انتقل إلى المحتوى
لدودة ِ القزِّ عندي | ودودة ِ الأضواءِ |
حكاية ٌ تشتَهيها | مسامعُ الأَذكياءِ |
لمَّا رأَت تِلكَ هذِي | تنيرُ في الظلماءِ |
سَعَتْ إليها، وقالت | تعيشُ ذاتُ الضِّياءِ |
أَنا المؤمَّلُ نفعي | أَنا الشهيرُ وفائي |
حلا ليَ النفعُ حتى | رضيتُ فيه فنائي |
وقد أتيتُ لأحظى | بوجهكِ الوضَّاءِ |
فهل لنورِ الثرى في | مَوَدّتي وإخائي |
قالت: عَرَضتِ علينا | وجهاً بغيرِ حياءِ |
من أنتِ حتى تداني | ذاتَ السَّنا والسَّناءِ |
أنا البديعُ جمالي | أَنا الرفيعُ عَلائي |
أين الكواكبُ مني | بل أين بدرُ السماءِ |
فامضي؛ فلا وُدّ عندي | إذ لستِ من أكفائي |
وعند ذلك مرَّتْ | حسناءُ معْ حسناءِ |
تقولُ: لله ثوبي | في حُسنِه والبَهاءِ |
كم عندنا من أَيادٍ | للدودة ِ الغراءِ |
ثم انثنتْ فأتتْ ذي | تقولُ للحمقاءِ |
هل عندكِ الآنَ شَكٌّ | في رُتبتي القَعساءِ |
إن كان فيك ضياءٌ | إن الثناءَ ضيائي |
وإنه لضياءٌ | مؤيَّدٌ بالبقاءِ |
شعر أحمد شوقي
عدد المشاهدات: 245