| دَعِ العَبَرَاتِ تَنهَمِرُ انْهِمَارَا، | و نارَ الوجدِ تستعرُ استعارا |
| أتطفأُ حسرتي ، وتقرُّ عيني ، | و لمْ أوقدْ ، معَ الغازينَ ، نارا؟ |
| رأيتُ الصبرَ أبعدَ ما يرجَّى ، | إذَا ما الجَيْشُ بِالغَازِينَ سَارَا |
| وَأعْدَدْتُ الكَتَائِبَ مُعْلَماتٍ | تنادي ، كلَّ آنٍ ، بي : سعارا |
| وَقَدْ ثَقّفْتُ للهَيْجَاءِ رُمْحي، | وَأضْمَرْتُ المَهَارِي والمِهَارَا |
| و كانَ إذا دعانا الأمرُ حفَّتْ | بِنَا الفِتْيَانُ، تَبتَدِرُ ابْتِدَارَا |
| بخيلٍ لاَ تعاندُ منْ عليها ، | وَقَوْمٍ لا يَرَوْنَ المَوْتَ عَارَا |
| وراءَ القافلينَ بكلِّ أرضٍ ، | وَأَوَّلُ مَنْ يُغِيرُ، إذَا أغَارَا |
| ستذكرني ، إذا طردتْ ، رجالٌ ، | دفقتُ الرمحَ بينهمُ مرارا |
| و أرضٌ ، كنتُ أملؤها خيولاً ، | و جوٍّ ، كنتُ أرهقهُ غبارا |
| لَعَلّ الله يُعْقِبُني صَلاحاً | قويماً ، أو يقليني العثارا |
| فأشفي منْ طعانِ الخيلِ صدراً | وَأُدرِكُ من صُرُوفِ الدّهرِ ثَارَا |
| أقمتُ على ” الأميرِ ” ، وكنتُ ممنْ | يعزُّ عليهِ فرقتهُ ، اختيارا |
| إذا سارَ ” الأميرُ ” ، فلا هدوا | لنفسي أو يؤوبَ ، ولا قرارا |
| أكابدُ بعدهُ همَّـا ، وغمَّـا ، | و نوماً ، لا ألذُّ به غرارا |
| وَكُنْتُ بِهِ أشَدّ ذَوِيّ بَطشاً، | وَأبْعَدَهُم، إذا رَكِبُوا، مَغَارَا |
| أشُقّ، وَرَاءهُ، الجَيشَ المُعَبّا، | و أخرقُ ، بعدهُ ، الرهجَ المثارا |
| إذَا بَقِيَ الأمِيرُ قَرِيرَ عَيْنٍ | فديناهُ ، اختياراً ، لا اضطرار |
| أبٌ برٌّ ، ومولى ، وابنُ عمٍ ، | و مستندٌ ، إذا ما الخطبُ جارا |
| يَمُدّ عَلى أكَابِرِنَا جَنَاحاً، | و يكفلُ ، في مواطننا ، الصغارا |
| أراني اللهُ طلعتهُ ، سريعاً ، | وَأصْحَبَهُ السّلامَة َ، حَيثُ سَارَا |
| وَبَلّغَهُ أمَانِيَهُ جَمِيعاً، | و كانَ لهُ منَ الحدثانِ جارا |