اِقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً | إِن بَرَّ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا |
فَقَد أَطاعَكَ مَن أَرضاكَ ظاهِرُهُ | وَقَد أَضَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا |
خَيرُ الخَليلَينِ مَن أَغضى لِصاحِبِهِ | وَلَو أَرادَ اِنتِصاراً مِنهُ لَانتَصَرا |
قصائد موعظة
قصائد مواعظ مجموعة مختارة من أشعار الموعظة و الحكمة قصائد موعظة من العصر الجاهلي مرورا بالعصر الأموي و العباسي وصولاً للعصر الحديث.
ما أقطع الآجال للآمال
ما أَقطَعَ الآجالَ لِلآمالِ | وَ أَسرَعَ الآمالَ في الآجالِ |
يُعجِبُني حالي وَ أَيُّ حالِ | يَبقى عَلى الأَيّامِ وَ اللَيالي |
وَ كُلُّ شَيءٍ فَإِلى زَوالِ | يا عَجَباً مِنّي بِما اشتِغالي |
وَالمَوتُ لا يَخطُرُ لي بِبالِ | وَنُبلُهُ مُسرِعَةٌ حِيالي |
إن السلامة أن ترضى بما قضيا
إِنَّ السَلامَةَ أَن تَرضى بِما قُضِيا | لَيَسلَمَنَّ بِإِذنِ اللَهِ مَن رَضِيا |
المَرءُ يَأمُلُ وَالآمالُ كاذِبَةٌ | وَالمَرءُ تَصحَبُهُ الآمالُ ما بَقِيا |
يا رُبَّ باكٍ عَلى مَيتٍ وَباكِيَةٍ | م يَلبَثا بَعدَ ذاكَ المَيتِ أَن بُكِيا |
وَرُبَّ ناعٍ نَعى حيناً أَحِبَّتَهُ | ما زالَ يَنعى إِلى أَن قيلَ قَد نُعِيا |
عِلمي بِأَنّي أَذوقُ المَوتَ نَغَّصَ لي | طيبَ الحَياةِ فَما تَصفو الحَياةُ لِيا |
كَم مِن أَخٍ تَغتَذي دودُ التُرابِ بِهِ | وَكانَ حَيّاً بِحُلوِ العَيشِ مُغتَذِيا |
يَبلى مَعَ المَيتِ ذِكرُ الذاكِرينَ لَهُ | مَن غابَ غَيبَةَ مَن لا يُرتَجى نُسِيا |
مَن ماتَ ماتَ رَجاءُ الناسِ مِنهُ فَوَل | لَوهُ الجَفاءَ وَمَن لا يُرتَجى جُفِيا |
إِنَّ الرَحيلَ عَنِ الدُنيا لَيُزعِجُني | إِن لَم يَكُن رائِحاً بي كانَ مُغتَدِيا |
لحَمدُ لِلَّهِ طوبى لِلسَعيدِ وَمَن | لَم يُسعِدِ اللَهُ بِالتَقوى فَقَد شَقِيا |
كَم غافِلٍ عَن حِياضِ المَوتِ في لَعِبٍ | يُمسي وَيُصبِحُ رَكّاباً لِما هَوِيا |
وَمُنقَضٍ ما تَراهُ العَينُ مُنقَطِعٌ | ما كُلُّ شَيءٍ يُرى إِلّا لِيَنقَضِيا |
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
شَكَوتُ إِلى وَكِيعٍ سوءَ حِفظي | فَأرشَدني إِلى تَركِ المَعاصي |
وأخبرني بِأنَّ العلمَ نورٌ | ونورُ اللّهِ لا يُهدى لِعاصي |
لعمرك ما الدنيا بدار بقاء
لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ بَقاءِ | كَفاكَ بِدارِ المَوتِ دارَ فَناءِ |
فَلا تَعشَقِ الدُنيا أُخَيَّ فَإِنَّما | تَرى عاشِقَ الدُنيا بِجهدِ بَلاءِ |
حَلاوَتُها مَمزوجَةٌ بِمَرارَةٍ | وَراحَتُها مَمزوجَةٌ بِعَناءِ |
فَلا تَمشِ يَوماً في ثِيابِ مَخْيلَةٍ | فَإِنَّكَ مِن طينٍ خُلِقتَ وَ ماءِ |
لَقَلَّ امرُؤٌ تَلقاهُ لِلَّهِ شاكِرًا | وَقَلَّ امرُؤٌ يَرضى لَهُ بِقَضاءِ |
وَلِلَّهِ نَعماءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ | وَلِلَّهِ إِحسانٌ وَفَضلُ عَطاءِ |
وَما الدَهرُ يَوماً واحِدًا في اختِلافِهِ | وَما كُلُّ أَيّامِ الفَتى بِسَواءِ |
وَما هُوَ إِلّا يَومُ بُؤسٍ وَشِدَّةٍ | وَيَومُ سُرورٍ مَرَّةً وَرَخاءِ |
وَما كُلُّ ما لَم أَرجُ أُحرَمُ نَفعَهُ | وَما كُلُّ ما أَرجوهُ أَهلَ رَجاءِ |
أَيا عَجَباً لِلدَهرِ لا بَل لِرَيبِهِ | تَخَرَّمَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ إِخاءِ |
وَمَزَّقَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ جَماعَةٍ | وَكَدَّرَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ صَفاءِ |
إِذا ما خَليلٌ حَلَّ في بَرزَخِ البِلى | فَحَسبي بِهِ نَأياً وَبُعدَ لِقاءِ |
أَزورُ قُبورَ المُترَفينَ فَلا أَرى | بَهاءً وَكانوا قَبلُ أَهلَ بَهاءِ |
وَكُلٌّ رَماهُ واصِلٌ بِصَريمَةٍ | وَكُلٌّ رَماهُ مُلطِفٌ بِجَفاءِ |
طَلَبتُ فَما أَلفَيتُ لِلمَوتِ حيلَةً | وَيَعيا بِداءِ المَوتِ كُلُّ دَواءِ |
وَنَفسُ الفَتى مَسرورَةٌ بِنَمائِهَ | وَلِلنَقصِ تُنمي كُلُّ ذاتِ نَماءِ |
كَم مِن مُفَدّاً ماتَ لَم أَرَ أَهلَهُ | حَبَوهُ وَلا جادوا لَهُ بِفِداءِ |
أَمامَكَ يا نَدمانُ دارُ سَعادَةٍ | يَدومُ النَما فيها وَدارُ شَقاءِ |
خُلِقتَ لِإِحدى الغايَتَينِ فَلا تَنَم | وَكُن بَينَ خَوفٍ مِنهُما وَرَجاءِ |
وَفي الناسِ شَرٌّ لَو بَدا ما تَعاشَروا | وَلَكِن كَساهُ اللَهُ ثَوبَ غِطاءِ |
تعصي الإله وأنت تظهر حبه
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ | هَذا مُحالٌ في القِياسِ بَديعُ |
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ | إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ |