إن تك كلبا من كليب فإنني

إنْ تَكُ كَلْباً مِنْ كُلَيْبٍ، فإنّني – مِنَ الدّراِمِيّينَ الطّوَالِ الشّقاشِقِ
نَظَلّ نَدامَى للمُلُوكِ، وَأنْتُمُ – تُمَشَّونَ بِالأرْبَاقِ مِيلَ العَوَاتِقِ
وَإنّا لَتَرْوَى بالأكُفّ رِمَاحُنَا – إذا أُرْعِشَتْ أيْدِيكُمْ بِالمَعالِق
وإنَّ ثِيَابَ المُلْكِ في آلِ دَارِم – هُمْ وَرِثوهَا. لا كُلَيْبُ الحَّواهِق
ثِيَابُ أبي قَابُوسَ أوْرَثَها ابْنَهُ – وأوْرَثَنَاهَا عَنْ مُلُوكِ المَشَارِق
وَإنّا لَتَجْرِي الخَمْرُ بَينَ سَرَاتِنا – وَبَينَ أبي قَابُوسَ فَوْقَ النّمَارِقٍ
لَدُنْ غُدْوَةً حَتى نَرُوحَ، وَتَاجُهُ – عَلَينا وَذاكي المِسْكِ فَوْقَ المَفارِقِ
كُلَيبٌ وَرَاءَ النّاسِ تُرْمَى وُجوهُها – عَن المَجدِ لا تَدنو لِباب السّرَادِقِ
وإنّ ثِيَابي مِنْ ثِيَابِ مُحَرِّقٍ – وَلمْ أسْتَعِرْها مِنْ مُعاعٍ وَنَاعِقِ
يَظَلّ لَنَا يَوْمانِ: يَوْمٌ نُقِيمُهُ – نَدامَى وَيَوْمٌ في ظِلالِ الخَوافِقِ
وَلَوْ كنتَ تحتَ الأرْضِ شَقّ حديدَها – قَوَافيَّ عَنْ كَلْبٍ معَ اللّحدِ لاصِقِ
خَرَجْنَ كَنِيرَانِ الشّتَاءِ عَواصِياً – إلى أهْلِ دَمْخٍ من وَرَاءِ المَخارِقِ
على شأوِ أُولاهُنّ، حتى تَنَازَعَت – بهِنّ رُوَاةٌ مِنْ تَنُوخٍ وَغَافِقِ
وَنَحْنُ إذا عَدّتْ تَمِيمٌ قَدِيمَها – مَكانَ النّواصِي من وُجُوهِ السّوَابقِ
مَنَعْتُكَ مِيرَاثَ المُلُوكِ وَتَاجَهُم – وَأنْتَ لذَرْعي بَيْذَقٌ في البَياذِقِ
قصيدة هجاء للشاعر الفرزدق

تضعضع طودا وائل بعد مالك

تَضَعْضَعَ طَوْدَا وَائِلٍ بَعْدَ مَالِكٍ – وَأصْبَحَ مِنْهَا مِعطَسُ العزّ أجْدَعا
فَأينَ أبُو غَسّانَ للجَارِ وَالقِرَى – وَللحَرْبِ إنْ هُزّ القَنَا فَتَزَعْزَعا
لَقَدْ بانَ لمْ يُسبَقْ بوِتْرٍ، وَلمْ يَدَعْ – إلى الغَرَضِ الأقصَى من المَجدِ منزَعا
أبيات قصيرة للفرزدق

إن الذي أعطى الرجال حظوظهم

إنّ الذي أعطَى الرّجال حظوظَهُم – على الناسِ أعطى خِنْدِفاً بالخَزَائمِ
لخِنْدِفَ قَبْلَ النّاسِ بَيتانِ فيهِما -عَديدُ الحَصَى والمَأثُرًّتِ العَظائِمِ
أخَذتُ على النّاسِ اثنَتَينِ ليَ الحَصَى – معَ المَجدِ ما لي فيهما من مُخاصِمِ
أبُونَا خَلِيلُ الله وَابنُ خَلِيلِهِ – أبُونَا أبُو المُسْتَخْلَفِينَ الأكَارِم
وَمَا أحَدٌ مِنْ فَخْرِنَا بالّذي لَنَا – على النّاسِ مِمّا يَعْرِفُونَ بِرَاغِمِ
وَهلْ من أبٍ في الناسِ يَدعونَ باسمه – لَهُ ابْنَانِ كَانَا مِثْلَ سَعْدٍ وَدارِمِ
إذا مَا هَبَطْنَا بَلْدَةً كانَ أهْلُهَا – بهَا وُلِدُوا، يَظعَنْ بها كلُّ جارِمِ
لَنَا العِزُّ مَنْ تَحلُلْ عَلَيْهِ بُيُوتُنا – يَمُتْ غَرَقاً أوْ يَحتَملْ أنْفَ رَاغِمِ
فَإنّ بَني سعدٍ هُمُ اللّيلُ، فيهِمُ – حُلُومٌ رَسَتْ، وَالظّالمو كلِّ ظالمِ
فَإنّ بَني سَعْدٍ هُمُ الهَامَةُ الّتي – بهَا مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلْجَماجِمِ
أبَتْ لبَني سَعْدٍ جِبَالٌ رَسَتْ بِهمْ – شَوَامِخُها، لا تُرْتَقَى بالسّلالمِ
وَمَا أحدٌ مِمّنْ هَجَاني عَلِمْتُهُ – يَكُونُ وَفَاءً عِرْضُهُ لي بِدائِمِ
وَمَا كُنْتُ أخْشَى طَيّئاً أنْ تَسُبّني – وَهُم نَبَطٌ لمْ تَعْتَصِبْ بالعَمَائِمِ
نَبِيطُ القُرَى لمْ تَخْتَمِرْ أُمّهاتُهُم – وَلا وَجَدَتْ مَسَّ الحَديدِ الكَوَالمِ
وَمَا يعلْلَمُ الطَّائِيُّ مِمَّنْ أبٌ لَهُ – وَلَوْ سَأَلُوا عَنْ طَيِّءٍ كُلَّ عَلِمِ
وَمَا يَمْنَعُ الطّائيُّ إلاّ رَصَاصَةٌ – بهَا نَقْشُ سُلْطانٍ على النّاسِ قائِمِ
مَتى يَهْبِطِ الطّائيُّ أرْضاً ولَمْ يَكُن – بهِ وَشْمُ مَوْشُومٍ يكُنْ غُنْمَ غانِمِ
مَتى يُمْنَعِ الطّائيُّ مِنْ حَيْثُ يَرْتقي – يكُنْ مَغنَماً من طَيّءٍ في المَقاسِمِ
وَإنّ هِجائي طَيّئاً، وَهيَ طيّءٌ – نَبِيطُ القُرَى إحدى الكِبارِ العَظائِمِ
بَنَى اللّؤمُ بَيْتاً فاستَقَرّتْ عِمادُهُ – على طَيّءِ الأنْبَاطِ ضَرْبَةَ لازِمِ
إذا اقْتَسَمَ اللّؤمَ اللّئَامُ وَجَدْتَهُ – يَكُونُ أبَا الطّائيّ دُونَ العَمَاعِمِ
وَما طَيّءٌ، واللّؤمُ فَوْقَ رِقَابِهِم – وَلمْ تَرِمِ الأحْبَالُ عَنْهَا بِرَائِمِ

فدى لرؤوس من تميم تتابعوا

فِدىً لرُؤوسٍ مِنْ تَمِيمٍ تَتابَعُوا – إلى الشّأمِ لمْ يَرْضَوْا بحكمِ السَّمَيدعِ
أحُكْمُ حَرُورِيٍّ مِنَ الدِّينِ مارِقٍ – أضَلُّ وَأغْوَى مِنْ حِمارٍ مُجَدَّعِ
أبيات قصيرة للفرزدق

ان تنصفونا يال مروان نقترب

إنْ تُنصِفُونَا يالَ مَرْوَان نَقْتَرِب – إلَيكُمْ، وَإلاّ فأذَنُوا بِبِعَادِ
فَإنّ لَنَا عَنْكُمْ مَرَاحاً وَمَذْهَباً – بعِيسٍ، إلى رِيحِ الفَلاةِ، صَوَادي
مُخَيَّسَةٍ بُزْلٍ تَخايَلُ في البُرَى – سَوَارٍ على طُولِ الفَلاةِ غَوادي
وفي الأرْض عن ذي الجوْرِ منأى – ومذهبٌ، وَكلُّ بِلادٍ أوْطَنَتْكَ بِلادِي
وَماذا عسَى الحَجّاجُ يَبْلُغُ جَهده – إذا نَحْنُ خَلّفْنَا حَفِيرَ زِيادِ
قصيدة لشاعر العصر الأموي الفرزدق

ولو أسقيتهم عسلا مصفى

ولَوْ أسْقَيْتَهُمْ عَسَلاً مُصَفّى – بمَاءِ النّيلِ، أوْ مَاء الفُرَاتِ
لَقَالُوا: إنّهُ مِلْحٌ أُجَاجٌ – أرَادَ بِهِ لَنَا إحْدَى الهَنَاتِ
أبيات قصيرة للفرزدق