نَــعِيشُ فــي عَــالَمٍ خــالٍ مِنَ القِيَمِ | يَــحْمِي الــعَمَلَّسَ لا يَــهْتَمُّ بِــالغَنَمِ |
يَــقُولُ لا تَــقْلَقُوا ما عَادَ مِنْ خَطَرٍ | خَفَّتْ لَدَى السِّيدِ طَوْعًا شَهْوَةُ النَّهَمِ |
أَلا تَـــرَوْنَ بِـــأنَّ الــذِّئْبَ مُــبْتَسِمٌ | وَيَــنْشُرُ الــسِلْمَ فــي الآفَاقِ والأَكَمِ |
أَعْــطَى وُعُــودًا بِــألَّا يَــعْتَدِي أَبَدًا | وَهْــوَ الَّــذِي بَرَّ في مَاضِيهِ بِالقَسَمِ |
إِلّا إِذَا غَــبَّــرَ الــخِرْفَانُ مَــخْدَعَهُ | وَلَــمْ يَــعُدْ قَــادِرًا يقوى على الأَلَمِ |
وَكَيْفَ يُؤْمَنُ مَنْ سَاءَتْ مَرَاضِعُهُ | وَالــغَدْرُ يَكْمُنُ في الأَطْبَاعِ والشِّيَمِ |
كُــلُّ الــثَعَالِبِ لِــلسِّرْحَانِ مُــهْطِعَةٌ | تُــبْدِي الــنَّدَامَةَ عَــمَّا قِيلَ مِنْ تُهَمِ |
وَهْوَ الضَّعِيفُ الَّذِي تَحْمِيهِ كَوْكَبَةٌ | أَرَاذِلُ الخَلْقِ في الأَمْصَارِ والأُمَمِ |
كَــأَنَّــهُ الــبَدْرُ وَالأَجْــوَاءُ حَــالِكَةٌ | وَمَا سِوَاهُ سَيَهْدِي النَاسَ في الظُّلَمِ |
مَا لِلْخِرَافِ سِوَى الرَّحْمَنِ مِنْ سَنَدٍ | فَــلْيَسْتَعِينُوا بِــرَبِّ الــبَيْتِ وَالحَرَمِ |
مَــنْ يَردُفِ القولَ بالأفعالِ مُلتزماً | لاَ بُــدَّ مُــنتصراً. يَــرْقى إِلَى القِمَمِ |
قصائد العصر الحديث
قصائد عربية رائعة من العصر الحديث لأمير الشعراء و شاعر النيل و شاعر الخضراء أجمل القصائد.
نزغة من نفسي
ألِأَنَّنِي يَوْمًا خَضَعْتُ لِحَدْسِي | قَدْ يُنْتَهَى بِي فِي مَآزِقِ بُؤْسِي؟ |
لَمَّا اِلْتَقَيْتُكَ كِدتُ أُشعُر أنني | مَلَكٌ أُديرُ الكون .. وجهُك شمسي |
أَسْهَبْتُ عَنْكَ وَخِلْتُ أَنَّكَ خَالِدٌ | توَهمتُ أَنَّكَ لِي حَدِيثٌ قُدْسِي |
وَحَلَفْتُ أَنَّكَ رَكْعَةُ فِي مكّةٍ | أَو ريحُ حظٍ جئتَ تَقْتُلَ نَحسِي |
أَوْ رَأْسُ خَيْطٍ نَحْوَ دِينٍ مُخْلِصٍ | أَوْ رُوحُ مَلَكٍ لِي تَمَثّلَ إِنْسِي |
قَدْ خُيلَ لِي أَنِّي بِدُونِكَ تَائِهٌ | فَغَدَوْتُ أُصْبِحُ فِي الْهُيَامِ وَأُمْسِي |
وَظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحَى إِلَيَّ | وَجَهِلْتُ أَنَّكَ نَزْغَةٌ مِنْ نَفْسِي |
فَلَمَحْتُ أَطْوَاداً بِصَدْرِكَ تقتدر | أَن تُثْلِجَ الْقَهَوَاتِ دَاخِلَ كَأْسِي |
فَقَبَسْتُ مِنْ ثَمَرَاتِكَ الْيُنْعِ الَّتِي | مِنْ بَعْدِهَا سُمِّيتُ ظَالِمَ نَفْسِي |
أَسَهَوْتُ عَنْ رَبِّ الْخَلَائِقِ كُلِّهَا؟ | أَأَضَعْتُ عَقْلِي أَمْ سُلِبْ مِنْ رَأْسِي؟ |
هل كان شيطانٌ يُجَرجِرني إليك ؟ | أَنَسْيتُ أنّي راهبٌ في الأمسِ؟ |
أَنَا لَيْسَ عَاصٍ بَلْ أَنَا مَعْصِيَةٌ | لَطَخْتُ كَوْنًا كَامِلًا مِنْ رِجْسِي |
أَنَا مَنْ عَصَيْتُ اللَّهَ رَغْمَ حُلُولِهِ | فِي مَهْجَتِي، هُوَ بَهْجَتِي هُوَ أُنْسِي |
رَبَّاهُ إِنِّي بِتُّ مِنْ أَلَمِ النَّدَمِ | أَبْكِي وَأَصْرُخُ فَوْقَ حَدِّ الْهَمْسِ |
أَضْحَتْ زَوَايَا غُرْفَتِي مُحْتَارَةً | لَمَّا رَأَتْنِي قَدْ قُتِلْتُ بِفَأْسِي |
فَتَارَةً أَصْرُخُ لِمَوْتِي طَالِبًا | وَتَارَةً أَرْضَى بِعَيْشِ الْحَبْسِي |
ايتها الريح
مـــالـــي ارى الـــريـــح مــخـاصـمـة اشــرعــتـي ؟ |
و لا نــــســــيــــمـــا يــــــــفـــــــرح قـــــلـــــبـــــي |
مـــــا انـــزلــت اشــرعــتـي و ان طــــال غــيـابـك |
فـــــــــــان فـــــــــــي رجــــــوعـــــك الــــــفـــــرح |
فـانـي اخــاف ان انـزلـها فـتهجري يـاريح مـركبي |
و ان تظل طول الدهر منزلت فمارفعت لغيرك ابدا |
أين الشهامة
أينَ الشَّهامةُ أينَ الدينُ والهِمَمُ؟ |
أينَ القَساوةُ في أُنسٍ إذا نقِموا؟ |
أمَا بَصَرتُم بغيرِ الشجبِ مَنقبةً؟ |
يا أمةٌ هَزأتْ من ذلِّها الأممُ؟ |
أمَا تبقَّى لديكم مُدركٌ فَهِمٌ؟ |
وما تبقَّى إلا المُسنُّ والهَرِمُ |
الذئبُ يَنهبُ هذا اليومَ أرضَكُمُ |
أمَا ترونَ بأنَّ الذِّئبَ يَلتَهِمُ؟ |
أمَا تروهُ لأرضِ اللهِ يسلبُها |
والذئبُ قُدسكُمُ يا خَلقُ تقتسمُ |
فكيفَ نلقى بهذا السكتِ نشوتَكمْ؟ |
إنْ كنتمُ عُمياً .. هل صابكمُ صَمَمُ؟ |
فما كأنَّ بأرضِ اللهِ دينكُمُ |
وما كأنَّ القُدسَ اليومَ قُدسكُمُ |
أمَا لدينِ اللهِ اليومَ مُنتَقمٌ؟ |
أمَا لدينِ اللهِ اليومَ مُلتَحمُ؟ |
أينَ الفيالِقُ للإخوانِ نصرفُها؟ |
كيفَ الأعادي؟ وهلْ من نارِها سلموا؟ |
وما لَكُم فيها يا خَلْقُ من رِفعةٍ |
وما لكم فيها عِزٌّ ولا كَرمُ |
ففي عدوِّكمُ صبرٌ وتحمُّلٌ |
وفي الأخلَّاءِ ذاكَ الضيقِ والسأَمُ |
من أينَ جئتم بهذا الجوْرِ من ذُلَّةٍ؟ |
فما أظنُّ بُحكمِ الحَيِّ تحتكموا |
وما أظنُّ كتابَ رَبّي أرشدَكم |
وما أظنُّ بحبلِ رَبّي تعتصموا |
وما كأنَّ نَبيَّ اللهِ نبيُّكُم |
وما كأنَّ عُمَر قد كانَ جَدَّكُمُ |
وما كأنَّ علياً وِرثُهُ عِزَّةٌ |
باتتْ تخاصمَهُ الأحزَابُ والعجمُ |
حتّى بَقينَا نُساقُ كالمَواشي هنا |
لِذَا خَضعنا كَما الجواري والخَدَمُ |
فما ثَبَتنا بحقِّ رَبِّي بعدهُمُ |
ولا بَلَغنا بيومٍ فَوقَ القِمَمُ |
مفتاح الحياة
وأقتل الجهل كي تعيش مُنَعماً |
من لم يقتل الجهل مات من الألم ِ |
بالعلم تحيا النفوس وأن كانت مريضة ُ ُ |
وبالجهل يشقى أهل المال والنِعَم ِ |
شمائل
ألمحتُ في المدينةٍ ظبياً | سمراءُ و ذي تمائمْ |
سُبحانَ الذي اثرى على | يديْ ريا المعاصمْ |
فودها اريجُ وردٌ | و الثغرُ يجودُ بالمكارمْ |
و الجمرُ على الخدينِ وهجاً | و الشذى على حمرِ المباسمْ |
شعرُها على المتنينِ دانيٍ | اسودٌ كلونِ الليلِ قاتمْ |
و على الفودينِ كثٌّ | يَسعى كما تسعى النسائمْ |
في أصلِها فرعُ عدنانْ | و النهى و جودُ حاتمْ |
تَنأى عن الوشاةِ عمداً | و هديلها صوتُ الحمائمْ |
كريمةُ المحتدْ و النهى | ومن صلبِ الأكارمْ |
هيفاء على الجيدِ ترنحْ | و الثغرُ على الدوامِ باسمْ |
و الكلامُ منها بلسمْ | سلافُ تسقيهُ الغمائمْ |
ما اطيبُ عهدنا و أجمَلْ | و الفؤادُ في هواكِ هائم ْ |
فليذهبُ العذالُ شتى | ما دامتُ في هواكِ ناعمْ |
أجوبُ في بحرِ الهوى و اسرفْ | طَرِبٌ فيه و لستُ نادمْ |