| ألا حَيِّ إذ أهلي وأهلك جِيرَةٌ | مَحلاًّ بذاتِ الرِّمثِ قد كادَ يدرُسُ | 
| وَقَد كانَ للبِيضِ الرّعابِيبِ مَعَهداً | لَهُ في الصِّبَا يَوْمٌ أغَرُّ وَمَجْلِسُ | 
| بِهِ حَلَقٌ فِيها مِنَ الجُوعِ قاتِلٌ | وَمُعْتَمَدٌ مِنْ ذِرْوَةِ العِزّ أقْعَسُ | 
الفرزدق
الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي البصري ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظته, من شعراء العصر الأموي. ولد في بادية بني تميم و توفي في البصرة.
أمر الأمير بحاجتي وقضائها
| أمَرَ الأمِيرُ بحَاجَتي وَقَضَائِهَا | وَأبُو عُبَيْدَةَ عِنْدَنَا مَذْمُومُ | 
| مِثْلُ الحِمارِ إذا شَدَدْتَ بسَرْجِهِ | وَإلى الضُّرَاطَ وَعَضّهُ الإبْزِيمُ | 
| أبَتِ المَوَالي أنْ تَكُونَ صَمِيمَها | وَنَفَتْكَ عَنْ أحْسَابِهَا مَخْزُومُ | 
غدوت وقد أزمعت وثبة ماجد
| غَدَوْتُ وَقَدْ أزْمَعتُ وَثْبَةَ ماجِدٍ | لأفْديَ بِابْني من رَدَى المَوْتِ خاليَا | 
| غُلامٌ أبُوهُ المُستَجارُ بقَبْرِهِ | وَصَعْصَعةُ الفَكّاكُ مَنْ كانَ عانيَا | 
| وَكنتُ ابن أشياخٍ يُجيرُونَ مَن جنى | وَيُحيُونَ بالغَيْثِ العِظامَ البَوَالِيَا | 
| يُداوُونَ بالأحلامِ وَالجَهْلِ مِنهُمُ | وَيُؤسَى بِهمْ صَدعُ الذي كان وَاهِيَا | 
| رَهَنْتُ بَني السِّيدِ الأشائِمِ مُوفِياً | بمَقْتُولهِمْ عِنْدَ المُفاداةِ غَالِيَا | 
| وَقُلتُ أشِطّوا يا بَني السِّيد حَكَمَكُمْ | عَلَيّ فَإني لا يَضِيقُ ذِرَاعِيَا | 
| إذا خُيّرَ السّيدِيُّ بَينَ غَوَايَةٍ | وَرُشْدٍ أتَى السيِّديُّ ما كانَ غاوِيَا | 
| ولَوْ أنّني أعطَيْتُ ما ضَمّ وَاسِطٌ | أبَى قَدَرُ الله الّذِي كَانَ مَاضِيَا | 
| وَلمّا دَعاني وَهوَ يَرْسُفُ لمْ أكُنْ | بَطِيئاً عَنِ الدّاعي وَلا مُتَوَانِيَا | 
| شَدْدتُ على نِصْفي إزِارِي وَرُبّما | شَدَدْتُ لأحْداثِ الأمُورِ إزَارِيَا | 
| دَعَاني وَحدُّ السّيْفِ قَد كانَ فوْقَه | فأعطَيتُ مِنه ابني جَميعاً وَمَالِيَا | 
| وَلمْ أرَ مِثْلي إذْ يُنَادَى ابنُ غالِبٍ | مُجيباً، ولا مِثْلَ المُنادي مُنَادِيَا | 
| فما كانَ ذَنْبي في المَنِيّةِ إنْ عصَتْ | ولَمْ أتّرِكْ شَيْئاً عَزيزاً وَرَائِيَا | 
إذا ما بدا الحجاج للناس أطرقوا
| إذا ما بَدا الحَجّاجُ للنّاسِ أطْرَقُوا | وَأسكَتَ مِنهُمْ كلُّ مَن كان يَنطِقُ | 
| فَما هُوَ إلاّ بَائِلٌ مِنْ مَخافَةٍ | وَآخَرُ مِنْهُمْ ظَل بالرّيقِ يَشْرَقُ | 
| وَطارَتْ قُلوبُ النّاسِ شَرْقاً وَمغَرِباً | فَما النّاسُ إلاّ مُهجِسٌ أوْ مُلَقلِقُ | 
ألا ليت شعري ما تقول مجاشع
| ألا لَيتَ شعرِي ما تَقُولُ مُجاشِعٌ | إذا قال رَاعي النِّيبِ أوْدى الفَرَزْدقُ | 
| ألَمْ أكُ أكْفِيها وَأحْمي ذِمَارَها | وأَبْلُغُ أقْصى ما بِهِ مُتَعَلَّقُ | 
| وإني لَممّا أُورِدُ الخَصْمَ جَهْدَهُ | إذا لمْ يكُنْ إلاّ الشّجَى وَالمُخَنَّقُ | 
إني لأستحيي وإني لفاخر
| إنّي لأَسْتَحْيِي وَإنّي لَفَاخِرٌ | عَلى طَيّءٍ بِالأقْرَعَيْنِ وَغالِبِ | 
| إذا رَفَعَ الطّائيُّ عَيْنَيْهِ رَفْعَةً | رَآني على الجَوْزَاءِ فَوْقَ الكَوَاكبِ | 
| وَمَا طَيّءٌ إلاّ قَبَائِلُ أُنْزِلتْ | إلى أهْلِ عَيْنِ التّمْرِ من كلّ جانبِ | 
| فهذي حُدَيّا النّاسِ فَخْراً على أبي | أبي غالِبٍ مُحْيي الوَئِيدِ وَحاجِبِ | 
| وَإنْ أنَا لمْ أجْعَلْ بِأعناقِ طَيّءٍ | مَوَاقِعَ يَبْقى عارُها غَيرَ ذاهِبِ | 
| فَمَا عَلِمَتْ طائِيّةٌ مَنْ أبٌ لهَا، | ولَوْ سَألَتْ عَنْ أصْلِها كلَّ ناسِبِ |