يُقاتِلُني عَلَيْكَ اللّيْلُ جِدّاً | ومُنصَرَفي لَهُ أمضَى السّلاحِ |
لأنّي كُلّما فارَقْتَ طَرْفي | بَعيدٌ بَينَ جَفْني والصّباحِ |
شعر العصر العباسي
اشعار و قصائد شعر من العصر العباسي أجمل قصائد العرب في العصر العباسي.
أباعِثَ كُلّ مَكْرُمَةٍ طَمُوحِ
أباعِثَ كُلّ مَكْرُمَةٍ طَمُوحِ | وفارِسَ كُلّ سَلْهَبَةٍ سَبوحِ |
وطاعِنَ كلّ نَجْلاءٍ غَمُوسٍ | وعاصِيَ كلّ عَذّالٍ نَصِيحِ |
سَقاني الله قَبلَ المَوْتِ يَوْماً | دَمَ الأعداءِ من جوْفِ الجُرُوحِ |
وطائِرَةٍ تَتَبّعُهَا المَنَايَا
وطائِرَةٍ تَتَبّعُهَا المَنَايَا | على آثارِها زَجِلُ الجَنَاحِ |
كأنّ الرّيشَ منهُ في سِهَامٍ | على جَسَدٍ تَجَسّمَ من رِياحِ |
كأنّ رُؤوسَ أقْلامٍ غِلاظٍ | مُسِحنَ برِيشِ جُؤجؤهِ الصِّحاحِ |
فأقْعَصَها بحُجْنٍ تَحْتَ صُفْرٍ | لهَا فِعْلُ الأسِنّةِ والصِّفَاحِ |
فقُلتُ لكُلّ حَيٍّ يَوْمُ سُوءٍ | وإنْ حَرصَ النّفُوسُ على الفَلاحِ |
مَا سَدِكَتْ عِلّةٌ بمَوْرُودِ
مَا سَدِكَتْ عِلّةٌ بمَوْرُودِ | أكْرَمَ مِنْ تَغْلِبَ بنِ داوُدِ |
يأنَفُ مِنْ مِيتَةِ الفِراشِ وَقَدْ | حَلّ بِهِ أصْدَقُ المَوَاعيدِ |
وَمِثْلُهُ أنْكَرَ المَمَاتَ عَلى | غَيرِ سُرُوجِ السّوابِحِ القُودِ |
بَعْدَ عِثَارِ القَنَا بلَبّتِهِ | وَضَرْبِهِ أرْؤسَ الصّنَاديدِ |
وَخَوْضِهِ غَمْرَ كُلّ مَهْلَكَةٍ | للذِّمْرِ فيها فُؤادُ رِعْديدِ |
فإنْ صَبَرْنَا فَإنّنَا صُبُرٌ | وَإنْ بَكَيْنَا فَغَيْرُ مَرْدودِ |
وَإنْ جَزِعْنَا لَهُ فَلا عَجَبٌ | ذا الجَزْرُ في البَحْرِ غَيرُ مَعهُودِ |
أينَ الهِبَاتُ التي يُفَرّقُهَا | على الزَّرَافَاتِ وَالمَوَاحِيدِ |
سالِمُ أهْلِ الوِدادِ بَعْدَهُمُ | يَسْلَمُ للحُزْنِ لا لِتَخْليدِ |
فَمَا تَرَجّى النّفوسُ مِنْ زَمَنٍ | أحْمَدُ حالَيْهِ غَيرُ مَحْمُودِ |
إنّ نُيُوبَ الزّمَانِ تَعْرِفُني | أنَا الذي طالَ عَجْمُها عُودي |
وَفيّ ما قَارَعَ الخُطُوبَ ومَا | آنَسَني بالمَصائِبِ السُّودِ |
ما كُنْتَ عَنْهُ إذِ اسْتَغاثَكَ يا | سَيْفَ بَني هاشِمٍ بمَغْمُودِ |
يا أكْرَمَ الأكْرَمينَ يا مَلِكَ الـ | ـأمْلاكِ طُرّاً يا أصْيَدَ الصِّيدِ |
قَدْ ماتَ مِنْ قَبْلِها فَأنْشَرَهُ | وَقْعُ قَنَا الخَطّ في اللّغاديدِ |
وَرَمْيُكَ اللّيْلَ بالجُنُودِ وَقَدْ | رَمَيْتَ أجْفانَهُمْ بتَسْهيدِ |
فَصَبّحَتْهُمْ رِعَالُهَا شُزَّباً | بَينَ ثُباتٍ إلى عَبَادِيدِ |
تَحْمِلُ أغْمادُهَا الفِداءَ لَهُمْ | فانْتَقَدُوا الضّرْبَ كالأخاديدِ |
مَوْقِعُهُ في فَراشِ هَامِهِمِ | وَرِيحُهُ في مَنَاخِرِ السِّيدِ |
أفْنى الحَيَاةَ التي وَهَبْتَ لَهُ | في شَرَفٍ شَاكِراً وَتَسْوِيدِ |
سَقيمَ جِسْمٍ صَحيحَ مَكْرُمَةٍ | مَنجُودَ كَرْبٍ غِياثَ مَنجُودِ |
ثُمّ غَدَا قَيْدهُ الحِمَامَ وَمَا | تَخْلُصُ مِنْهُ يَمينُ مَصْفُودِ |
لا يَنقُصُ الهالِكُونَ مِنْ عَدَدٍ | مِنْهُ عَليٌّ مُضَيِّقُ البِيدِ |
تَهُبّ في ظَهْرِهَا كَتائِبُهُ | هُبُوبَ أرْواحِهَا المَراوِيدِ |
أوّلَ حَرْفٍ مِنِ اسمِهِ كَتَبَتْ | سَنَابِكُ الخَيلِ في الجَلاميدِ |
مَهْمَا يُعَزِّ الفَتى الأميرَ بِهِ | فَلا بإقْدامِهِ وَلا الجُودِ |
وَمِنْ مُنَانَا بَقَاؤهُ أبَداً | حَتى يُعَزّى بكُلّ مَوْلُودِ |
عَوَاذِلُ ذاتِ الخَالِ فيّ حَوَاسِدُ
عَوَاذِلُ ذاتِ الخَالِ فيّ حَوَاسِدُ | وَإنّ ضَجيعَ الخَوْدِ منّي لمَاجِدُ |
يَرُدّ يَداً عَنْ ثَوْبِهَا وَهْوَ قَادِرٌ | وَيَعصي الهَوَى في طَيفِها وَهوَ راقِدُ |
متى يَشتفي من لاعجِ الشّوْقِ في الحشا | مُحِبٌّ لها في قُرْبِه مُتَبَاعِدُ |
إذا كنتَ تخشَى العارَ في كلّ خَلْوَةٍ | فَلِمْ تَتَصَبّاكَ الحِسانُ الخَرائِدُ |
ألَحّ عَليّ السّقْمُ حتى ألِفْتُهُ | وَمَلّ طَبيبي جانِبي وَالعَوائِدُ |
مَرَرْتُ على دارِ الحَبيبِ فحَمْحمتْ | جَوادي وهل تُشجي الجيادَ المعاهدُ |
وما تُنكِرُ الدّهْمَاءُ مِن رَسْمِ منزِلٍ | سَقَتها ضَريبَ الشَّوْلِ فيهِ الوَلائِدُ |
أهُمّ بشَيْءٍ واللّيَالي كأنّهَا | تُطارِدُني عَنْ كَوْنِهِ وَأُطارِدُ |
وَحيدٌ مِنَ الخُلاّنِ في كلّ بَلْدَةٍ | إذا عَظُمَ المَطلُوبُ قَلّ المُساعِدُ |
وَتُسْعِدُني في غَمرَةٍ بَعدَ غَمْرَةٍ | سَبُوحٌ لهَا مِنهَا عَلَيْهَا شَوَاهِدُ |
تَثَنّى عَلى قَدْرِ الطّعانِ كَأنّمَا | مَفَاصِلُهَا تَحْتَ الرّماحِ مَرَاوِدُ |
وَأُورِدُ نَفْسِي والمُهَنّدُ في يَدي | مَوَارِدَ لا يُصْدِرْنَ مَن لا يُجالِدُ |
وَلَكِنْ إذا لمْ يَحْمِلِ القَلْبُ كفَّهُ | على حَالَةٍ لم يَحْمِلِ الكَفَّ ساعِدُ |
خَليلَيّ إنّي لا أرَى غيرَ شاعِرٍ | فَلِمْ منهُمُ الدّعوَى ومني القَصائِدُ |
فَلا تَعْجَبَا إنّ السّيُوفَ كَثيرَةٌ | وَلكِنّ سَيفَ الدّوْلَةِ اليَوْمَ واحِدُ |
لهُ من كَريمِ الطبعِ في الحرْبِ مُنتضٍ | وَمن عادةِ الإحسانِ والصّفحِ غامِدُ |
وَلمّا رَأيتُ النّاسَ دونَ مَحَلِّهِ | تَيَقّنْتُ أنّ الدّهْرَ للنّاسِ نَاقِدُ |
أحَقُّهُمُ بالسّيْفِ مَن ضَرَبَ الطُّلى | وَبالأمْنِ مَن هانَتْ عليهِ الشّدائدُ |
وَأشقَى بلادِ الله ما الرّومُ أهلُها | بهذا وما فيها لمَجدِكَ جَاحِدُ |
شَنَنْتَ بها الغاراتِ حتى تَرَكْتَها | وَجَفنُ الذي خَلفَ الفَرنْجةِ ساهِدُ |
مُخَضَّبَةٌ وَالقَوْمُ صَرْعَى كأنّهَا | وَإنْ لم يكونوا ساجِدينَ مَساجِدُ |
تُنَكّسُهُمْ والسّابِقاتُ جِبالُهُمْ | وَتَطْعَنُ فيهِمْ وَالرّماحُ المَكايدُ |
وتَضربهم هبراً وَقد سكنوا الكُدَى | كما سكَنَتْ بطنَ الترابِ الأساوِدُ |
وتُضحي الحصون المشمخرّاتُ في الذرَى | وَخَيْلُكَ في أعْنَاقِهِنَّ قَلائِدُ |
عَصَفْنَ بهمْ يَوْمَ اللُّقَانِ وَسُقنَهم | بهِنريطَ حتى ابيَضّ بالسبيِ آمِدُ |
وَألحَقنَ بالصّفصَافِ سابورَ فانهَوَى | وَذاقَ الرّدَى أهلاهُما وَالجَلامِدُ |
وَغَلّسَ في الوَادي بهِنّ مُشَيَّعٌ | مُبارَكُ ما تحتَ اللّثَامَينِ عابِدُ |
فَتًى يَشْتَهي طُولَ البلادِ وَوَقْتُهُ | تَضِيقُ بِهِ أوْقاتُهُ وَالمَقَاصِدُ |
أخُو غَزَواتٍ مَا تُغِبُّ سُيُوفُهُ | رِقابَهُمُ إلاّ وَسَيْحانُ جَامِدُ |
فلَم يَبقَ إلاّ مَنْ حَمَاهَا من الظُّبى | لمَى شَفَتَيْها وَالثُّدِيُّ النّوَاهِدُ |
تُبَكّي علَيهِنّ البَطاريقُ في الدّجَى | وَهُنّ لَدَينا مُلقَياتٌ كَوَاسِدُ |
بذا قضَتِ الأيّامُ ما بَينَ أهْلِهَا، | مَصائِبُ قَوْمٍ عِندَ قَوْمٍ فَوَائِدُ |
وَمن شرَفِ الإقدامِ أنّكَ فيهِمِ | على القَتلِ مَوْمُوقٌ كأنّكَ شَاكِدُ |
وَأنّ دَماً أجرَيْتَهُ بكَ فَاخِرٌ | وَأنّ فُؤاداً رُعْتَهُ لكَ حَامِدُ |
وَكلٌّ يَرَى طُرْقَ الشّجاعَةِ والنّدى | وَلكِنّ طَبْعَ النّفْسِ للنّفسِ قائِدُ |
نَهَبْتَ منَ الأعمارِ ما لَوْ حَوَيْتَهُ | لَهُنّئَتِ الدّنْيَا بأنّكَ خَالِدُ |
فأنْتَ حُسامُ المُلْكِ وَالله ضَارِبٌ | وَأنْتَ لِواءُ الدّينِ وَالله عَاقِدُ |
وَأنتَ أبو الهَيْجا بنُ حَمدانَ يا ابنهُ | تَشَابَهَ مَوْلُودٌ كَرِيمٌ وَوَالِدُ |
وحَمدانُ حمدونٌ وَحمدونُ حارثٌ | وَحارِثُ لُقْمانٌ وَلُقْمَانٌ رَاشِدُ |
أُولَئِكَ أنْيابُ الخِلافَةِ كُلُّهَا | وَسَائِرُ أمْلاكِ البِلادِ الزّوائِدُ |
أُحِبّكَ يا شَمسَ الزّمانِ وبَدْرَهُ | وَإنْ لامَني فيكَ السُّهَى والفَراقِدُ |
وَذاكَ لأنّ الفَضْلَ عندَكَ بَاهِرٌ | وَلَيسَ لأنّ العَيشَ عندَكَ بارِدُ |
فإنّ قَليلَ الحُبّ بالعَقْلِ صالِحٌ | وَإنّ كَثيرَ الحُبّ بالجَهْلِ فاسِدُ |
لكل امرىءٍ مِنْ دَهْرِهِ ما تَعَوّدَا
لكل امرىءٍ مِنْ دَهْرِهِ ما تَعَوّدَا | وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العدى |
وَإنْ يُكذِبَ الإرْجافَ عنهُ بضِدّهِ | وَيُمْسِي بمَا تَنوي أعاديهِ أسْعَدَا |
وَرُبّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفْسَهُ | وَهادٍ إلَيهِ الجيشَ أهدى وما هَدى |
وَمُستَكْبِرٍ لم يَعرِفِ الله ساعَةً | رَأى سَيْفَهُ في كَفّهِ فتَشَهّدَا |
هُوَ البَحْرُ غُصْ فيهِ إذا كانَ ساكناً | على الدُّرّ وَاحذَرْهُ إذا كان مُزْبِدَا |
فإنّي رَأيتُ البحرَ يَعثُرُ بالفتى | وَهذا الذي يأتي الفتى مُتَعَمِّدَا |
تَظَلّ مُلُوكُ الأرْض خاشعَةً لَهُ | تُفارِقُهُ هَلْكَى وَتَلقاهُ سُجّدَا |
وَتُحْيي لَهُ المَالَ الصّوَارِمُ وَالقَنَا | وَيَقْتُلُ ما تحيي التّبَسّمُ وَالجَدَا |
ذَكِيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَيْنِهِ | يَرَى قَلبُهُ في يَوْمِهِ ما ترَى غَدَا |
وَصُولٌ إلى المُسْتَصْعَباتِ بخَيْلِهِ | فلَوْ كانَ قَرْنُ الشّمسِ ماءً لأوْرَدَا |
لذلك سَمّى ابنُ الدُّمُستُقِ يَوْمَهُ | مَمَاتاً وَسَمّاهُ الدُّمُستُقُ موْلِدَا |
سَرَيْتَ إلى جَيحانَ من أرْضِ آمِدٍ | ثَلاثاً، لقد أدناكَ رَكضٌ وَأبْعَدَا |
فَوَلّى وَأعطاكَ ابْنَهُ وَجُيُوشَهُ | جَميعاً وَلم يُعطِ الجَميعَ ليُحْمَدَا |
عَرَضْتَ لَهُ دونَ الحَياةِ وَطَرْفِهِ | وَأبصَرَ سَيفَ الله منكَ مُجَرَّدَا |
وَما طَلَبَتْ زُرْقُ الأسِنّةِ غَيرَهُ | وَلكِنّ قُسطَنطينَ كانَ لَهُ الفِدَى |
فأصْبَحَ يَجْتابُ المُسوحَ مَخَافَةً | وَقد كانَ يجتابُ الدِّلاصَ المُسرَّدَا |
وَيَمْشِي بهِ العُكّازُ في الدّيرِ تائِباً | وَما كانَ يَرْضَى مشيَ أشقَرَ أجرَدَا |
وَما تابَ حتى غادَرَ الكَرُّ وَجْهَهُ | جَريحاً وَخَلّى جَفْنَهُ النّقعُ أرْمَدَا |
فَلَوْ كانَ يُنْجي من عَليٍّ تَرَهُّبٌ | تَرَهّبَتِ الأمْلاكُ مَثْنَى وَمَوْحَدَا |
وكلُّ امرىءٍ في الشّرْقِ وَالغَرْبِ بعده | يُعِدّ لَهُ ثَوْباً مِنَ الشَّعْرِ أسْوَدَا |
هَنيئاً لكَ العيدُ الذي أنتَ عيدُهُ | وَعِيدٌ لمَنْ سَمّى وَضَحّى وَعَيّدَا |
وَلا زَالَتِ الأعْيادُ لُبْسَكَ بَعْدَهُ | تُسَلِّمُ مَخرُوقاً وَتُعْطَى مُجدَّدَا |
فَذا اليَوْمُ في الأيّامِ مثلُكَ في الوَرَى | كمَا كنتَ فيهِمْ أوْحداً كانَ أوْحَدَا |
هوَ الجَدّ حتى تَفْضُلُ العَينُ أُختَهَا | وَحتى يكونُ اليَوْمُ لليَوْمِ سَيّدَا |
فَيَا عَجَباً مِنْ دائِلٍ أنْتَ سَيفُهُ | أمَا يَتَوَقّى شَفْرَتَيْ مَا تَقَلّدَا |
وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ | تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا |
رَأيتُكَ محْضَ الحِلْمِ في محْضِ قُدرَةٍ | وَلوْ شئتَ كانَ الحِلمُ منكَ المُهنّدَا |
وَما قَتَلَ الأحرارَ كالعَفوِ عَنهُمُ | وَمَنْ لكَ بالحُرّ الذي يحفَظُ اليَدَا |
إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ | وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا |
وَوَضْعُ النّدى في موْضعِ السّيفِ بالعلى | مضرٌّ كوضْع السيفِ في موضع النّدى |
وَلكنْ تَفُوقُ النّاسَ رَأياً وَحِكمةً | كما فُقتَهمْ حالاً وَنَفساً وَمحْتِدَا |
يَدِقّ على الأفكارِ ما أنْتَ فاعِلٌ | فيُترَكُ ما يخفَى وَيُؤخَذُ ما بَدَا |
أزِلْ حَسَدَ الحُسّادِ عَنّي بكَبتِهمْ | فأنتَ الذي صَيّرْتَهُمْ ليَ حُسّدَا |
إذا شَدّ زَنْدي حُسنُ رَأيكَ فيهِمُ | ضرَبْتُ بسَيفٍ يَقطَعُ الهَامَ مُغمَدَا |
وَمَا أنَا إلاّ سَمْهَرِيٌّ حَمَلْتَهُ | فزَيّنَ مَعْرُوضاً وَرَاعَ مُسَدَّدَا |
وَمَا الدّهْرُ إلاّ مِنْ رُواةِ قَصائِدي | إذا قُلتُ شِعراً أصْبَحَ الدّهرُ مُنشِدَا |
فَسَارَ بهِ مَنْ لا يَسيرُ مُشَمِّراً | وَغَنّى بهِ مَنْ لا يُغَنّي مُغَرِّدَا |
أجِزْني إذا أُنْشِدْتَ شِعراً فإنّمَا | بشِعري أتَاكَ المادِحونَ مُرَدَّدَا |
وَدَعْ كلّ صَوْتٍ غَيرَ صَوْتي فإنّني | أنَا الطّائِرُ المَحْكِيُّ وَالآخَرُ الصّدَى |
تَرَكْتُ السُّرَى خَلفي لمَنْ قَلّ مالُه | وَأنعَلْتُ أفراسي بنُعْماكَ عَسجَدَا |
وَقَيّدْتُ نَفْسِي في ذَرَاكَ مَحَبّةً | وَمَنْ وَجَدَ الإحْسانَ قَيْداً تَقَيّدَا |
إذا سَألَ الإنْسَانُ أيّامَهُ الغِنى | وَكنتَ على بُعْدٍ جَعَلْنَكَ موْعِدَا |