تعتبر قصيدة إلى عينين شماليتين للشاعر نزار قباني من إحدى القصائد التصويرية التي نجح الشاعر في تجسيدها ليتم تصوير الشخصيات خلال إلقاء القصيدة، وتدل القصيدة على براعة الشاعر في تخيل المرأة ومدى اللباقة التي يعبر بها نزار عن مدى إعجابه بها.
في خلال مسيرة نزار قباني في تأليف القصائد الشعرية، قد كان الاهتمام الأكبر له خلال ذلك المشوار الطويل للمرأة، حيث إنه كان يمتلك نظرة وأسلوبا خاصا يقوم بالتحدث عنه خلال كتاباته، وذلك من خلال التحدث عن الأم أو الزوجة أو الحبيبة وحتى عن الطفلة، وتكون كلمات قصيدة إلى عينين شماليتين على النحو التالي:
استوقفتني، والطريق لنا .. ذات العيون الخضر تشكرني
آرمتني- قالت – بأغنية .. والشعر يكرم إذ يكرمني
لا تشكريني واشكري أفقاً .. نجماته نزلت تطوقني
وجنينة خضراء إن ضحكت .. فعلى حدود النجم تزرعي
شاء الصنوبر أن أصوره .. أأرد مطلبه.. أيمكنني؟
ونظرت في عيني محدثي .. والمد يطويني وينشرني
فإذا الكروم هناك عارشة .. وإذا القلوع الخضر تحملني
هذه بحار أنت أجهلها .. لأبر- بعد اليوم- يا سفني
معنا الرياح فقل لأشرعتي .. عبي المدى الزيتي، واحتضني
خجل إذا لم ترس صاريتي في مرفأين بآخر الزمن ماذا؟
أيتعبك المدى؟ أبداً .. لا شيء في عينيك يتعبني
أرجو الضياعَ، وأستريح له .. يا ويل درب لا يضيعني..
وتطلعت فطريق ضيعتنا .. مازلت أعرفها وتعرفني
بيتي وبيت أبي وبيدرنا .. وشجيرة النارنج تحضنني
تاهت بعينيها وما علمت .. إني عبدت بعينها وطني