إذا رأيت نيوب الليث بارزةً |
فلا تظن أن اللَّيْثَ يَبْتَسِمُ |
إذا رأيتَ جِبالَ الثَّلجِ شامخةً |
فلا تظنَّ بأنها تلينُ |
وإنْ بَدا البحرُ في يومٍ هادئًا |
ففي أعماقهِ أمواجٌ تئنُّ |
إذا رأيتَ نجومَ الليلِ ساطعةً |
فاعلم بأنَّ وراءَ الضوءِ غيومُ |
وإنْ بدتْ لكَ غاباتٌ مورقةً |
فهناكَ بينَ الظلالِ ذئابٌ تعلنُ |
تبدو الحياةُ لنا أحيانَ باسمةً |
لكنَّ تحتَ البَسماتِ حُزْنٌ دفينُ |
فلا تَخدْعْكَ مظاهرٌ لامعةٌ |
ففي عمقِ كلِّ شيءٍ سِرٌ دفينُ |
محمد عبدالرحمن بركات
قصائد الشاعر العربي محمد عبدالرحمن بركات في مكتبة قصائد العرب.
شوق مغترب
خيال الليل يسكن في رؤايا |
أنتظر فجرًا يعيد الأنس في دوايا |
يا وطني الحبيب، أين ذهبت مروءتي؟ |
فأنا هاجرٌ في أرض الغربة، يا ويحيا! |
ترى الوطن في الدهر يعاني |
يحمل الأحلام والجراح في جُدايا |
في زمن تُغتال فيه الأماني |
والحلمُ يبكي دموعًا في ظُلُمايا |
يبقى الوطن في عيني حُلُمًا بعيدًا |
يغربلني الشوق، ويحتوي الدمعَ في حُضايا |
يا وطني، في دمي ترابك وَرْدًا |
وفي عيني نجمك يلوح بِسَمَايا |
أسير بين ذكرى وحلم مسافر |
أغرق في بحرك، وتحن الرَّيايا |