يا اِبنَ مَن طابَ في المَواليدِ حُرّاً | مِن بَني جَعفَرٍ إِلى اِبنِ أَبيهِ |
أَنا بِالقُربِ مِنكَ عِندَ صَديقٍ | قَد أَلَحَّت عَليَةَ شُهبُ سِنيهِ |
عِندَهُ قيتَةٌ إِذا ما تَغَنَّت | عادَ مِنّا الفَقيهُ غَيرَ فَقيهِ |
تَزدَهيهِ وَأَينَ مِثلِيَ في الفَهـ | مِ تُغَنّيهِ ثُمَّ لا تَزدَهيهِ |
مَجلِسٌ كَالرِياضِ حُسناً وَلَكِن | لَيسَ قُطبُ السُرورِ وَاللَهوِ فيهِ |
فَأَغِثني بِما بِهِ يُشتَرى دُنـ | نُ عَجوزٍ خَمّارُهُ مُشتَريهِ |
وَبِأَشياخِكَ الكِرامِ أَولي الـ | أَفضالِ موسى اِبنِ جَعفَرٍ وَبَنيهِ |
أَن تَخَّجمَتُهُ وَإِن كانَ إِلّا | مِثلَ ما يَأنَسُ الفَتى بِأَخيهِ |
قصائد موعظة
قصائد مواعظ مجموعة مختارة من أشعار الموعظة و الحكمة قصائد موعظة من العصر الجاهلي مرورا بالعصر الأموي و العباسي وصولاً للعصر الحديث.
فدتك يدي من عاتب ولسانيا
فَدَتكَ يَدي مِن عاتِبٍ وَلِسانِيا | وَقَولِيَ في حُكمِ العُلا وَفَعالِيا |
فَإِنَّ يَزيدَ وَالمُهَلَّبَ حَبَّبا | إِلَيكَ المَعالي إِذ أَحَبّا المَعالِيا |
وَلَم يورِثاكَ القَولَ لا فِعلَ بَعدَهُ | وَما خَيرُ حَليِ السَيفِ إِن كانَ نابِيا |
تَرى الناسَ فَوضى في السَماحِ وَلَن تَرى | فَتى القَومِ إِلّا الواهِبَ المُتَغاضِيا |
وَإِنّي صَديقٌ غَيرَ أَن لَستُ واجِداً | لِفَضلِكَ فَضلاً أَو يَعُمَّ الأَعادِيا |
وَلا مَجدَ إِلّا حينَ تُحسِنُ عائِداً | وَكُلُّ فَتىً في الناسِ يُحسِنُ بادِيا |
وَما لَكَ عُذرٌ في تَأَخُّرِ حاجَتي | لَدَيكَ وَقَد أَرسَلتُ فيها القَوافِيا |
حَرامٌ عَلَيَّ غَزوُ بَذٍّ وَأَهلِها | إِذا سِرتُ وَالعِشرونَ أَلفاً وَرائِيا |
فَلا تُفسِدَن بِالمَطلِ مَنّاً تَمُنُّهُ | فَخَيرُ السَحابِ ما يَكونُ غَوادِيا |
فَإِن يَكُ في المَجدِ اِشتِراءٌ فَإِنَّهُ اِش | تِراؤُكَ شُكري طولَ دَهري بِمالِيا |
يا واعظ الناس عما أنت فاعله
يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ | يا مَن يُعَدُّ عَلَيهِ العُمرُ بِالنَفَسِ |
اِحفَظ لِشَيبِكَ مِن عَيبٍ يُدَنِّسُهُ | إِنَّ البَياضَ قَليلُ الحَملِ لِلدَنَسِ |
كَحامِلٍ لِثِيابِ الناسِ يَغسِلُها | وَ ثَوبُهُ غارِقٌ في الرِجسِ وَ النَجَسِ |
تَبغي النَجاةَ وَلَم تَسْلُك طَريقَتَها | إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ |
رُكوبُكَ النَعشَ يُنسيكَ الرُكوبَ عَلى | ما كُنتَ تَركَبُ مِن بَغلٍ وَ مِن فَرَسِ |
يَومَ القِيامَةِ لا مالٌ وَلا وَلَدٌ | وَ ضَمَّةُ القَبرِ تُنسي لَيلَةَ العُرسِ |
تعمدني بنصحك في انفرادي
تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في اِنفِرادي | وَ جَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه |
فَإِنَّ النُصْحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ | مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه |
وَإِن خالَفتَني وَ عَصِيتَ قَولي | فَلا تَجْزَع إِذا لَم تُعْطَ طاعَه |