هِرَّتي جِدُّ أَليفَهْ

هِرَّتي جِدُّ أَليفَهْ وهْي للبيتِ حليفهْ
هي ما لم تتحركْ دمية البيتِ الظريفه
فإذا جاءتْ وراحتْ زِيدَ في البيتِ وصِيفه
شغلها الفارُ: تنقِّي الرَّ فَّ منه والسَّقيفَهْ
وتقومُ الظهرَ والعصـ ـرَ بأورادٍ شريفه
ومن الأَثوابِ لم تملِـ ـكْ سوى فروٍ قطيفه
كلما استوسخَ، أو آ وى البراغيثَ المطيفه
غسَلَتْه، وكوَتْه بأَساليبَ لطيفه
وحَّدَتْ ما هو كالحمَّا م والماءِ وظيفه
صيَّرَتْ ريقتَها الصَّا بونَ، والشاربَ ليفه
لا تمرَّنَّ على العين ولا بالأنفِ جيفه
وتعوَّدْ أن تلاقى حسنَ الثوبِ نظيفه
إنما الثوْبُ على الإنـ ـانِ عنوانُ الصحيفه

لي جدَّة ٌ ترأفُ بي

لي جدَّة ٌ ترأفُ بي أحنى عليَّ من أبي
وكلُّ شيءٍ سرَّني تذهب فيه مَذهبي
إن غضبَ الأهلُ عليَّ كلُّهم لم تغضبِ
بمشى أَبي يوماً إليَّ مشية َ المؤدِّبِ
غضبانَ قد هدَّدَ بالضرْ ب وإن لم يَضرِبِ
فلم أَجِد لي منهُ غيرَ جَدَّتي من مَهرَبِ
فجعَلتني خلفَها أنجو بها، وأختبي
وهْيَ تقولُ لأَبي بِلهجة المؤنِّبِ:
ويحٌ لهُ! ويحٌ لِهـ ـذا الولدِ المعذَّبِ!
أَلم تكن تصنعُ ما يَصنعُ إذ أَنت صبي؟

الحيوانُ خَلْقُ

الحيوانُ خَلْقُ له عليْكَ حَقُّ
سَخَّرَه الله لكا وللعِبادِ قبلَكا
حَمُولة ُ الأَثقالِ ومُرْضِعُ الأَطفالِ
ومُطْعمُ الجماعهْ وخادِمُ الزِّراعه
مِنْ حقِّهِ أَن يُرْفَقا به وألا يرهقا
إن كلَّ دعه يسترحْ وداوِه إذا جُرِحْ
ولا يجعْ في داركا أَو يَظْمَ في جِوارِكا
بهيمة ٌ مسكينُ يشكو فلا يُبينُ
لسانه مقطوع وما له دُموع!

لولا التقى لقلتُ: لم

لولا التقى لقلتُ: لم يَخلُقْ سِواكِ الوَلدا!
إن شئتِ كان العيرَ، أو إن شئتِ كان الأسدا
وإن تردْ غيَّا غوى أَو تَبْغِ رُشْداً رَشدا
والبيتُ أنتِ الصوتُ فيـ ـه، وهْوَ للصَّوتِ صَ
دى كالبَبَّغا في قفصٍ: قيلَ له، فقلدا
وكالقضيبِ اللَّدْنِ: قدْ طاوَع في الشَّكلِ اليَدا
يأْخُذُ ما عَوَّدْتِه والمرءُ ما تعوَّدا!

ومُمهّد في الوكرِ من

ومُمهّد في الوكرِ من ولدِ الغرابِ مُزقَّق
كرُوَيهِبٍ مُتَقلِّسٍ متأزِّرٍ ، متنطِّق
لبسَ الرَّمادَ على سوا دِ جناحه والمفرق
كالفحمِ غادرَ في الرَّما دِ بقِيَّة ً لم تُحرَق
ثُلثاهُ مِنقارٌ ورأ سٌ ، والأظافرُ ما بقي
ضخمُ الدِّماغِ على الخُلُوِّ منَ الحجى والمنطق
منْ أمِّهِ لقي الصغ ـيرُ منَ البَليّة ِ ما لقِي
جَلبَتْ عليهِ ما تَذو دُ الأمّهاتُ وتتَّقي
قتنت به ، فتوهمتْ فيه قُوى ً لم تخلق
قالت: كبِرْتَ، فثِب كما وثب الكِبارُ، وحَلِّق
ورمتْ به في الجوِّ ، لم تَحرِصْ، ولم تَسْتَوثِق
فهوى ، فمزِّق في فنا ءِ الدارِ شرَّ ممزَّق
وسمعتُ قاقاتٍ تردَّ دُ في الفضاءِ وترتقي
ورأيتُ غربانا تفرَّ قُ في السماءِ وتلتقي
وعرفتُ رنّة أمِّهِ في الصارِخاتِ النُّعَّقِ
فأشرتُ ، فالتفتتْ ، فقل تُ لها مقالة َ مشفق :
ـتِ جَناحَه لم تُطلقي تِ جناحه لم تُّطقي
وكما تَرَفَّقَ والِدَا كِ عليكِ لم تَتَرفَّقي!

النِّيلُ العَذْبُ هو الكوْثرْ

النِّيلُ العَذْبُ هو الكوْثرْ والجنة ُ شاطئه الأخضرْ
ريَّانُ الصَّفحة ِ والمنظرْ ما أبهى الخلدَ وما أنضرْ !
البحرُ الفَيَّاضُ، القُدسُ الساقي الناسَ وما غرسوا
وهو المِنْوالُ لما لبِسوا والمُنْعِمُ بالقطنِ الأَنوَر
جعلَ الإحسانَ له شرعا لم يُخلِ الواديَ من مَرْعى
فتَرَى زرعا يَتلو زرعاً وهُنا يُجنى ، وهُنا يُبْذَر
جارٍ ويُرَى ليس بجارِ لأناة ٍ فيه ووقار
ينصبُّ كتلٍّ منهارِ ويضجُّ فتحسبه يزأر
حبشيُّ اللَّونِ كجيرته من منبعه وبحيرته
صَبَغَ الشَّطَّيْنِ بسُمْرَته لوناً كالمسكِ وكالعنبرِ