| أَلا لَيتَ لَيلى أَطفَأَت حَرَّ زَفرَةٍ – أُعالِجُها لا أَستَطيعُ لَها رَدّا |
| إِذا الريحُ مِن نَحوِ الحِمى نَسَمَت لَنا – وَجَدتُ لِمَسراها وَمَنسَمِها بَردا |
| عَلى كَبِدٍ قَد كادَ يُبدي بِها الهَوى – نُدوباً وَبَعضُ القَومِ يَحسَبُني جَلدا |
| وَإِنّي يَمانِيُّ الهَوى مُنجِدُ النَوى – سَبيلانِ أَلقى مِن خِلافِهِما جَهدا |
| سَقى اللَهُ نَجداً مِن رَبيعٍ وَصَيِّفٍ – وَماذا يُرَجّى مِن رَبيعٍ سَقى نَجدا |
| بَلى إِنَّهُ قَد كانَ لِلعَينِ قُرَّةً – وَلِلصَحبِ وَالرُكبانِ مَنزِلَةً حَمدا |
| أَبى القَلبُ أَن يَنفَكَّ عَن ذِكرِ نِسوَةٍ – رِقاقٍ وَلَم يُخلَفنَ شَوماً وَلا نُكدا |
| إِذا رُحنَ يَسحَبنَ الذِيولَ عَشِيَّةً – وَيَقتُلنَ بِالأَلحاظِ أَنفُسَنا عَمدا |
| مَشى عَيطَلاتٌ رُجَّحٌ بِحُضورِها – رَوادِفُ وَعثاتٌ تَرُدُّ الخُطا رَدا |
| وَتَهتَزُّ لَيلى العامِريَّةُ فَوقَها – وَلاثَت بِسِبِّ القَزِّ ذا غُدُرٍ جَعدا |
| إِذا حَرَّكَ المِدري ضَفائِرَها العُلا – مَجَجنَ نَدى الرَيحانِ وَالعَنبَرَ الوَردا |
قصائد العصر الاموي
مجموعة رائعة من قصائد العصر الاموي أبيات شعر عربية من العصر الأموي لكبار الشعراء.
نهاري نهار الناس حتى إذا بدا
| نَهاري نَهارُ الناسِ حَتّى إِذا بَدا – لِيَ اللَيلُ هَزَّتني إِلَيكِ المَضاجِعُ |
| أُقَضّي نَهاري بِالحَديثِ وَبِالمُنى – وَيَجمَعُني وَالهَمَّ بِاللَيلِ جامِعُ |
| لَقَد ثَبَتَت في القَلبِ مِنكِ مَحَبَّةٌ – كَما ثَبَتَت في الراحَتَينِ الأَصابِعُ |
| وَلَو كانَ هَذا مَوضِعَ العَتبِ لَاِشتَفى – فُؤادي وَلَكِن لِلعِتابِ مَواضِعُ |
| وَأَنتِ الَّتي صَيَّرتِ جِسمي زُجاجَةٌ – تَنِمُّ عَلى ما تَحتَويهِ الأَضالِعُ |
| أَتَطمَعُ مِن لَيلى بِوَصلٍ وَإِنَّما – تُضَرِّبُ أَعناقَ الرِجالِ المَطامِعُ |
لإن نزحت دار بليلى لربما
| لَإِن نَزَحَت دارٌ بِلَيلى لَرُبَّما – غَنينا بِخَيرٍ وَالزَمانُ جَميعُ |
| وَفي النَفسِ مِن شَوقي إِلَيكِ حَزازَةٌ – وَفي القَلبِ مِن وَجدي عَليكِ صُدوعُ |
أحن إذا رأيت جمال قومي
| أَحِنُّ إِذا رَأَيتُ جِمالَ قَومي – وَأَبكي إِن سَمِعتُ لَها حَنينا |
| سَقى الغَيثُ المَجيدُ بِلادَ قَومي – وَإِن خَلَتِ الدِيارُ وَإِن بَلينا |
| عَلى نَجدٍ وَساكِنِ أَرضِ نَجدٍ – تَحِيّاتٌ يَرُحنَ وَيَغتَدينا |
تعلق روحي روحها قبل خلقنا
| تَعَلَّقَ روحي روحَها قَبلَ خَلقِنا – وَمِن بَعدِ أَن كُنّا نِطافاً وَفي المَهدِ |
| فَزادَ كَما زِدنا فَأَصبَحَ نامِيا – فَلَيسَ وَإِن مُتنا بِمُنفَصِمِ العَهدِ |
| وَلَكِنَّهُ باقٍ عَلى كُلِّ حادثِ – وَزائِرُنا في ظَلمَةِ القَبرِ وَاللَحدِ |
| يَكادُ حُباب الماءِ يَخدِشُ جِلدَها – إِذا اِغتَسَلَت بِالماءِ مِن رِقَّةِ الجِلدِ |
| وَإِنّي لَمُشتاقٍ إِلى ريحِ جَيبِها – كَما اِشتاقَ إِدريسٌ إِلى جَنَّةِ الخُلدِ |
| وَلَو لَبِسَت ثَوباً مِنَ الوَردِ خالِصاً – لَخَدَّشَ مِنها جِلدَها وَرَقُ الوَردِ |
| يُثَقِّلُها لُبسُ الحَريرِ لِلينِها – وَتَشكو إِلى جاراتِها ثِقَلَ العِقدِ |
| وَأَرحَمُ خَدَّيها إِذا ما لَحَظتُها – حِذاراً لِلَحظي أَن يُؤَثِّرَ في الخَدِّ |
تمر الصبا صفحا بساكن ذي الغضى
| تَمُرُّ الصَبا صَفحاً بِساكِنِ ذي الغَضى – وَيَصدَعُ قَلبي أَن يَهُبَّ هُبوبُها |
| إِذا هَبَّتِ الريحُ الشَمالُ فَإِنَّما – جَوايَ بِما تَهدي إِلَيَّ جُنوبُها |
| قَريبَةُ عَهدٍ بِالحَبيبِ وَإِنَّما – هَوى كُلَّ نَفسٍ حَيثُ كانَ حَبيبُها |
| وَحَسبُ اللَيالي أَن طَرَحنَكِ مَطرَحاً – بِدارِ قِلىً تُمسي وَأَنتَ غَريبُها |
| حَلالٌ لِلَيلى شَتمُنا وَاِنتِقاصُنا – هَنيئاً وَمَغفورٌ لِلَيلى ذُنوبُها |