لا يغبطن أخو نعمى بنعمته

لا يُغبَطنّ أخو نُعْمَى بنعمته ~ بئسَ الحياة حياة بعدها الشَّجَب
والحسُّ أوقَعَ حيّاً في مَساءتِه ~ وللزمانِ جيوشٌ ما لها لَجَبُ
لو تَعلمُ الأرضُ ما أفعالُ ساكِنها ~ لطالَ منها لما يأتي به العجَب
بدءُ السعادةِ أنْ لم تُخْلَقِ امرأةٌ ~ فهلْ تَودُّ جُمادى أنها رَجَبُ
ولم تَتُبْ لاختيارٍ كان مُنْتَجَباً ~ لكنّكَ العُودُ إذ يُلحى ويُنتَجَب
وما احتجبتَ عن الأقوام من نُسُكٍ ~ وإنما أنتَ للنّكراءَ مُحتجِب
قالت ليَ النفسُ إني في أذىً وقَذىً ~ فقلتُ صبراً وتسليماً كذا يجب
من قصائد الشاعر أبو العلاء المعري

لاتفرحن بفأل إن سمعت به

لا تفرَحنّ بفألٍ إنْ سمعتَ به ~ ولا تَطَيّرْ إذا ما ناعِبٌ نعبا
فالخطبُ أفظعُ من سرّاءَ تأمُلها ~ والأمرُ أيسرُ من أن تُضْمِرَ الرُّعُبا
إذا تفكّرتَ فكراً لا يمازِجُه ~ فسادُ عقلٍ صحيحٍ هان ما صعبُا
فاللُّبُّ إن صَحّ أعطى النفس فَترتها ~ حتى تموت وسمّى جِدّها لَعبِا
وما الغواني الغوادي في ملاعِبها ~ إلاّ خيالاتُ وقتٍ أشبهتْ لُعَبا
زيادَةُ الجِسمِ عَنّتْ جسمَ حامله ~ إلى التراب وزادت حافراً تَعَبا
قصيدة لشاعر العصر العباسي أبو العلاء المعري

لا تسأل الضيف إن أطعمته ظهرا

لا تسأل الضيفَ إن أطعمته ظهراً ~ بالليلِ هل لك في بعض القِرى أرب
فإنّ ذلكَ من قول يلقنه ~ لا أشتهي الزاد وهو الساغب الحرب
قدّمْ له ما تأتّى لا تؤامره ~ فيه ولو أنّه الطرثوث والصّرب
أبيات الشاعر أبو العلاء المعري

نقمت على الدنيا ولاذنب أسلفت

نقِمتَ على الدنيا ولا ذنب أسلفت ~ إليكَ فأنتَ الظالم المتكذب
وهَبْها فتاةً هل عليها جنايةٌ ~ بمن هو صبٌّ في هواها معذَّب
وقد زعموا هذي النفوسَ بواقياً ~ تَشكَّلُ في أجسامها وتَهذَّب
وتُنقَلُ منها فالسعيدُ مكرَّمٌ ~ بما هو لاقٍ والشقيُّ مشذَّب
وما كنْتَ في أيام عيشك منْصَفاً ~ ولكن مُعَنّى في حبالك تُجذَب
ولو كان يبقى الحسن في شخص ميت ~ لآلَيت أن الموت في الفمِ أعذَب
أبيات الشاعر أبي العلاء المعري

الله لاريب فيه وهو محتجب

اللَّه لا ريب فيه وهو مُحتجب ~ بادٍ وكلٌّ إلى طبعٍ له جذبا
أهلُ الحياةِ كإخوان الممات فأه ~ وِن بالكماة أطالوا السمر والعذبا
لا يعلمُ الشَّريُ ما ألقى مرارتهَ ~ إليه والأريُ لم يشْعُر وقد عذبا
سألتُموني فأعيتني إجابتكمْ ~ من ادّعى أنّه دارٍ فقد كذبا
قصيدة لشاعر العصر العباسي أبو العلاء المعري

القلب كالماء والأهواء طافية

القلب كالماء والأهواء طافية ~ عليه، مثلَ حَبابِ الماءِ في الماءِ
منه تنمّت ويأتي ما يغيّرها ~ فيخلق العهد من هند وأسماء
والقولُ كالخلقِ من سَيْء ومن حسَن ~ والناسُ كالدّهرِ من نور وظَلماءِ
يُقالُ إن زمانا يَستقِيد لهم ~ حتى يبَدِّلَ من بؤس بنعماء
ويوجد الصقر في الدرماء معتقداً ~ رأيَ امرىء القيس في عمرو بن درماء
ولست أحسبُ هذا كائناً أبداً ~ فابغ الورود لنفس ذات أظماء
أبيات الشاعر أبو العلاء المعري