| أبَى الحُزْنُ أن أنسَى مَصَائبَ | أوْجعتْ صَمِيمَ فُؤادٍ كَانَ غَيرَ مَهينِ |
| وَمَا أنَا إلاّ مِثْلُ قَوْم تَتَابَعُوا | على قَدَرٍ مِنْ حَادِثَاتِ مَنُونِ |
| ولَوْ كانَتِ الأحداثُ يَدفَعُها امرُؤٌ | بَعِزٍّ، لمَا نَالَتْ يَدِي وَعَرِيني |
الفرزدق
الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي البصري ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظته, من شعراء العصر الأموي. ولد في بادية بني تميم و توفي في البصرة.
لقد سر العدو وساء سعدا
| لَقَدْ سَرّ العَدُوَّ وَسَاءَ سَعْداً | عَلى القَعقاعِ قَبرِ فَتىً هِجانِ |
| ألا تَبْكِي بَنُو سَعْدٍ فَتَاهَا | لِأَيّامِ السَماحَةِ وَالطِعانِ |
| فَتاها لِلعَظائِمِ إِن أَلَمَّت | وَلِلحَربِ المُشَمِّرَةِ العَوانِ |
| كَأَنَّ اللَحدَ يَومَ أَقامَ فيهِ | تَضَمَّنَ صَدرَ مَصقولٍ يَماني |
| فَتىً كَانَتْ يَدَاهُ بِكُلّ عُرْفٍ | إِذا جَمَدَ الأَكُفُّ تَدَفَّقانِ |
إني كتبت إليك ألتمس الغنى
| إِنّي كَتَبتُ إِلَيكَ أَلتَمِسُ الغِنى | بِيَدَيكَ أَو بِيَدَي أَبيكَ الهَيثَمِ |
| أَيدٍ سَبَقنَ إِلى المُنادي بِالقِرى | وَالبَأسِ في سَبَلِ العَجاجِ الأَقتَمِ |
| الشاعِباتِ إِذا الأُمورُ تَفاقَمَت | وَالمُطعِماتِ إِذا يَدٌ لَم تُطعَمِ |
| وَالمُصلِحاتِ بِمالِهِنَّ ذَوي الغِنى | وَالخاضِباتِ قَنا الأَسِنَّةِ بِالدَمِ |
| إِنّي حَلَفتُ بِرافِعينَ أَكُفَّهُم | بَينَ الحَطيمِ وَبَينَ حَوضَي زَمزَمِ |
| لتَأتِيَنّكَ مِدْحَةٌ مَشْهُورَةٌ | غَرّاءُ يَعرِفُها رِفاقُ المَوسِمِ |
بني نهشل هلا أصابت رماحكم
| بَني نَهشَلٍ هَلاّ أصَابَتْ رِماحُكُم | عَلى حَنْثَلٍ فيما يُصَادِفْنَ مِرْبَعا |
| وَجَدْتُمْ زَباباً كان أضْعَفَ ناصِراً | وَأقرَبَ من دارِ الهَوَانِ، وَأضْرَعا |
| قَتَلْتُمْ بِهِ ثَوْلَ الضّباعِ فَغادَرَتْ | مَناصِلُكُمْ مِنْهُ خَصِيلاً مَوَضَّعا |
| فكَيْفَ يَنامُ ابْنا صُبَيْحٍ وَمِرْبَعٌ | عَلى حَنْثَلٍ يُسْقَى الحَليبَ المُنَقَّعا |
أنا ابن خندف والحامي حقيقتها
| أَنا اِبنُ خِندِفَ وَالحامي حَقيقَتَها – قَد جَعَلوا في يَدَيَّ الشَمسَ وَالقَمَرا وَلَو نَفَرتَ بِقَيسٍ لَاِحتَقَرتُهُمُ – إِلى تَميمٍ تَقودُ الخَيلَ وَالعَكَرا وَفيهِمِ مائَتا أَلفٍ فَوارِسُهُم – وَحَرشَفٌ كَجُشاءِ اللَيلِ إِذ زَخَرا كانوا إِذاً لِتَميمٍ لُقمَةً ذَهَبَت – في ذي بَلاعيمَ لَهّامٍ إِذا فَغَرا باتَ تَميمٌ وَهُم في بَعضِ أَوعِيَةٍ – مِن بَطنِهِ قَد تَعَشّاهُم وَما شَعَرا يا أَيُّها النابِحُ العاوي لِشِقوَتِهِ – إِلَيَّ أُخبِركَ عَمّا تَجهَلُ الخَبَرا بِأَنَّ حَيّاتِ قَيسٍ إِن دَلَفتَ بِها – حَيّاتُ ماءٍ سَتَلقى الحَيَّةَ الذَكَرا أَصَمَّ لا تَقرَبُ الحَيّاتُ هَضبَتَهُ – وَلَيسَ حَيٌّ لَهُ عاشٍ يَرى أَثَرا يا قَيسَ عَيلانَ إِنّي كُنتُ قُلتُ لَكُم – يا قَيسَ عَيلانَ أَن لا تُسرِعوا الضَجَرا إِنّي مَتى أَهجُ قَوماً لا أَدَع لَهُمُ – سَمعاً إِذا اِستَمَعوا صَوتي وَلا بَصَرا يا غَطَفانُ دَعي مَرعى مُهَنَّأَةٍ – تُعدي الصِحاحَ إِذا ما عَرُّها اِنتَشَرا لا يُبرِئُ القَطِرانُ المَحضُ ناشِرَها – إِذا تَصَعَّدَ في الأَعناقِ وَاِستَعَرا لَو لَم تَكُن غَطَفانٌ لا ذُنوبَ لَها – إِلَيَّ لامَ ذَوُو أَحلامِهِم عُمَرا مَمّا تَشَجَّعَ مِنّي حينَ هَجهَجَ بي – مِن بَينِ مَغرِبِها وَالقَرنِ إِذ فَطَرا |
لا فضل إلا فضل أم على ابنها
| لا فَضْلَ إلاّ فَضْل أُمٍّ عَلى ابْنِها | كَفَضْلِ أبي الأشْبالِ عندَ الفَرَزْدقِ |
| تَدارَكَني مِنْ هُوّةٍ كانَ قَعْرُهَا | ثَمَانِينَ بَاعاً للطّويلِ العَشَنَّقِ |
| إذا ما تَرَامَتْ بامرِىءٍ مُشْرِفَاتها | إلى قَعْرِهَا لمْ يدْرِ مِنْ أينَ يَرْتَقي |
| طَليقُ أبي الأشبالِ أصْبَحتُ شاكِراً | لَهُ شَعْرُ نُعْمَى فَضْلُها لمْ يُرَنَّقِ |
| أبَعْدَ الّذي حَطّمْتَ عَني وَبَعْدَما | رَأيْتُ المَنَايَا فَوْقَ عَيْنيّ تَلْتَقي |
| حَطَمتَ قُيودي حَطْمَةً لم تَدعْ لها | بِساقيّ، إذْ حَطّمْتَها من مُعَلَّقِ |
| لَعمْرِي لَئِنْ حَطّمْتَ قَيْدي لطالما | مَشَيْتُ بقَيْدي رَاسِفاً غَيرَ مُطْلَقِ |
| سَتَسْمَعُ ما أُثْني عَلَيكَ إذا التَقَتْ | غَرَائِبُ تَأتي كُلَّ غَرْبٍ وَمَشْرِقِ |
| فَأنْتَ سَواءٌ والسَّماكُ إذا التَقى | على مُمْحِلٍ بالوَائِلِ المُتعَسِّقِ |
| وَلَسْتُ بِنَاسٍ فَضْلَ رَبّي وَنِعْمَةً | خَرَجْتُ بهَا مِنْ كُلّ مَوْتٍ محَدِّقِ |
| وَما مِنْ بَلاءٍ مِثْلُ نَفْسٍ رَدَدْتَها | إلى حَيْثُ كانَتْ وهي عند المُخَنَّقِ |
| وإنّ أبا الأشْبَالِ ألْبَسَني لَهُ | عَليّ رِدَاءَ الأمْنِ لَمْ يَتَخَرَقِ |
| وَفَضْلُ أبي الأشْبَالِ عِندي كَوَابِل | على أثَرِ الوَسْمِيّ للأرْضِ مُغْدِقِ |
| وَإنّ أبَا أُمّي وَجَدّي أبَا أبي | وَلَيلى عَلَوْا بي ساعدَيْ كلّ مُرْتَقي |