| شَكَوتُ إِلى سِربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بي  ~  فَقُلتُ وَمِثلي بِالبُكاءِ جَديرُ | 
| أَسِربَ القَطا هَل مِن مُعيرٍ جَناحَهُ  ~  لَعَلّي إِلى مَن قَد هَوَيتُ أَطير | 
| فَجاوَبنَني مِن فَوقِ غُصنِ أَراكَة  ~  أَلا كُلُّنا يا مُستَعيرُ مُعير | 
| وَأَيُّ قَطاةٍ لَم تُعِركَ جَناحَها  ~  فَعاشَت بِضُرٍّ وَالجَناحُ كَسير | 
| وَإِلّا فَمَن هَذا يُؤَدّي رِسالَة  ~  فَأَشكُرَهُ إِنَّ المُحِبَّ شَكور | 
| إِلى اللَهِ أَشكو صَبوَتي بَعدَ كُربَتي  ~  وَنيرانُ شَوقي ما بِهِنَّ فُتور | 
| فَإِنّي لَقاسي القَلبِ إِن كُنتَ صابِرا  ~  غَداةَ غَدٍ فيمَن يَسيرُ تَسير | 
| فَإِن لَم أَمُت غَمّاً وَهَمّاً وَكُربَة  ~  يُعاوِدُني بَعدَ الزَفيرِ زَفير | 
| إِذا جَلَسوا في مَجلِسٍ نَدَروا دَمي  ~  فَكَيفَ تُراها عِندَ ذاكَ تُجير | 
| وَدونَ دَمي هَزُّ الرِماحِ كَأَنَّها  ~  تَوَقَّدُ جَمرٍ ثاقِبٍ وَسَعير | 
| وَزُرقُ مَقيلِ المَوتِ تَحتَ ظُباتِها  ~  وَنَبلٌ وَسُمرٌ ما لَهُنَّ مُجير | 
| إِذا غُمِزَت أَصلابُهُنَّ تَرَنَّمَت  ~  مُعَطَّفَةٌ لَيسَت بِهِنَّ كُسور | 
| قَطَعنَ الحَصى وَالرَملَ حَتّى تفلَقَت  ~  قَلائِدُ في أَعناقِها وَضُفور | 
| وَقالَت أَخافُ المَوتَ إِن يَشحَطِ النَوى  ~  فَيا كَبِداً مِن خَوفِ ذاكَ تَغور | 
| سَلوا أُمَّ عَمروٍ هَل يُنَوَّلُ عاشِق  ~  أَخو سَقَمٍ أَم هَل يُفَكُّ أَسير | 
| أَلا قُل لِلَيلى هَل تُراها مُجيرَتي  ~  فَإِنّي لَها فيما لَدَيَّ مُجير | 
| أَظَلُّ بِحُزنٍ إِن تَغَنَّت حَمامَة  ~  مِنَ الوُرقِ مِطرابُ العَشِيِّ بَكور | 
| بَكَت حينَ دَرَّ الشَوقُ لي وَتَرَنَّمَت  ~  فَلا صَحَلٌ تُربي بِهِ وَصَفير | 
| لَها رُفقَةٌ يُسعِدنَها فَكَأَنَّما  ~  تَعاطَينَ كَأساً بَينَهُنَّ تَدور | 
| بِجِزعٍ مِنَ الوادي فَضاءٍ مَسيلُه  ~  وَأَعلاهُ أَثلٌ ناعِمٌ وَسَدير | 
| بِهِ بَقَرٌ لا يَبرَحُ الدَهرَ ساكِناً  ~  وَآخَرُ وَحشِيُّ السِخالِ يَثور |