سبتمبر

الشعر يأتي دائما
مع المطر.
و وجهك الجميل يأتي دائماً
مع المطر.
و الحب لا يبدأ إلا عندما
تبدأ موسيقى المطر..
——
إذا أتى أيلول يا حبيبتي
أسأل عن عينيك كل غيمة
كأن حبي لك
مربوط بتوقيت المطر…
——
مشاهد الخريف تستفزني.
شحوبك الجميل يستفزني.
و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.
و الحلق الفضي في الأذنين ..يستفزني.
و كنزة الكشمير..
و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.
جريدة الصباح..
مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.
رائحة القهوة فوق الورق اليابس..
تستفزني..
فما الذي أفعله ؟
بين اشتعال البرق في أصابعي..
و بين أقوال المسيح المنتظر؟
——
ينتابني في أول الخريف
إحساس غريب بالأمان و الخطر..
أخاف أن تقتربي..
أخاف أن تبتعدي..
أخشى على حضارة الرخام من أظافري..
أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..
أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..
——
هل شهر أيلول الذي يكتبني؟
أم أن من يكتبني هو المطر؟؟
——
أنت جنون شتوي نادر..
يا ليتني أعرف يا سيدتي
علاقة الجنون بالمطر!!
——
سيدتي
التي تمر كالدهشة في أرض البشر..
حاملة في يدها قصيدة..
و في اليد الأخرى قمر..
——
يا امرأة أحبها..
تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..
يا امرأة تحمل في شحوبها
جميع أحزان الشجر..
ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..
يا امرأة توجز تاريخي..
و تاريخ المطر!!.

امرأة من دخان

كيف فكرت في الزيارة؟ قولي
بعد أن أطفأت هوانا السنين
إجمعي شعرك الطويل .. يخيف
الليل .. هذا المبعثر المجنون
لا تدقي بابي .. وظلي بعمري
مستحيلاً ، ما عانقته الظنون
أنت أحلى ممنوعة الطيف ، خجلى
يتمنى مرورك .. الياسمين
لا أريد الوضوح .. كوني وشاحاً
من دخانٍ .. وموعداً لا يحين
ولتعيشي تخيلاً في جبيني
ولتكوني خرافةً لا تكون
إتركيني أبنيك شعراً .. وصدراً
أنت لولاي يا ضعيفة طين
ودعي لي .. تلوين عينيك إني
تتمنى ألوان وهمي العيون .
لا تجيئي لموعدي .. واتركيني
في ضلالٍ ، يبكي عليه اليقين
واحرقيني .. إذا أردت ، فإني
لا أطيق الجمال حين يلين
أنا ما دمت في عروقي همساً
فإذا كنت واقعاً ، لا أكون !

بانتظار سيدتي

أجلس في المقهى.. منتظرا
.. أن تأتي سيدتي الحلوة
.. أبتاع الصحف اليومية
أفعل أشياء طفوليه
“أفتش عن “برج الحمل
” .. ساعدني يا “برج الحمل
” .. طمئني يا “برج الحمل”
.. هل تأتي سيدتي الحلوة ؟
هل ترضى أن تتزوجني
هل ترضى سيدتي الحلوة ؟
.. يخبرني برجي عن يوم
.. يشرق بالحب وبالأمل
.. يخبر .. عن خمسة أطفال يأتون
.. وعن شهر العسل
.. أبقى في المقهى .. منتظرا
.. عشرة أعوام قمرية
.. منتظرا .. سيدتي الحلوة
تقرأني الصحف اليومية
.. ينفخني غيم سجاراتي
.. يشربني .. فنجان القهوة
.. ينفخني غيم سجاراتي
.. يشربني .. فنجان القهوة

بلا كلمات

لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشقٍ
أحبك فيها بلا كلمات

بلادي

من لثغة الشحرور .. من
بحة نايٍ محزنه ..
من رجفة الموال .. من
تنهدات المئذنه ..
من غيمةٍ تحبكها
عند الغروب المدخنه
وجرح قرميد القرى
المنشورة المزينه ..
من وشوشات نجمةٍ
في شرقنا مستوطنه
من قصة تدور
بين وردةٍ .. وسوسنه
ومن شذا فلاحةٍ
تعبق منها (الميجنه)
ومن لهاث حاطبٍ
عاد بفأسٍ موهنه ..
جبالنا .. مروحةٌ
للشرق .. غرقى ، لينه
توزع الخير على الدنيا
ذرانا المحسنه
يطيب للعصفور أن
يبني لدينا مسكنه ..
ويغزل الصفصاف ..
في حضن السواقي موطنه
حدودنا بالياسمين
والندى محصنه
ووردنا مفتحٌ
كالفكر الملونه ..
وعندنا الصخور تهوى
والدوالي مدمنه
وإن غضبنا .. نزرع
الشمس سيوفاً مؤمنه ..
***
بلادنا كانت .. وكانت
بعد هذا الأزمنه ..

بلادي ترفض الحب

اليوميات
بلادي ترفض الحبا
تصادره كأي مخدرٍ خطرٍ
تطارده ..
تطارد ذلك الطفل الرقيق الحالم العذبا
تقص له جناحيه ..
وتملأ قلبه رعبا …
بلادي تقتل الرب الذي أهدى لها الخصبا
وحول صخرها ذهباً
وغطى أرضها عشبا ..
وأعطاها كواكبها
وأجرى ماءها العذبا
بلادي . لم يزرها الرب
منذ اغتالت الربا ..
وأجرى ماءها العبا
بلادي . لم يزرها الرب
منذ اغتالت الربا ..