
| تركناكَ في بطنِ الفلاة ِ تجوبها | كمَا انْتَفَقَ اليَرْبُوعُ يَلتَثِمُ التّرْبَا |
| تُفاخِرُنَا بالطّعنِ وَالضرب في الوَغى | لقد أوْسَعَتْك النفسُ يابنَ استها كِذبَا |
| رعى اللهُ أوفانا إذا قالَ ذمة ً | وَأنْفَذَنَا طَعْناً، وأَثْبَتَنَا قَلْبَا |
| وَجَدْتُ أبَاكَ العِلْجَ لمّا خَبَرْتُهُ | أقَلّكُمُ خَيراً، وَأكْثَرَكمْ عُجبَا |