شهدت بأنك حق أحد | وحكمك عدل وأنت الصمد |
ففيم قضيت وأنت العليم | الرحيم بشقوة هذا البلد |
به فاسدون أعوذ بحولك | من شر خلق إذا ما فسد |
مبيحون في السوق أهل الفسوق | محارم أزواجهم والولد |
توخى مال حرام حلال | على كل حال بلا منتقد |
يرومونه من وراء الظنون | ومن كل مأتى ومن كل يد |
ومن غره منهم الظاهرون | فكم خدعت حمأة بالزبد |
لقد شاد أصيدهم بيته | عنيت به الصيد دون الصيد |
بناه فأعلى كأني به | لهم معبد في ذراه مرد |
كأن نوافذ جدرانه | نواظر لا يعتريها رمد |
تعد على النيل قطر المياه | وترمقه بعيون الحسد |
جبران خليل جبران
هو جبران خليل جبران ميخائيل بن سعد, نابغة الكتاب المعاصرين المهاجرين في الولايات المتحدة الأمريكية وأصله من دمشق, ولد في لبنان و توفي في نيويورك.
حظيت بملء العين حسنا وروعة
حَظَيْت بملءِ الْعَيْن حُسْناً وَرَوْعَةً | عَرُوسٌ كَبَعْض الْحَور جَادَ بهَا الْخُلْدُ |
يَوَدُّ بَهَاءُ الصُّبْح لَوْ أَنَّهُ لَهَا | مُحَيّاً وَغُرُّ الزَّهْر لَوْ أَنَّهَا عقْدُ |
فَإِنْ خَطَرَتْ فِي الرّائعَات منَ الْحُلَى | تَمَنَّتْ حُلاَهَا الرَّوْضُ وَالأَغْصُنُ الْمُلْدُ |
كَفَاهَا تَجَاريبَ الْحَدَاثَةِ رُشْدُهَا | وَقَدْ جَازَ رَيْعَانُ الصَّبَا قَبْلَهَا الرِّشْدُ |
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَهْراً لَهَا غَيْرُ عَقْلهَا | لَكَانَ الغِنَى لاَ الْمالُ يُقْنَى وَلاَ النَّقْدُ |
غنىً لاَ يَحُلُّ الزُّهْدُ فيهِ لِفاضلٍ | حَصيفٌ إِذَا في غَيْره حَسُنَ الزَّهْدُ |
لِيَهْنئكُمَا هَذَا القرانُ فَإِنَّهُ | سُرُورٌ بمَا نَلْقى وَبُشْرَى بمَا بَعْدُ |
ففي يَوْمِهِ رَقَّتْ وَرَاقَتْ سَمَاؤُهُ | لِمَنْ يُجْتَلَى وَانْزَاحَت السُّحُبُ الرَّبْدُ |
وَفي غَدِهِ سِلْمٌ تَقُرُّ بهِ النُّهَى | وَحِلْمٌ تَصَافى عنْدَهُ الأَنْفُسُ اللِّد |
هُنَاكَ تَجِدُّ الأَرْضُ حلْيَ رياضِها | وَيُثْنَى إِلَى أَوْقَاتِهِ البَرْقُ وَالرَّعْدُ |
فَلاَ حَشْدُ إِلاَّ مَا تَلاَقَى أَحبَّةٌ | وَلاَ شَجْوُ إِلاَّ مَا شَجَا طَائرٌ يَشْدُو |
انفرط العقد ويا حسنه
انفرط العقد ويا حسنه | حباته تجري كقطر الندى |
لا انفراط العقد الذي ضمكم | وليك ذاك العقد نعم الفدى |
أما التي قلده جيدها | وحبذا الجيد وما قلدا |
لو أن شيئا زائلا حسنه | خلد كان العقد قد خلدا |
حي الأميرة ربة النسب
حي الأميرة ربة النسب | حي الأميرة ربة الحسب |
حي التي انتظمت فواصلها | في البر شمل العجم والعرب |
حي التي أخذت مناقبها | عن خير والدة وخير أب |
وأعز جد شاد مملكة | سامى بها العليا من الشهب |
يا من هواها مجد أمتها | مهما يجشمها من النصب |
ما يبلغ المداح من شيم | أكملتها بالعلم والأدب |
جاوزت آمال العفاة بما | تسدينهم من غير ما طلب |
فإليك شكرهم وأجمله | طي القلوب وليس في الكتب |
وإليك أدعية النفوس بأن | تحيي معظمة مدي الحقب |
وبأن تثابي عن نداك ومن | يقرض جميلا ربه يثب |
وافي الكتاب فأحيا
وافي الكتاب فأحيا | قلب المشوق الكئيب |
بنظرة من صديق | عن أعيني محجوب |
ورجع صوت رقيق | حرمته في المغيب |
كأنما أنت فيه | مخاطبي عن قريب |
أذكرتني غير ناس | يوم الفتاة اللعوب |
بين الأوانس والترب | حب القلوب |
في مسرح ضاق رحبا | بكل غاو أديب |
توحي المحاسن فيه | مقدمات الذنوب |
أدماء كالشمس تبدو | والوقت بعد الغروب |
مليكة ذات وجه | سمح وطرف مذيب |
بالنور تنزل آيات | حكمها المرهوب |
مثالها من ضميري | في مقدس محجوب |
مسيج من غرامي | وغيرتي بلهيب |
يجثو فؤادي فيه | بين اللظى المشبوب |
ويعبد الطيف منه | في مأمن من رقيب |
لكن أغار عليها | من ذي دهاء أريب |
أخي مزاح ورفق | مستلطف التشبيب |
وما عنيت حبيبا | حاشا وفاء حبيب |
صفاء العيش في شمل جميع
صفاء العيش في شمل جميع | له الجنات والصرح المهيا |
طروب حسه غرد هواه | طهور ماؤه عف الحميا |
جميل ضم كل جميل فعل | نقي القلب وضاح المحيا |
بدا سعد السعود به يرينا | بأوج العز مجتمع الثريا |