نَبْوَة ُ الإدْلالِ لَيْسَتْ

نَبْوَة ُ الإدْلالِ لَيْسَتْ، عِنْدَنَا، ذَنْباً يُعَدُّ
قُلْ لِمَنْ لَيسَ لَهُ عَهْـ ـدٌ، لَنَا عَهْدٌ وَعَقْدُ
جُمْلَة ٌ تُغْني عَنِ التّفْـ ـصيلِ : ” مالي عنكًَ بدُّ “
إنْ تَغَيَّرْتَ فَمَا غُيّـ ـرَ مِنّا لَكَ عَهْدُ

عَطَفتُ على عَمرِو بنِ تغلِبَ بَعدَما

عَطَفتُ على عَمرِو بنِ تغلِبَ بَعدَما تَعَرّضَ مني جانِبٌ لَهُمُ صَلْدُ
ولا خيرَ في هجرِ العشيرة ِ لامريءٍ يَرُوحُ عَلى ذَمّ العَشِيرَة ِ أوْ يَغْدُو
وَلَكِنْ دُنُوٌّ لا يُوَلّدُ هِجْرَة ً، وَهَجْرٌ رَفِيقٌ لا يُصَاحِبُهُ زُهْدُ
نباعدهمْ طوراً ؛ كما يبعدُ العدا ؛ وَنُكرِمُهُمْ طَوْراً كمَا يُكرَمُ الوَفدُ

لقد كنت أشكو البعد منك وبيننا

لقدْ كنتُ أشكو البعدَ منكَ وبيننابِلادٌ إذا ما شِئتُ قَرّبَها الوَخْدُ
فكيفَ وفيما بيننا ملكُ قيصرٍ وَلا أمَلٌ يُحيي النّفُوسَ وَلا وَعدُ
قصيدة شعر أبو فراس الحمداني

هَل للفَصاحَة ِ، وَالسّمَا

هَل للفَصاحَة ِ، وَالسّمَا حة ِ والعلى عني محيدُ
إذْ أنتَ سيدي الذي رَبّيْتَني وَأبي سَعِيدُ
في كلِّ يومٍ أستفيـ ـدُ منَ العلاءِ ، وأستزيدُ
وَيَزِيدُ فيّ إذَا رَأيْـ ـتُكَ في النّدَى خُلُقٌ جَدِيدُ

دَعَوْتُكَ للجَفْنِ القَرِيحِ المُسَهّدِ

دَعَوْتُكَ للجَفْنِ القَرِيحِ المُسَهّدِ لَدَيّ، وَللنّوْمِ القَلِيلِ المُشَرّدِ
وَمَا ذَاكَ بُخْلاً بِالحَيَاة ِ، وَإنّهَا لأَوّلُ مَبْذُولٍ لأوّلِ مُجْتَدِ
وَمَا الأَسْرُ مِمّا ضِقْتُ ذَرْعاً بحَملِهِ و ما الخطبُ مما أنْ أقولَ لهُ :قدِ
وَما زَلّ عَني أنّ شَخصاً مُعَرَّضاً لنبلِ العدى ؛ إنْ لمْ يصبْ ؛ فكأن ْقدِ
وَلَكِنّني أخْتَارُ مَوْتَ بَني أبي على صهواتِ الخيلِ ، غيرَ موسدِ
وَتَأبَى وَآبَى أنْ أمُوتَ مُوَسَّداً بأيدي النّصَارَى مَوْتَ أكمَدَ أكبَدِ
نضوتُ على الأيامِ ثوبَ جلادتي ؛ ولكنني لمْ أنضُ ثوبَ التجلدِ
و ما أنا إلا بينَ أمرٍ، وضدهُ يجددُ لي ، في كلِّ يومٍ مجددِ
فمِنْ حُسنِ صَبرٍ بالسّلامَة ِ وَاعِدي، ومنْ ريبِ دهرٍ بالردى ، متوعدي
أقلبُ طرفي بينَ خلٍّ مكبلٍ وَبَينَ صَفِيٍّ بِالحَدِدِ مُصَفَّدِ
دَعَوْتُكَ، وَالأبْوَابُ تُرْتَجُ دونَنا، فكُنْ خَيرَ مَدْعُوٍّ وَأكرَمَ مُنجِدِ
فمثلكَ منْ يدعى لكلِّ عظيمة ٍ و مثليَ منْ يفدى بكلِّ مسودِ
أناديكَ لا أني أخافُ منَ الردى و لا أرتجي تأخيرَ يومٍ إلى غدِ
وَقَد حُطّمَ الخَطّيّ وَاختَرَمَ العِدى و فللَ حدُّ المشرفيِّ المهندِ
و لكنْ أنفتُ الموتَ في دارِغربة ٍ ، بأيدي النّصَارَى الغُلفِ مِيتَة َ أكمَدِ
فلا تتركِ الأعداءَ حولي ليفرحوا وَلا تَقطعِ التّسآلَ عَني، وَتَقْعُدِ
وَلا تَقعُدنْ، عني، وَقد سيمَ فِديَتي، فلَستَ عن الفِعْلِ الكَرِيمِ بِمُقْعَدِ
فكمْ لكَ عندي منْ أيادٍ وأنعمٍ ؟ رفعتَ بها قدري وأكثرتَ حسدي
تَشَبّثْ بها أكرُومَة ً قَبْلَ فَوْتِهَا، وَقُمْ في خلاصي صَادق العزْمِ وَاقعُدِ
فإنْ مُتُّ بَعدَ اليَوْمِ عابكَ مَهلكي معابَ الزراريين ، مهلكَ معبدِ
هُمُ عَضَلُوا عَنهُ الفِدَاءَ فأصْبَحُوا يهدونَ أطرافَ القريضِ المقصدِ
و لمْ يكُ بدعاً هلكهُ ؛ غيرَ أنهمْ يُعَابُونَ إذْ سِيمَ الفِداءُ وَما فُدي
فَلا كانَ كَلبُ الرّومِ أرأفَ مِنكُمُ وَأرْغَبَ في كَسْبِ الثّنَاءِ المُخَلَّدِ
و لا يبلغِ الأعداءُ أنْ يتناهضوا وَتَقْعُدَ عَنْ هَذَا العَلاءِ المُشَيَّدِ
أأضْحَوْا عَلى أسْرَاهُمُ بيَ عُوّداً، وَأنْتُمْ عَلى أسْرَاكُمُ غَيرُ عُوّدِ؟!
مَتى تُخلِفُ الأيّامُ مِثلي لكُمْ فَتى ً طَوِيلَ نِجَادِ السَّيفِ رَحْبَ المُقَلَّدِ؟
مَتى تَلِدُ الأيّامُ مِثْلي لَكْمْ فَتى ً شَدِيداً عَلى البأساءِ، غَيرَ مُلَهَّدِ؟
فإنْ تَفْتَدُوني تَفْتَدُوا شَرَفَ العُلا، و أسرعَ عوادٍ إليها ، معوَّدِ
وَإنْ تَفْتَدُوني تَفْتَدُوا لِعُلاكُمُ فتى غيرَ مردودِ اللسانِ أو اليدِ
يطاعنُ عنْ أعراضكمْ ؛ بلسانهِ وَيَضْرِبُ عَنْكُمْ بِالحُسَامِ المُهَنّدِ
فَمَا كُلّ مَنْ شَاءَ المَعَالي يَنَالُها، و لاَ كلُّ سيارٍ إلى المجدِ يهتدي
أقِلْني! أقِلْني عَثْرَة َ الدّهْرِ إنّهُ رماني بسهمٍ ، صائبِ النصلِ ، مقصدِ
وَلَوْ لمْ تَنَلْ نَفسي وَلاءَكَ لمْ أكُنْ لأِورِدَهَا، في نَصرِهِ، كُلّ مَوْرِدِ
وَلا كنتُ ألقى الألفَ زُرْقاً عُيُونُهَا بسَبْعِينَ فِيهِمْ كُلّ أشْأمَ أنكَدِ
فلاَ ، وأبي ، ما ساعدانِ كساعدٍ ، وَلا وَأبي، ما سَيّدَانِ كَسَيّدِ
وَلا وَأبي، ما يَفْتُقُ الدّهْرُ جَانِباً فَيَرْتُقُهُ، إلاّ بِأمْرٍ مُسَدَّدِ
و إنكَ للمولى ، الذي بكَ أقتدي ، و إنك للنجمُ الذي بكَ أهتدي
وَأنتَ الّذِي عَرَّفْتَني طُرُقَ العُلا، وَأنْتَ الّذِي أهْدَيْتَني كلّ مَقْصدِ
وَأنْتَ الّذي بَلّغْتَني كُلّ رُتْبَة ٍ، مشيتُ إليها فوقَ أعناقِ حسدي
فَيَا مُلبسي النُّعمَى التي جَلّ قَدرُهَا لَقَد أخلَقَتْ تِلكَ الثّيابُ فَجَدّدِ
ألمْ ترَ أني ، فيكَ صافحتُ حدها وَفِيكَ شرِبتُ المَوْتَ غَيرَ مُصرَّدِ
يَقولونَ: جَنّبْ عادَة ً مَا عَرَفْتَها، شَدِيدٌ عَلى الإنْسَانِ ما لمْ يُعَوَّدِ
فَقُلتُ: أمَا وَاللَّهِ لا قَالَ قَائِلٌ: شَهدْتُ لَهُ في الحَرْبِ ألأمَ مَشهَدِ
وَلَكِنْ سَألقَاهَا، فَإمّا مَنِيّة ٌ هيَ الظنُّ ، أو بنيانُ عزِّ موطدِ
و لمْ أدرِ أنَّ الدهرَ في عددِ العدا؛ و أنَّ المنايا السودَ يرمينَ عنْ يدِ
بَقيتَ ابنَ عبد الله تُحمى من الرّدى ، وَيَفْدِيكَ مِنّا سَيّدٌ بَعْدَ سَيّدِ
بعيشة ِ مسعودٍ ؛ وأيامِ سالمٍ و نعمة ِ مغبوطٍ ؛ وحالِ محسدِ
ولاَيحرمني اللهُ قربكَ ‍! إنهُ مرادي منَ الدنيا ؛ وحظي ؛ وسؤددي

لمنْ جاهدَ الحسادَ أجرُ المجاهدِ

لمنْ جاهدَ الحسادَ أجرُ المجاهدِ وَأعْجَزُ مَا حَاوَلْتُ إرْضَاءُ حَاسِدِ
و لمْ أرَ مثلي اليومَ أكثرُ حاسداً ؛ كأنّ قُلُوبَ النّاسِ لي قَلبُ وَاجِدِ
ألمْ يَرَ هذا النّاسُ غَيْرِيَ فاضِلاً؟ وَلمْ يَظْفَرِ الحُسّادُ قَبلي بمَاجِدِ؟!
أرى الغلَّ منْ تحتِ النفاقِ ، وأجتني مِنَ العَسَلِ المَاذِيّ سُمّ الأسَاوِدِ
وَأصْبِرُ، مَا لْم يُحْسَبِ الصَّبْرُ ذِلّة ً، وَألْبَسُ، للمَذْمُومِ، حُلّة حَامِدِ
قليلُ اعتذارٍ ، منْ يبيتُ ذنوبهُ طِلابُ المَعَالي وَاكتِسَابُ المَحامِدِ
و أعلمُ إنْ فارقتُ خلاَّ عرفتهُ ، و حاولتُ خلاً أنني غيرُ واجدِ
وَهل غضَّ مني الأسرُ إذْ خفّ ناصري و قلَّ على تلكَ الأمورِ مساعدي
ألا لا يُسَرّ الشّامِتُونَ، فَإنّهَا مَوَارِدُ آبَائي الأولى ، وَمَوَارِدِي
و كمْ منْ خليلٍ ، حينَ جانبتُ زاهداً إلى غَيرِهِ عَاوَدْتُهُ غَيرَ زَاهِدِ!
وماكلُّ أنصاري من الناس ناصري ولاَ كلَّ أعضادي،منَ الناسِ عاضدي
وَهَل نافعي إنْ عَضّني الدّهرُ مُفرَداً إذا كانَ لي قومٌ طوالُ السواعدِ
وَهَلْ أنَا مَسْرُورٌ بِقُرْبِ أقَارِبي إذا كانَ لي منهمْ قلوبُ الأباعدِ؟
أيا جاهداً ، في نيلِ ما نلتُ منْ علاَ رويدكَ ! إني نلتها غيرَ جاهدِ
لَعَمْرُكَ، مَا طُرْقُ المَعَالي خَفِيّة ٌ وَلَكِنّ بَعضَ السّيرِ ليسَ بقَاصِدِ
و يا ساهدَ العينينِ فيما يريبني ، ألا إنّ طَرْفي في الأذى غَيرُ سَاهِدِ
غفلتُ عنِ الحسادِ ، منْ غيرِ غفلة ٍ ، وَبِتّ طَوِيلَ النّوْمِ عَنْ غَيْرِ رَاقِدِ
خليليَّ ، ما أعددتما لمتيمٍ أسِيرٍ لَدى الأعداءِ جَافي المَرَاقِدِ؟
فريدٍ عنِ الأحبابِ صبٍّ ، دموعهُ مثانٍ ، على الخدينِ ، غيرُ فرائدِ
إذا شِئتُ جاهَرْتُ العدوّ، وَلمُ أبتْ أُقَلّبُ فَكْري في وُجُوهِ المَكَائِدِ
صبرتُ على اللأواءِ ، صبرَ آبنِ حرة ٍ ، كثيرِ العدا فيها ، قليلِ المساعدِ
فطاردتُ، حتى أبهرَ الجريُ أشقري، وضاربتُ حتى أوهنَ الضربُ ساعدي
و كنا نرى أنْ لمْ يصبْ ، منْ تصرمتْ مَوَاقِفُهُ عَن مِثلِ هَذي الشّدائِدِ
جمعتُ سيوفَ الهندِ ، منْ كلِّ بلدة ٍ ، وَأعْدَدْتُ للهَيْجَاءِ كُلّ مُجَالِدِ
وأكثرْتُ للغَاراتِ بَيْني وَبَيْنَهُم بناتِ البكيرياتِ حولَ المزاودِ
إذا كانَ غيرُ اللهِ للمرءِ عدة ٌ ، أتَتْهُ الرّزَايَا مِنْ وُجُوهِ الفَوَائِدِ
فَقد جَرّتِ الحَنفاءُ حَتفَ حُذَيْفَة ٍ و كانَ يراها عدة ً للشدائدِ
وَجَرّتْ مَنَايَا مَالِكِ بنِ نُوَيْرَة ٍ عقيلتهُ الحسناءُ ؛ أيامَ ” خالدِ “
وَأرْدى ذُؤاباً في بُيُوتِ عُتَيْبَة ٍ، أبوهُ وأهلوهُ ؛ بشدوِ القصائدِ
عسى اللهُ أنْ يأتي بخيرٍ ؛ فإنَّ لي عوائدَ منْ نعماهُ ، غيَرَ بوائدِ
فكمْ شالني منْ قعرِ ظلماءَ لمْ يكنْ ليُنقِذَني مِن قَعرِها حَشدُ حاشِدِ
فإنْ عدتُ يوماً ؛ عادَ للحربِ والعلاَ وَبَذْلِ النّدى وَالجُودِ أكرَمُ عائِدِ
مَرِيرٌ عَلى الأعْدَاءِ، لَكِنّ جارَهُ إلى خَصِبِ الأكنافِ عَذبِ المَوَارِدِ
مُشَهًّى بِأطْرَافِ النّهارِ وَبَيْنَهَا لَهُ مَا تَشَهّى ، مِنْ طَرِيفٍ وَتالِدِ
مَنَعتُ حِمى قَوْمي وَسُدتُ عَشيرَتي وَقَلّدْتُ أهْلي غُرّ هَذِي القَلائِدِ
خَلائِقُ لا يُوجَدْنَ في كُلّ ماجِدِ، وَلَكِنّهَا في المَاجِدِ ابنِ الأمَاجِدِ